Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 18-20)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن السني في عمل يوم وليلة وأبو منصور الشجامي في الأربعين عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، والآيتين من آل عمران { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الإسلام } و { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء } [ آل عمران : 26 ] إلى قوله { بغير حساب } هن معلقات بالعرش . ما بينهن وبين الله حجاب يقلن : يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك . قال الله : إني حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة يعني المكتوبة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، وإلا أسكنته حظيرة الفردوس ، وإلا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة ، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلا أعذته من كل عدوّ ونصرته منه " . وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً " لما نزلت { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة : 1 ] ، وآية الكرسي ، و { شهد الله } ، و { قل اللهم مالك الملك } [ آل عمران : 26 ] إلى { بغير حساب } [ آل عمران : 27 ] تعلقن بالعرش وقلن : أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك فقال : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لا يتلوكن عبد عند دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه ، وأسكنته جنة الفردوس ، ونظرت له كل يوم سبعين مرة ، وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة " وأخرج أحمد والطبراني وابن السني في عمل يوم وليلة وابن أبي حاتم عن الزبير بن العوّام قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله { العزيز الحكيم } فقال : وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب " ولفظ الطبراني فقال : وأنا أشهد أنك لا إله إلا أنت العزيز الحكيم " . وأخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارة ، فنزلت قريباً من الأعمش ، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل ، فمر بهذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله { إن الدين عند الله الإِسلام } فقال : وأنا أشهد بما شهد الله به ، واستودع الله هذه الشهادة ، وهي لي وديعة عند الله . قالها مراراً فقلت : لقد سمع فيها شيئاً ، فسألته فقال : حدثني أبو وائل ، عن عبدالله قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُجاءُ بصاحبها يوم القيامة فيقول الله : عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد ، أدخلوا عبدي الجنة " وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن حمزة الزيات قال : خرجت ذات ليلة أريد الكوفة ، فآواني الليل إلى خربة فدخلتها ، فبينا أنا فيها دخل علي عفريتان من الجن فقال أحدهما لصاحبه : هذا حمزة بن حبيب الزيات الذي يقرىء الناس بالكوفة قال : نعم والله لأقتلنَّه قال : دعه . المسكين يعيش قال : لأقتلنه . فلما أزمع على قتلي قلت : بسم الله الرحمن الرحيم { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } وأنا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحبه : دونك الآن فاحفظه راغماً إلى الصباح . وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبدالله " شهد الله أن لا إله إلا هو " وفي قراءته { إن الدين عند الله الإسلام } . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { قائماً بالقسط } قال : ربنا قائماً بالعدل . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس { بالقسط } قال : بالعدل . وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : فإن الله شهد هو ، والملائكة ، والعلماء من الناس { إن الدين عند الله الإِسلام } . وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } بخلاف ما قال نصارى نجران . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { إن الدين عند الله الإِسلام } قال : الإِسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، والإِقرار بما جاء به من عند الله . وهو دين الله الذي شرع لنفسه ، وبعث به رسله ، ودل عليه أولياءه . لا يقبل غيره ، ولا يجزي إلا به . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { إن الدين عند الله الإِسلام } قال : " لم أبعث رسولاً إلا بالإِسلام . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم ، لكل قبيلة من قبائل العرب صنم أو صنمان . فأنزل الله { شهد الله أنه لا إله إلا هو … } الآية . قال : فأصبحت الأصنام كلها قد خرت سجداً للكعبة . قوله تعالى : { وما اختلف } الآية . أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } قال : بنو إسرائيل . وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم } ويقول : بغيا على الدنيا ، وطلب ملكها وسلطانها ، فقتل بعضهم بعضاً على الدنيا من بعدما كانوا علماء الناس . وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبراً من أحبار بني إسرائيل ، فاستودعهم التوراة ، وجعلهم أمناء عليه . كل حبر جزء منه ، واستخلف موسى عليه السلام يوشع بن نون ، فلما مضى القرن الأول ، ومضى الثاني ، ومضى الثالث ، وقعت الفرقة بينهم . وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهرقوا بينهم الدماء ، ووقع الشر والاختلاف . وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا ، طلباً لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها ، فسلط الله عليهم جبابرتهم . وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } يعني النصارى { إلا من بعد ما جاءهم العلم } الذي جاءك أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { فإن الله سريع الحساب } قال إحصاؤه عليهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { فإن حَاجُّوك } قال : إن حاجَّكَ اليهود والنصارى . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { فإن حاجُّوك } قال : اليهود والنصارى فقالوا : إن الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد { أسلمت وجهي لله } . وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { فإن حاجُّوك } أي بما يأتون به من الباطل من قولهم : خلقنا ، وفعلنا ، وجعلنا ، وأمرنا ، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق { فقل أسلمت وجهي لله } . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ومن اتبعن } قال : ليقل من اتبعك مثل ذلك . وأخرج الحاكم وصححه " عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا نبي الله إني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا ؟ قال : بالإسلام … قلت : وما آيته ؟ قال : أن تقول { أسلمت وجهي لله } وتخليت ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة . كل مسلم على مسلم محرم أخوان نصيران ، لا يقبل الله من مسلم أشرك بعدما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ، ما لي آخذ بحجزكم عن النار . ألا إن ربي داعيّ ، ألا وإنه سائلي هل بلغت عبادي ؟ وإني قائل : رب قد أبلغتهم ، فليبلغ شاهدكم غائبكم . ثم أنه تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام ، ثم أوّل ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه . قلت : يا رسول الله هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسن يَكْفِكَ " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وقل للذين أوتوا الكتاب } قال : اليهود والنصارى { والأميين } قال : هم الذين لا يكتبون . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع { فإن أسلموا فقد اهتدوا } قال : من تكلم بهذا صدقاً من قلبه يعني الإِيمان فقد اهتدى { وإن تولوا } يعني عن الإِيمان .