Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 165-168)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أو لما أصابتكم مصيبة … } الآية . يقول : إنكم قد أصبتم من المشركين يوم بدر مثلي ما أصابوا منكم يوم أحد . وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين واسروا سبعين ، وقتل المشركون يوم أحد من المسلمين سبعين . فذلك قوله { أصبتم مثليها قلتم أنى هذا } ونحن مسلمون نقاتل غضباً لله ، وهؤلاء مشركون { قل هو من عند أنفسكم } عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ما قال . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا : من أين هذا ما كان للكفار أن يقتلوا منا ؟ فلما رأى الله ما قالوا من ذلك قال الله : هم بالأسرى الذين أخذتم يوم بدر ، فردهم الله بذلك ، وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة . وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن علي قال " " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيرهم بين أمرين : إما أن يقدموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، فذكر ذلك لهم فقالوا : يا رسول الله عشائرنا واخواننا نأخذ فداءهم فنقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا بعدتهم ، فليس في ذلك ما نكره . فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلاً عدة أسارى أهل بدر " وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن وابن جريج { قل هو من عند أنفسكم } عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : لا تتبعوهم يوم أحد فاتبعوهم . وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { قلتم أنى هذا } ونحن مسلمون نقاتل غضباً لله ، وهؤلاء مشركون . فقال { قل هو من عند أنفسكم } عقوبة بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : لا تتبعوهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } قال : أصيبوا يوم أحد قتل منهم سبعون يومئذ ، وأصابوا مثليها يوم بدر قتلوا من المشركين سبعين وأسروا سبعين { قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } " ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد حين قدم أبو سفيان والمشركون : إنا في جنة حصينة يعني بذلك المدينة فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم فقال له أناس من الأنصار : إنا نكره أن نقتل في طرق المدينة ، وقد كنا نمنع من الغزو في الجاهلية فبالإسلام أحق أن يمتنع منه ، فأبرز بنا إلى القوم . فانطلق فلبس لأمته فتلاوم القوم فقالوا : عرض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرضتم بغيره ، اذهب يا حمزة فقل له امرنا لأمرك تبع . فأتى حمزة فقال له . فقال : إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يناجز ، وإنه ستكون فيكم مصيبة . قالوا : يا نبي الله خاصة أو عامة ؟ قال : سترونها " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحق في قوله { وليعلم المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا } فقال : ليميز بين المؤمنين والمنافقين { وقيل لهم تعالوا قاتلوا } يعني عبد الله بن أبي وأصحابه . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { أو ادفعوا } قال : كثروا بأنفسكم وإن لم تقاتلوا . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي حازم قال : سمعت سهل بن سعيد يقول : لو بعت داري فلحقت بثغر من ثغور المسلمين ، فكنت بين المسلمين وبين عدوّهم . فقلت : كيف وقد ذهب بصرك ؟ قال : ألم تسمع إلى قوله الله { تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا } أسوّد مع الناس ففعل . وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله { أو ادفعوا } قال : كونوا سواداً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله { أو ادفعوا } قال : رابطوا . وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن شهاب وغيره قال " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل من أصحابه ، حتى إذا كانوا بالشرط بين أحد والمدينة انخذل عنهم عبد الله بن أُبَيَّ بثلث الناس ، وقال : أطاعهم وعصاني والله ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا ، فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق وأهل الريب ، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام من بني سلمة يقول : يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضرهم عدوهم . قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أن يكون قتال " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { لو نعلم قتالاً لاتبعناكم } قال : لو نعلم انا واجدون معكم مكان قتال لاتبعناكم . وأخرج ابن جرير عن عكرمة قالوا { لو نعلم قتالاً لاتَّبعناكم } قال : نزلت في عبد الله بن أبي . وأخرج ابن جرير عن السدي قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في ألف رجل وقد وعدهم الفتح إن صبروا ، فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبي في ثلاثمائة ، فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم ، فلما غلبوه وقالوا له : ما نعلم قتالاً ولئن أطعتنا لترجعن معنا . فذكر الله . فهو قولهم : ولئن أطعتنا لترجعن { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا . … } الاية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { الذين قالوا لإخوانهم … } الآية . قال : ذكر لنا أنها نزلت في عدوّ الله عبد الله بن أبي . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا } قال : نزلت في عدوّ الله عبد الله بن أبي . وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله في قوله { الذين قالوا لإخوانهم } قال : هو عبد الله بن أبي . وأخرج عن السدي في الآية قال : هم عبد الله بن أبي وأصحابه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج في الآية قال : هو عبد الله بن أبي الذين قعدوا وقالوا لإخوانهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحق { قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت } أي أنه لا بد من الموت ، فإن استطعتم أن تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا ، وذلك أنهم إنما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل الله حرصاً على البقاء في الدنيا وفراراً من الموت . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال : إن الله أنزل على نبيه في القدرية { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا } . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : هم الكفار يقولون لاخوانهم لو كانوا عندنا ما قتلوا ، يحسبون أن حضورهم للقتال هو يقدمهم إلى الأجل .