Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 49-49)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير عن ابن إسحق أن عيسى جلس يوماً مع غلمان من الكتاب ، فأخذ طيناً ثم قال : أجعل لكم من هذا الطين طائراً ؟ قالوا : أو تستطيع ذلك ؟ قال : نعم . بإذن ربي . ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال : كن طائراً باذن الله فخرج يطير من بين كفيه ، وخرج الغلمان بذلك من أمره ، فذكروه فأفشوه في الناس . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ، أن عيسى قال : أي الطير أشد خلقاً ؟ قال : الخفاش إنما هو لحم ففعل . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : إنما خلق عيسى طيراً واحداً . وهو الخفاش . قوله تعالى : { وأبرئ الأكمه والأبرص } . أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس { الأكمه } الذي يولد وهو أعمى . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس قال { الأكمه } الأعمى الممسوح العين . وأخرج أبو عبيد والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال { الأكمه } الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن عكرمة قال : { الأكمه } الأعمش . وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال : كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى ، والزمنى ، والعميان ، والمجانين ، وغيرهم . اللهم أنت إله من في السماء وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك ، وأنت جبار من في السماء وجبار من في الأرض لا جبار فيهما غيرك ، أنت ملك من في السماء وملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك ، قدرتك في السماء كقدرتك في الأرض ، وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء ، أسألك باسمك الكريم ، ووجهك المنير ، وملكك القديم ، إنك على كل شيء قدير . قال وهب : هذا للفزع والمجنون يقرأ عليه ، ويكتب له ، ويسقى ماؤه إن شاء الله تعالى . وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن وهب قال : لما صار عيسى ابن اثنتي عشر سنة اوحى الله إلى أمه وهي بأرض مصر - وكانت هربت من قومها حين ولدته إلى أرض مصر - أن اطلعي به إلى الشام ففعلت ، فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة ، وكانت نبوّته ثلاث سنين ، ثم رفعه الله إليه . وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفاً . من أطاق منهم أن يبلغه بلغه ، ومن لم يطق ذلك منهم أتاه فمشى إليه ، وإنما كان يداويهم بالدعاء إلى الله تعالى . قوله تعالى : { وأحيي الموتى بإذن الله } . أخرج البيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل ، أن عيسى بن مريم كان إذا أراد أن يحيي الموتى صلى ركعتين يقرأ في الركعة الأولى { تبارك الذي بيده الملك } [ الملك : 1 ] وفي الثانية { تنزيل الكتاب } [ السجدة : 2 ] فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء . يا قديم ، يا حي ، يا دائم ، يا فرد ، يا وتر ، يا أحد ، يا صمد . قال البهقي : ليس هذا بالقوي . وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل بلفظه ، وزاد في آخره وكانت إذا أصابته شدة دعا بسبعة أسماء أخرى . يا حي ، يا قيوم ، يا الله ، يا رحمن ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم ، يا رب . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن معاوية بن قرة قال : سألت بنو إسرائيل عيسى فقالوا : إن سام بن نوح دفن ههنا قريباً فادع الله أن يبعثه لنا . فهتف فخرج أشمط . قالوا : إنه قد مات وهو شاب فما هذا البياض ؟ قال : ظننت أنها الصيحة ففزعت . وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : كانت اليهود يجتمعون إلى عيسى ويستهزئون به ويقولون له : يا عيسى ما أكل فلان البارحة ، وما ادخر في بيته لغد . فيخبرهم فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم ، وكان عيسى عليه السلام ليس له قرار ولا موضع يعرف إنما هو سائح في الأرض ، فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فسألها … ؟ فقالت : ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها . فصلى عيسى ركعتين ثم نادى : يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ، ثم نادى الثانية فانصدع القبر ، ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب فقالت أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين ؟ يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا ، يا روح الله سل ربي أن يردني إلى الآخرة ، وأن يهوّن علي كرب الموت . فدعا ربه ، فقبضها إليه فاستوت عليها الأرض . فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً ، وكان ملك منهم في ناحية في مدينة يقال لها نصيبين جباراً عاتياً ، وأمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه وأهل تلك المدينة إلى المراجعة ، فمضى حتى شارف المدينة ومعه الحواريون فقال لأصحابه : ألا رجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادي فيها فيقول : إن عيسى عبد الله ورسوله . فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب فقال : أنا يا روح الله . قال : فاذهب فأنت أول من يتبرأ مني ، فقام آخر يقول له توصار وقال له : أنا معه قال : وأنت معه ومشيا ، فقام شمعون فقال : يا روح الله أكون ثالثهم فائذن لي أن أنال منك أن اضطررت إلى ذلك ؟ قال : نعم . فانطلقوا حتى إذا كانوا قريباً من المدينة قال لهما شمعون : ادخلا المدينة فبَلَّغا ما أُمِرْتُمَا ، وأنا مقيم مكاني ، فإن ابتليتما أقبلت لكما . فانطلقا حتى دخلا المدينة وقد تحدث الناس بأمر عيسى ، وهم يقولون فيه أقبح القول وفي أمه . فنادى أحدهما وهو الأول : ألا أن عيسى عبدالله ورسوله ، فوثبوا إليهما من القائل أنْ عيسى عبدالله ورسوله ؟ فتبرأ الذي نادى فقال : ما قلت شيئاً فقال الآخر : قد قلت وأنا أقول : إن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه فآمنوا به يا معشر بني إسرائيل خيراً لكم ، فانطلقوا به إلى ملكهم وكان جباراً طاغياً فقال له : ويلك ما تقول ؟ ! قال : أقول : إن عيسى عبدالله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه . قال : كذبت . فقذفوا عيسى وأمه بالبهتان ثم قال له : تبرأ ويلك من عيسى وقل فيه مقالتنا . قال : لا أفعل . قال : إن لم تفعل قطعت يديك ورجليك ، وسمرت عينيك . فقال : افعل بنا ما أنت فاعل . ففعل به ذلك فألقاه على مزبلة في وسط مدينتهم . ثم أن الملك هم أن يقطع لسانه إذ دخل شمعون وقد اجتمع الناس فقال لهم : ما بال هذا المسكين ؟ قالوا : يزعم أن عيسى عبدالله ورسوله فقال شمعون : أيها الملك أتأذن لي فادنو منه فاسأله ؟ قال : نعم . قال له شمعون : أيها المبتلى ما تقول ؟ قال : أقول ان عيسى عبدالله ورسوله . قال : فما آية تعرفه ؟ قال { يبرئ الأكمه والأبرص } والسقيم . قال : هذا يفعله الأطباء فهل غيره ؟ قال : نعم { يخبركم بما تأكلون وما تدخرون } قال : هذا تفعله الكهنة فهل غير هذا ؟ قال : نعم { يخلق من الطين كهيئة الطير } قال : هذا قد تفعله السحرة يكون أخذه منهم . فجعل الملك يتعجب منه وسؤاله . قال : هل غير هذا ؟ قال : نعم . { يحيي الموتى } . قال : أيها الملك إنه ذكر أمراً عظيماً وما أظن خلقاً يقدر على ذلك إلا بإذن الله ، ولا يقضي الله ذلك على يد ساحر كذاب ، فإن لم يكن عيسى رسولاً فلا يقدر على ذلك ، وما فعل الله ذلك لأحد إلا لإبراهيم حين سأل ربه { أرني كيف تحيي الموتى } [ البقرة : 260 ] ومن مثل إبراهيم خليل الرحمن . وأخرج ابن جرير عن السدي وابن عساكر من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال : لما بعث الله عيسى عليه السلام وأمره بالدعوة لقيه بنو إسرائيل فأخرجوه ، فخرج هو وأمه يسيحون في الأرض ، فنزلوا في قرية على رجل ، فأضافهم وأحسن إليهم ، وكان لتلك المدينة ملك جبار ، فجاء ذلك الرجل يوماً حزيناً ، فدخل منزله ومريم عند امرأته فقالت لها : ما شأن زوجك أراه حزيناً ؟ قالت : إن لنا ملكاً يجعل على كل رجل منا يوماً يطعمه هو وجنوده ويسقيهم الخمر ، فإن لم يفعل عاقبه ، وإنه قد بلغت نوبته اليوم وليس عندنا سعة قالت : قولي له فلا يهتم فإني آمر ابني فيدعو له فيكفي ذلك . قالت مريم لعيسى في ذلك . فقال عيسى : يا أماه إني إنْ فعلت كان في ذلك شر قالت : لا تبال فإنه قد أحسن إلينا وأكرمنا . قال عيسى : قولي له املأ قدورك وخوابيك ماء . فملأهن فدعا الله تعالى ، فتحوّل ما في القدور لحماً ، ومرقاً ، وخبزاً ، وما في الخوابي خمراً لم ير الناس مثله قط . فلما جاءه الملك أكل منه ، فلما شرب الخمر قال : من أين لك هذا الخمر ؟ ! قال : هو من أرض كذا وكذا … قال الملك : فإن خمري أوتى به من تلك الأرض فليس هو مثل هذا ! قال : هو من أرض أخرى . فلما خلط على الملك اشتد عليه فقال : إني أخبرك … عندي غلام لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه ، وإنه دعا الله تعالى فجعل الماء خمراً فقال له الملك : وكان له ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل ذلك بأيام ، وكان أحب الخلق إليه فقال : إن رجلا دعا الله تعالى فجعل الماء خمراً ليستجابن له يحيي ابني . فدعا عيسى فكلمه وسأله ان يدعو الله أن يحيي ابنه فقال عيسى : لا تفعل فإنه ان عاش كان شراً قال الملك : لست أبالي أراه فلا أبالي ما كان قال عيسى عليه السلام : فإني إن أحييتهُ تتركوني أنا وأمي نذهب حيث نشاء ؟ فقال الملك : نعم . فدعا الله فعاش الغلام . فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح وقالوا : أكلنا هذا حتى إذا دنا موته يريد أن يستخلف علينا ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه . فاقتتلوا وذهب عيسى وأمه وصحبهما يهودي ، وكان مع اليهودي رغيفان ، ومع عيسى رغيف . فقال له عيسى : تشاركني ؟ فقال اليهودي : نعم . فلما رأى أنه ليس مع عيسى عليه السلام إلا رغيف ندم ، فلما ناما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف . فيأكل لقمة فيقول له عيسى : ما تصنع ؟ فيقول له : لا شيء … حتى فرغ من الرغيف . فلما أصبحا قال له عيسى : هلم بطعامك ، فجاء برغيف فقال له عيسى : أين الرغيف الآخر ؟ قال : ما كان معي إلا واحد . فسكت عنه وانطلقوا ، فمروا براعي غنم فنادى عيسى : يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك . قال : نعم . فأعطاه شاة فذبحها وشواها ، ثم قال لليهودي : كل ولا تكسر عظماً . فأكلا فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد ثم ضربها بعصاه وقال : قومي بإذن الله . فقامت الشاة تثغو فقال : يا صاحب الغنم خذ شاتك فقال له الراعي : من أنت ؟ ! قال : أنا عيسى ابن مريم قال : أنت الساحر ؟ وفر منه . قال عيسى لليهودي : بالذي أحيا هذه الشاة بعدما أكلناها كم كان معك من الأرغفة أو - كم رغيف كان معك - فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد . فمر بصاحب بقر فقال : يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلاً . فأعطاه فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى : كل ولا تكسر عظماً . فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ، ثم ضربه بعصاه وقال : قم بإذن الله تعالى ، فقام له خوار فقال : يا صاحب البقر خذ عجلك . قال : من أنت ؟ قال : أنا عيسى قال : أنت عيسى الساحر ؟ ثم فر منه . قال عيسى لليهودي : بالذي أحيا هذه الشاة بعدما أكلناها ، والعجل بعدما أكلناه كم رغيفاً كان معك ؟ فحلف بذلك ما كان معه إلا رغيف واحد . فانطلقا حتى نزلا قرية ، فنزل اليهودي في أعلاها ، وعيسى في أسفلها ، وأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى وقال : أنا اليوم أحيي الموتى . وكان ملك تلك القرية مريضاً شديد المرض . فانطلق اليهودي ينادي : من يبغي طبيباً ؟ فأُخْبِرَ بالملك وبوجعه فقال : ادخلوني عليه فأنا أبرئه ، وإن رأيتموه قد مات فأنا أحييه فقيل له : إن وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك ! قال : ادخلوني عليه ، فأُدْخِلَ عليه ، فأخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات ، فجعل يضربه وهو ميت ويقول : قم بإذن الله تعالى . فأخذوه ليصلبوه ، فبلغ عيسى فأقبل إليه وقد رفع على الخشبة فقال : أرأيتم أن أحييت لكم صاحبكم أتتركون لي صاحبي ؟ فقالوا : نعم . فأحيا عيسى الملك فقام . وأنزل اليهودي فقال : يا عيسى أنت أعظم الناس علي منة والله لا أفارقك أبداً . قال عيسى أنشدك بالذي أحيا الشاة والعجل بعدما أكلناهما ، وأحيا هذا بعد ما مات ، وأنزلك من الجذع بعد رفعك عليه لتصلب . كم رغيفاً كان معك ؟ فحلف بهذا كله ما كان معه إلا رغيف واحد . فانطلقا فمرا بثلاث لبنات ، فدعا الله عيسى فصيرهن من ذهب قال : يا يهودي لبنة لي ، ولبنة لك ، ولبنة لمن أكل الرغيف . قال : أنا أكلت الرغيف . وأخرج ابن عساكر عن ليث قال : صحب رجل عيسى ابن مريم ، فانطلقا فانتهيا إلى شاطئ نهر ، فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة ، فأكلا رغيفين وبقي رغيف . فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف . فقال للرجل : من أكل الرغيف ؟ قال : لا أدري ! فانطلق معه فرأى ظبية معها خشفان ، فدعا أحدهما ، فأتاه فذبحه وشواه وأكلا ثم قال للخشف : ثم بإذن الله فقام فقال للرجل : أسألك بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف ؟ قال : لا أدري ! ثم انتهيا إلى البحر ، فأخذ عيسى بيد الرجل ، فمشى على الماء ثم قال : أنشدك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف ؟ فقال : لا أدري . ثم انتهيا إلى مفازة وأخذ عيسى تراباً وطيناً فقال : كن ذهباً بإذن الله . فصار ذهباً ، فقسمه ثلاثة أثلاث فقال : ثلث لك ، وثلث لي ، وثلث لمن أخذ الرغيف . قال : أنا أخذنه . قال : فكله لك وفارقه عيسى ، فانتهى إليه رجلان فأرادا أن يأخذاه ويقتلاه قال : هو بيننا أثلاثاً ، فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاماً . فبعثوا أحدهم فقال الذي بُعِثَ : لأي شيء أقاسم هؤلاء المال ، ولكن أضع في الطعام سماً فاقتلهما . وقال ذانك : لأي شيء نعطي هذا ثلث المال ، ولَكِن إذا رجع قتلناه . فلما رجع إليهم قتلوه وأكلا الطعام فماتا . فبقي ذلك المال في المفازة ، وأولئك الثلاثة قتلى عنده . وأخرج أحمد في الزهد عن خالد الحذاء قال : كان عيسى ابن مريم إذا سرح رسله يحيون الموتى يقول لهم : قولوا كذا قولوا كذا ، فإذا وجدتم قشعريرة ودمعة فادعوا عند ذلك . وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال : انطلق عيسى عليه الصلاة والسلام يزور أخاً له ، فاستقبله إنسان فقال : إن أخاك قد مات . فرجع فسمع بنات أخيه برجوعه عنهن ، فاتينه فقلن يا رسول الله رجوعك عنا أشد علينا من موت أبينا قال : فانطلقن فأرينني قبره ، فانطلقن حتى أرينه قبره قال : فصوت به فخرج وهو أشيب فقال : ألست فلاناً … ؟ قال : بلى . قال : فما الذي أرى بك ؟ قال : سمعت صوتك فحسبته الصيحة . أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون } قال : بما أكلتم الراحة من طعام ، وما خبأتم منه . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كان عيسى يقول للغلام في الكتاب : إن أهلك قد خبأوا لك كذا وكذا … فذلك قوله { وما تدخرون } . وأخرج ابن عساكر عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : كان عيسى ابن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان ، فكان يقول لأحدهم : تريد أن أخبرك بما خبأت لك أمك ؟ فيقول : نعم . فيقول خبأت لك كذا وكذا … فيذهب الغلام منهم إلى أمه فيقول لها : اطعميني ما خبأت لي قالت : وأي شيء خبأت لك ؟ فيقول : كذا وكذا … فتقول : من أخبرك ؟ ! فيقول : عيسى ابن مريم فقالوا : والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع عيسى ليفسدنهم . فجمعوهم في بيت واغلقوا عليهم ، فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم حتى سمع ضوضاءهم في بيت ، فسأل عنهم فقال : يا هؤلاء كأن هؤلاء الصبيان ! قالوا : لا . إنما هؤلاء قردة وخنازير قال : اللهم اجعلهم قردة وخنازير . فكانوا كذلك . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمار بن ياسر قال { أنبئكم بما تأكلون } من المائدة { وما تدخرون } منها ، وكان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت أن يأكلوا ولا يدخروا ، وخافوا فجعلوا قردة وخنازير . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود { وما تدخرون } مثقلة بالإدغام .