Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 139-139)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير عن الزهري قال : كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم البأس . فأنزل الله القرآن ، فآسى فيه بين المؤمنين بأحسن ما آسى به قوماً كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال { ولا تهنوا ولا تحزنوا } إلى قوله { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } . وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهمَّ لا يعلون علينا . فأنزل الله { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد ، فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وما فعل فلان ؟ فنعى بعضهم لبعض ، وتحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل ، فكانوا في هم وحزن . فبينما هم كذلك علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل ، وكان على أحد مجنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب ، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لا قوّة لنا إلا بك ، وليس أحد يعبدك بهذا البلد غير هؤلاء النفر ، فلا تهلكهم " وثاب نفر من المسلمين رماة ، فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله ، وعلا المسلمون الجبل ، فذلك قوله { وأنتم الأعْلَوْنَ إن كنتم مؤمنين } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { ولا تهنوا } قال : لا تضعفوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك { وأنتم الأعلون } قال : وأنتم الغالبون .