Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 81-82)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة } قال : هي خطأ من الكتاب . وهي قراءة ابن مسعود { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } . وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } قال : وكذلك كان يقرؤها أبي بن كعب . قال الربيع : ألا ترى أنه يقول { ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه } يقول : لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولتنصرنه . قال : هم أهل الكتاب . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : إن أصحاب عبد الله يقرؤون { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم من كتاب وحكمة } ونحن نقرأ { ميثاق النبيين } فقال ابن عباس : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس في الآية قال : أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضاً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن طاوس في الآية قال : أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء ليصدقن ، وليؤمنن بما جاء به الآخر منهم . وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يبعث الله نبياً ؛ آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد ، لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ، ولينصرنه . ويأمره فيأخذ العهد على قومه . ثم تلا { وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة … } الآية . وأخرج عبد بن حميد وإبن جرير عن قتادة في الآية قال : هذا ميثاق أخذه الله على النبيين أن يصدق بعضهم بعضاً ، وأن يبلِّغوا كتاب الله ورسالاته ، فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم ، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويصدقوه ، وينصروه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : لم يبعث الله نبياً قط من لدن نوح إلا أخذ الله ميثاقه ؛ ليؤمنن بمحمد ، ولينصرنه إن خرج وهو حي ، وإلا أخذ على قومه أن يؤمنوا به وينصروه إن خرج وهم أحياء . وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال : أخذ الله ميثاق النبيين ليبلغن آخركم أوّلكم ، ولا تختلفوا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : ثم ذكر ما أخذ عليهم يعني على أهل الكتاب وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه يعني بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم إذ جاءهم ، وإقرارهم به على أنفسهم . وأخرج أحمد عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله إني قد مررت بأخ لي من قريظة ، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر : رضينا بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً . فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم . إنكم حظي من الأمم ، وأنا حظكم من النبيين " . وأخرج أبو يعلى عن جابر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا . إنكم أما أن تصدقوا بباطل ، وإما أن تكذبوا بحق ، وأنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ { لما آتيتكم } ثقل لما . وأخرج عن عاصم أنه قرأ { لما } مخففة { آتيتكم } بالتاء على واحدة يعني أعطيتكم . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { إصري } قال : عهدي . وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله { قال فاشهدوا } يقول : فاشهدوا على أممكم بذلك { وأنا معكم من الشاهدين } عليكم وعليهم { فمن تولى } عنك يا محمد بعد هذا العهد من جميع الأمم { فأولئك هم الفاسقون } هم العاصون في الكفر .