Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-3)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله { الۤـمۤ } { أحسب الناس أن يتركوا … } قال : أنزلت في أناس بمكة قد اقروا بالإِسلام ، فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لما نزلت آية الهجرة : إنه لا يقبل منكم قرار ولا إسلام حتى تهاجروا قال : فخرجوا عامدين إلى المدينة ، فأتبعهم المشركون فردوهم ، فنزلت فيهم هذه الآية ، فكتبوا إليهم أنه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا : نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه . فخرجوا فاتبعهم المشركون ، فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا ، فأنزل الله فيهم { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم } [ النحل : 110 ] . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { الۤـمۤ } { أحسب الناس … } قال نزلت في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا ، فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن فخرجوا ، فقتل من قتل وخلص من خلص ، فنزل القرآن { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآيات في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة ، وهؤلاء الآيات العشر مدنيات ، وسائرها مكي . وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : نزلت في عمار بن ياسر يعذَّب في الله { أحسب الناس أن يتركوا … } . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : سمعت ابن عمير وغيره يقولون : كان أبو جهل لعنه الله يعذب عمار بن ياسر وأمه ، ويجعل على عمار درعاً من حديد في اليوم الصائف ، وطعن في حياة أمه برمح . ففي ذلك نزلت { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وهم لا يفتنون } قال : لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم { ولقد فتنا الذين من قبلهم } قال : ابتلينا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } قال : يبتلون { ولقد فتنا الذين من قبلهم } قال : ابتلينا الذين من قبلهم { فليعلمن الله الذين صدقوا } قال : ليعلم الصادق من الكاذب ، والطائع من العاصي ، وقد كان يقال : إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار ، وكان يقال : إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير . وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ { فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } قال : يعلمهم الناس . وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : كان الله يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ، ثم يقبضه الله إليه فتقول الأمة من بعده ، أو من شاء الله منهم : إنا على منهاج النبي وسبيله ، فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ، ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب . وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أول من أظهر اسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وسمية أم عمار ، وعمار ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأخذوه فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد … والله تعالى أعلم .