Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 12-13)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتدرون ما كان لقمان ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : كان حبشياً " . وأخرج ابن أبي شيبة في الزهد وأحمد وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان لقمان عليه السلام عبداً حبشياً نجاراً . وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال : قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ما انتهى إليكم من شأن لقمان عليه السلام ؟ قال : كان قصيراً ، أفطس من النوبة . وأخرج الطبراني وابن حبان في الضعفاء وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم سادات أهل الجنة : لقمان الحكيم . والنجاشي . وبلال المؤذن " قال الطبراني : أراد الحبشة . وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سادات السودان أربعة : لقمان الحبشي . والنجاشي . وبلال . ومهجع " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر ، ذا مشافر ، أعطاه الله الحكمة ، ومنعه النبوة . وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه يسأله ، فقال له سعيد رضي الله عنه : لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان : بلال . ومهجع مولى عمر بن الخطاب . ولقمان الحكيم كان أسود نوبياً ذا مشافر . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان لقمان عليه السلام عبداً أسود . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام عبداً حبشياً ، غليظ الشفتين ، مصفح القدمين ، قاضياً لبني إسرائيل . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام كان خياطاً . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده ، وإن أول ما رؤي من حكمته أنه بينما هو مع مولاه إذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس ، فناداه لقمان أن طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد ، ويكون منه الباسور ، ويصعد الحر إلى الرأس ، فأجلس هوينا وأخرج ، فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال : وسكر مولاه ، فخاطر قوماً على أن يشرب ماء بحيرة ، فلما أفاق عرف ما وقع منه ، فدعا لقمان فقال : لمثل هذا كنت أخبؤك . فقال : اجمعهم ، فلما اجتمعوا قال : على أي شيء خاطرتموه ؟ قالوا : على أن يشرب ماء هذه البحيرة قال : فإن لها مواد فاحبسوا موادها عنها قالوا : كيف نستطيع أن نحبس موادها ؟ قال : وكيف يستطيع أن يشربها ولها مواد ؟ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولقد آتينا لقمان الحكمة } قال : يعني العقل ، والفهم ، والفطنة . من غير نبوّة . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لقمان كان عبداً كثير التفكر ، حسن الظن ، كثير الصمت ، أحب الله فأحبه الله تعالى ، فمن عليه بالحكمة ، نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام ، فقيل له : يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق ؟ قال لقمان : إن أجبرني ربي عز وجل قبلت ، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني . وعلمني . وعصمني . وإن خيرني ربي قبلت العافية ، ولم أسأل البلاء ، فقالت الملائكة : يا لقمان لم ؟ ! قال : لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها ، يغشاه الظلم من كل مكان ، فيخذل أو يعان ، فإن أصاب فبالحري أن ينجو ، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة ، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً شائعاً ، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة . فعجبت الملائكة من حسن منطقه ، فنام نومة فغط بالحكمة غطاً فانتبه فتكلم بها ، ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة ، فقبلها ولم يشترط شرط لقمان ، فأهوى في الخطيئة ، فصفح عنه وتجاوز . وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته فقال داود عليه السلام : طوبى لك يا لقمان ، أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية ، وأوتي داود الخلافة فابتلى بالذنب والفتنة " . وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولقد آتينا لقمان الحكمة } قال : العقل ، والفقه ، والاصابة في القول في نبوّه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولقد آتينا لقمان الحكمة } قال : الفقه في الإِسلام ، ولم يكن نبياً ، ولم يوح إليه . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوّة . فاختار الحكمة على النبوّة ، فأتاه جبريل عليه السلام وهو نائم ، فذر عليه الحكمة ، فاصبح ينطق بها فقيل له : كيف اخترت الحكمة على النبوّة ، وقد خيرك ربك ؟ فقال : لو أنه أرسل إلي بالنبوّة عزمة لرجوت فيها الفوز منه ، ولكنت أرجو أن أقوم بها ، ولكنه خيرني ، فخفت أن أضعف عن النبوّة ، فكانت الحكمة أحب إلي . وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه أنه سئل أكان لقمان عليه السلام نبياً ؟ قال : لا . لم يلوح إليه ، وكان رجلاً صالحاً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عليه السلام نبياً . وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضي الله تعالى عنه قال : كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوّة . وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عليه السلام رجلاً صالحاً ولم يكن نبياً . وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني عليك بمجالس العلماء ، واستمع كلام الحكماء ، فإن الله يحيي القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر " . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه ذكر لقمان الحكيم فقال : ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال . ولا حسب . ولا خصال . ولكنه كان رجلاً صمصامة سكيتاً ، طويل التفكر ، عميق النظر ، لم ينم نهاراً قط ، ولم يره أحد يبزق ، ولا يتنحنح ، ولا يبول ، ولا يتغوّط ، ولا يغتسل ، ولا يعبث ، ولا يضحك ، كان لا يعيد منطقاً نطقه إلا أن يقول : حكمة يستعيدها إياه ، وكان قد تزوج وولد له أولاد ، فماتوا فلم يبك عليهم ، وكان يغشى السلطان ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر . فبذلك أوتي ما أوتي . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال : مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال : ألست عبد بني فلان ؟ قال : بلى . قال : ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا ؟ قال : بلى . قال : فما الذي بلغ بك ما أرى ؟ قال : تقوى الله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السكوت عما لا يعنيني . وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه ، مثله . وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا استودع شيئاً حفظه " . وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال : ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات . وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال : وضع لقمان عليه السلام جراباً من خردل إلى جنبه ، وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة ، فنفذ الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلاً لتفطر . فتفطر ابنه . وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني إياك والتقنع فإنها مخوفة بالليل ، ومذلة بالنهار " . وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس ؛ أن لقمان عليه السلام كان عبداً لداود ، وهو يسرد الدرع ، فجعل يفتله هكذا بيده ، فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله ، فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال : نعم درع الحرب هذه . فقال لقمان : الصمت من الحكمة وقليل فاعله ، كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني . وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإِيمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره ، وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته ، فقال : يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد ؟ قال : المؤمن كذا له قلبان . قلب يرجو به . وقلب يخاف به . وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني أكثر من قول : رب اغفر لي ، فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل . وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمر بن سليم رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني حملت الحجارة ، والحديد ، والحمل الثقيل ، فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء ، يا بني إني قد ذقت المر كله فلم أذق شيئاً أمر من الفقر . وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إن العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله ، يا بني إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة ، وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة ، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقة متروكة . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة . وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك أن ذلك خير لك . قال : أهذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت ، قال : يا بني فإن الله قد بعث نبياً . هلم حتى تأتيه فصدقه . قال : اذهب يا أبت . فخرج على حمار وابنه على حمار ، وتزودا ثم سارا أياماً وليالي حتى تلقتهما مفازة ، فأخذا أهبتهما لها فدخلاها ، فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار ، واشتد الحر ، ونفد الماء والزاد ، واستبطآ حماريهما ، فنزلا فجعلا يشتدان على سَوْقِهِما ، فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان أمامه فإذا هم بسواد ودخان ، فقال في نفسه : السواد : الشجر . والدخان : العمران والناس . فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطىء ابن لقمان على عظم في الطريق ، فخر مغشياً عليه ، فوثب إليه لقمان عليه السلام ، فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه ، ثم نظر إليه فذرفت عيناه فقال : يا أبت أنت تبكي وأنت تقول : هذا خير لي ، كيف يكون هذا خيراً لي ؟ وقد نفد الطعام والماء ، وبقيت أنا وأنت في هذا المكان ، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت ، وان أقمت معي متنا جميعاً فقال : يا بني . أما بكائي فرقة الوالدين ، وأما ما قلت كيف يكون هذا خيراً لي ؟ فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به ، ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ، ثم نظر لقمان أمامه فلم يَرَ ذلك الدخان والسواد . وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض ، وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحاً ، فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريباً فتوارى عنه ، ثم صاح به : أنت لقمان ؟ قال : نعم . قال : أنت الحكيم ؟ قال : كذلك . فقال : ما قال لك ابنك ؟ قال : يا عبد الله من أنت ؟ ! اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال : أنا جبريل . أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها ، فاخبرت انكما تريدانها ، فدعوت ربي أن يحبسكما عنها بما شاء ، فحبسكما بما ابتلي به ابنك ، ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت ، ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائماً ، ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاماً ، وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء ، ثم حملهما وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير ، فإذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال . وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي ؛ أنه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه قال : { إنها إن تك … } . أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك ، فألقاها في عرضه ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم ذكر وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن مالك رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : ليس غنى كصحة ، ولا نعيم كطيب نفس . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : من كذب ذهب ماء وجهه ، ومن ساء خلقه كثر غمه ، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه أن لقمان قال لابنه : يا بني حملت الجندل . والحديد . وكل شيء ثقيل . فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء ، وذقت المر فلم أذق شيئاً هو أمر من الفقر ، يا بني لا ترسل رسولك جاهلاً ، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك ، يا بني إياك والكذب ، فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه ، يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس ، فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا ، يا بني لا تأكل شبعاً على شبع ، فإنك إن تلقه للكلب خير من أن تأكله ، يا بني لا تكن حلواً فتبلع ، ولا مراً فتلفظ . وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوّت بالأسحار ، وأنت نائم على فراشك . وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتي بغتة . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال : قيل للقمان عليه السلام : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما قد كفيت ، ولا أتكلف ما لا يعنيني . وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي رجل من أهل البصرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك . وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال : لا تنكح أمة غيرك ، فتورث بنيك حزناً طويلاً . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام يقول لابنه : يا بني اتق الله ، ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرمك بذلك وقلبك فاجر . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير عن خالد الربعي رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عبداً حبشياً نجاراً فقال له سيده : اذبح لي شاة . فذبح له شاة فقال له : ائتني بأطيب مضغتين فيها . فأتاه باللسان والقلب فقال : أما كان شيء أطيب من هذين ؟ قال : لا . فسكت عنه ما سكت ، ثم قال له : اذبح لي شاة . فذبح له شاة فقال له : ألق أخبثها مضغتين . فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بأن تأتي بأطيبها مضغتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب ، فقال : إنه ليس شيء بأطيب منها إذا طابا ، ولا بأخبث منهما إذا خبثا . وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ألا أن يد الله على أفواه الحكماء . لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له . وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ما ندمت على الصمت قط وإن كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب . وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني اعتزل الشر كيما يعتزلك ، فإن الشر للشر خلق . وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب ، فإن الرغب كل الرغب ينفذ القرب من القرب ، ويترك الحلم مثل الرطب ، يا بني إياك وشدة الغضب ، فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه : يا بني اختر المجالس على عينك ، فإذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم ، فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك ، وإن تك غبياً يعلموك ، وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم ، يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تك عَيِياً يزيدوك عياً ، وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم ، ويا بني لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين ، فإن له عند الله قاتلاً لا يموت . وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء . وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة ، وليكن وهجك بسيطاً ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال : مكتوب في التوراة كما تَرحمون تُرحمون . وقال : مكتوب في الحكمة : كما تَزْرَعُونَ تَحْصِدُون . وقال : مكتوب في الحكمة : أحب خليلك وخليل أبيك . وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس أصبر ؟ قال : صبر لا معه أذى . قيل : فأي الناس أعلم ؟ قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه . قيل فأي الناس خير ؟ قال : الغني . قيل : الغني من المال ؟ قال : لا . ولكن الغني إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس . وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس شر ؟ قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً . وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : وجدت في بعض الحكمة . يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس ، ووجدت في الحكمة : لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت ، فإن مثل ذلك رجل احتطب حطباً فحمل حزمة ، فذهب يحملها ، فعجز عنها فضم إليها أخرى . وأخرج أحمد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم . وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره أن لقمان عليه السلام قال لابنه : أي بني إن الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيها ناس كثير ، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإِيمان بالله ، وشراعها التوكل على الله ، لعلك أن تنجو ، ولا أراك ناجياً . وأخرج عبد الله في زوائده عن عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إني حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء ، وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر . وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه أن لقمان قال : أقصر من اللجاجة ، ولا أنطق فيما لا يعنيني ، ولا أكون مضحاكاً من غير عجب ، ولا مشاء إلى غير أرب . وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال : قرأت في الحكمة : من كان له من نفسه واعظاً كان له من الله حافظاً ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزاً ، والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية . وأخرج أحمد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ، و لا بد لك منه ، يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم ، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة . وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان لابنه : أي بني أن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك . وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس الصالحين من عباد الله فإنك تصيب بمجالستهم خيراً ، ولعله أن يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم ، يا بني لا تجالس الأشرار فإنك لا يصبك من مجالستهم خير ، ولعله أن يكون في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم . وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضي الله عنه : أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله . وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإِسلام ، ثم اجلس في ناحيتهم ، فإن أفاضوا في ذكر الله فاجلس معهم ، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم . وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه : إن لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال : ما فعل أبي ؟ قال : مات . قال : الحمد لله ملكت أمري قال : ما فعلت أمي ؟ قال : ماتت . قال : ذهب همي قال : ما فعلت امرأتي ؟ قال : ماتت قال : جدد فراشي قال : ما فعلت أختي ؟ قال : ماتت قال : سترت عورتي قال : ما فعل أخي ؟ قال : مات قال : انقطع ظهري . وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء . وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني امتنع مما يخرج من فيك فإنك ما سكت سالم ، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك . وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم . وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ضرب الوالد لولده كالماء للزرع . وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال : بلغني أن لقمان عليه السلام كان يقول : ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب . والشجاع عند الحرب . وأخوك عند حاجتك إليه . وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فاغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فاحذره . وأخرج الدارقطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى ، فَدَارٌ أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تُبَاعِد . وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام كان يقول : اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين ، إذا ذكرتك لم يعينوني ، وإذا نسيتك لم يذكروني ، وإذا أمرت لم يطيعوني ، وإن صمت أحزنوني . وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني عود لسانك أن يقول : اللهم اغفر لي . فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء . وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إياك والدَيْن فإنه ذُلُّ النهارِ هَمُّ الليلِ . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته . وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام : إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال : يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال الله عز وجل " يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري ، وتدعو إلي وتفر مني ، وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض " ثم يتلو الحسن { إن الشرك لظلم عظيم } .