Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 26-27)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } قال : قريظة { من صياصيهم } قال : قصورهم . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { من صياصيهم } قال : حصونهم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } قال " هم بنو قريظة ظاهروا أبا سفيان ، وراسلوه ، ونكثوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد غسلت شقه ، إذ أتاه جبريل عليه السلام ، فقال : عفا الله عنك . ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين ليلة ، فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم ، وفتحت أبوابهم ، وتركتهم في زلزال وبلبال . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم ، وناداهم : يا اخوة القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا ! فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف ، فرجوا أن تأخذه فيهم مودة ، فأومأ إليهم أبو لبابة ، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول … } [ الأنفال : 27 ] . فحكم فيهم : أن تقتل مقاتلتهم ، وأن تسبى ذراريهم ، وأن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار ، فقال قومه وعشيرته : آثر المهاجرين بالأعقار علينا ، فقال إنكم كنتم ذوي أعقار ، وأن المهاجرين كانوا لا أعقار لهم . فذكر لنا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر ، وقال : مضى فيكم بحكم الله " . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وقذف في قلوبهم الرعب } قال : بصنيع جبريل عليه السلام { فريقاً تقتلون } قال : الذين ضربت أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل ، فقتلوا حتى أتوا على آخرهم { وتأسرون فريقاً } قال : الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبي . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم } قال : قريظة ، والنضير أهل الكتاب { وأرضاً لم تطئوها } قال : خيبر . فتحت بعد قريظة . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال : كنا نحدث أنها مكة ، وقال الحسن رضي الله عنه : هي أرض الروم وفارس ، وما فتح عليهم . وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال : يزعمون أنها خيبر ، ولا أحسبها إلا كل أرض فتحها الله على المسلمين ، أو هو فاتحها إلى يوم القيامة . وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال : كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ، ومن تبعه من كنانة ، وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان ، وطليحة ومن تبعه من بني أسد ، وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم وقريظة ، كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك ، وظاهروا المشركين ، فأنزل الله فيهم { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم } فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح ، فقال حين سرى جبريل عليه السلام : ألا أبشروا ثلاثاً . فأرسل الله عليهم ، فهتكت القباب ، وكفأت القدور ، ودفنت الرجال ، وقطعت الأوتاد ، فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد ، فأنزل الله { إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها } . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : " خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم ، فأصاب أكحله ، فقطعه ، فدعا الله سعد ، فقال : اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من قريظة ، وبعث الله الريح على المشركين { وكفى الله المؤمنين القتال } ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأمر بقبة من أدم ، فضربت على سعد رضي الله عنه في المسجد قالت : فجاء جبريل عليه السلام - وإن على ثناياه نقع الغبار - فقال : أو قد وضعت السلاح ؟ لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم ، فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته ، وأذن في الناس بالرحيل : أن يخرجوا ، فأتاهم فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة ، فلما اشتد حصرهم ، واشتد البلاء عليهم فقيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ ، فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ، فأتي به على حمار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احكم فيهم فقال : إني أحكم فيهم ؛ أن تقتل مقاتليهم ، وتسبى ذراريهم ، وتقسم أموالهم ، قال : فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله " . وأخرج البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه قال : أنزل الله في قصة الخندق ، وبني قريظة تسعاً وعشرين آية فاتحتها { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } والله تعالى أعلم .