Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 55-57)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { إني متوفيك } يقول : إني مميتك . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال { متوفيك } من الأرض . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في قوله { إني متوفيك } يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه ، قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود : " إن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة " . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة { إني متوفيك ورافعك إليّ } قال : هذا من المقدم والمؤخر : أي رافعك إليّ ومتوفيك . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مطر الوراق في الآية قال { متوفيك } من الدنيا وليس بوفاة موت . وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن كعب قال : لما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه ، شكا ذلك إلى الله . فأوحى الله إليه { إني متوفيك ورافعك إليَّ } وإني سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله ، ثم تعيش بعد ذلك أربعاً وعشرين سنة ، ثم أميتك ميتة الحي . قال كعب : وذلك تصديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " كيف تهلك أمة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها ؟ " . وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال : لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى إلى أن رفعه الله ، وكان من سبب رفعه أن ملكاً جباراً يقال له داود بن نوذا ، وكان ملك بني إسرائيل هو الذي بعث في طلبه ليقتله ، وكان الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، ورفع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده . فأوحى الله إليه { إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا } يعني ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في الآية قال : رفعه الله إليه فهو عنده في السماء . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال : توفى الله عيسى ابن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه . وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : أماته الله ثلاثة أيام ثمَّ بعثه ورفعه . وأخرج الحاكم عن وهب أن الله توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه ، وإن مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة ، وأنه رفع ابن ثلاث وثلاثين ، وأن أمه بقيت بعد رفعه ست سنين . وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جوهر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله { إني متوفيك ورافعك } يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جرير في الآية قال : رفعه إياه توفيته . وأخرج الحاكم عن الحريث بن مخشبي أن علياً قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان ، فسمعت الحسن بن علي وهو يقول : قتل ليلة أنزل القرآن ، وليلة أُسْرِيَ بعيسى ، وليلة قُبِضَ موسى . وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والحاكم عن سعيد بن المسيب قال : رُفع عيسى ابن ثلاث وثلاثينَ سنة ، ومات لها معاذ . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ومطهرك من الذين كفروا } قال : طهره من اليهود ، والنصارى ، والمجوس ، ومن كفار قومه . وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { ومطهرك من الذين كفروا } قال : إذ هموا منك بما هموا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } قال : أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته ، فلا يزالون ظاهرين على مَنْ ناوأهم إلى يوم القيامة . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال : ناصر من اتبعك على الإسلام على الذين كفروا إلى يوم القيامة . وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى يأتي أمر الله " قال النعمان : فمن قال إني أقول على رسول الله ما لم يقل فإن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى . قال الله تعالى { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة … } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { وجاعل الذين اتبعوك } قال : هم المسلمون ونحن منهم ، ونحن فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة . وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنها لن تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك . ثم قرأ بهذه الآية { يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } " . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة ، فليس بلد فيه أحد من النصارى إلا وهو فوق يهود في شرق ولا غرب هم في البلد كلها مستذلون . وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال : عيسى مرفوع عند الله ثم ينزل قبل يوم القيامة ، فمن صدق عيسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم وكان على دينهما لم يزالوا ظاهرين على من فارقهم إلى يوم القيامة . وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس في قوله { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يقول : أدوا فرائضي { فيوفيهم أجورهم } يقول : فيعطيهم جزاء أعمالهم الصالحة كاملاً لا يبخسون منه شيئاَ ولا ينقصونه .