Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 153-153)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جريرعن الحسن البصري أنه قرأ { تصعدون } بفتح التاء والعين . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { تصعدون } برفع التاء وكسر العين . وأخرج ابن جرير عن هرون قال : في قراءة أبي بن كعب " إذ تصعدون في الوادي " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { إذ تصعدون } قال : صعدوا في أحد فراراً يدعوهم في اخراهم " إليّ عباد الله ارجعوا ، إليّ عباد الله ارجعوا " . وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي قال : لما كان يوم أحد وانهزم الناس ، صعدوا في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم فقال الله { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم } . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله { إذ تصعدون … } الآية . قال : فروا منهزمين في شعب شديد لا يلوون على أحد ، والرسول يدعوهم في أخراهم " إليّ عباد الله ، إليّ عباد الله . ولا يلوي عليه أحد " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { إذ تصعدون } الآية . قال : ذاكم يوم أحد صعدوا في الوادي فراراً ونبي الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم في أخراهم " إليّ عباد الله ، إليّ عباد الله " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس " { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم } فرجعوا وقالوا : والله لنأتينهم ثم لنقتلنهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً فإنما أصابكم الذي أصابكم من أجل أنكم عصيتموني " فبينما هم كذلك إذ أتاهم القوم وقد أيسوا ، وقد اخترطوا سيوفهم { فأثابكم غماً بغمٍّ } فكان غمُّ الهزيمة ، وغمُّهم حين أتوهم { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { ما أصابكم } من القتل والجراحة . وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف { فأثابكم غماً بغم } قال : الغم الأول بسبب الهزيمة ، والثاني حين قيل قتل محمد . وكان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فأثابكم غماً بغم } قال : فرة بعد الفرة الأولى حين سمعوا الصوت أن محمداً قد قتل ، فرجع الكفار فضربوهم مدبرين حتى قتلوا منهم سبعين رجلاً ، ثم انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا يصعدون في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { فأثابكم غماً بغم } قال : الغم الأوّل الجراح والقتل ، والغم الآخر حين سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل . فأنساهم الغم الآخر ما أصابهم من الجراح والقتل ، وما كانوا يرجون من الغنيمة . وذلك قوله { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } . وأخرج ابن جرير عن الربيع . مثله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال : " انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة ، فلما رأوه وضع رجل سهماً في قوسه فأراد أن يرميه فقال : أنا رسول الله . ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً ، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع . فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن ، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا ، فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم ، فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذي كانوا عليه ، وهمهم أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس لهم أن يعلونا ، اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد . ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم " فذلك قوله { فأثابكم غماً بغم } الغم الأوّل ما فاتهم من الغنيمة والفتح ، والغم الثاني اشراف العدوّ عليهم { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { ولا ما أصابكم } من القتل حين تذكرون فشغلهم أبو سفيان . وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : أصاب الناس حزن وغم على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا ، فلما تولجوا في الشعب وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشعب ، فظن المؤمنون أنهم سوف يميلون عليه فيقتلونهم أيضاً ، فأصابهم حزن من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم . فذلك قوله سبحانه { فأثابكم غماً بغم } .