Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 37-40)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : جاء العباس ، وعلي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا " يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك ؟ قال : أحب أهلي إليَّ فاطمة . قالا : ما نسألك عن فاطمة قال : فاسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه . قال علي رضي الله عنه : ثم من يا رسول الله ؟ قال : ثم أنت ، ثم العباس . فقال العباس رضي الله عنه : يا رسول الله جعلت عمك آخراً قال : إن علياً سبقك بالهجرة " . وأخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن ابي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه . أن هذه الآية { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } نزلت في شأن زينب بنت جحش ، وزيد بن حارثة . وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال " جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } قال : أنس رضي الله عنه فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً لكتم هذه الآية . فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها . ذبح شاة { فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها } فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوّجكن أهاليكن ، وزوّجني الله من فوق سبع سموات " . وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد " اذهب فاذكرها عليَّ فانطلق قال : فلما رأيتها عظمت في صدري ، فقلت : يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير إذن ، ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم ، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته ، فجعل يتبع حُجَرَ نسائه يسلم عليهن ويقلن : يا رسول الله كيف وجدت أهلك ؟ فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبر ، فانطلق حتى دخل البيت ، فذهبت ادخل معه ، فألقى الستر بيني وبينه ، فنزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم … } " . وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجيء لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده ، وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته ، فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت : ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل ، فأبى أن يدخل ، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن ، سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد رضي الله عنه إلى منزله ، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله فقال زيد رضي الله عنه : إلا قلت له أن يدخل قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى قال : فسمعت شيئاً قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه ، وسمعته يقول : سبحان الله ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد رضي الله عنه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { أمسك عليك زوجك } فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، فيأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره ، فيقول : { أمسك عليك زوجك } ففارقها زيد واعتزلها ، وانقضت عدتها ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها إذ أخذته غشية ، فسرى عنه وهو يتبسم ويقول : من يذهب إلى زينب ، فيبشرها أن الله زوجنيها من السماء ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك } القصة كلها قالت عائشة رضي الله عنها : فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها . وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها زوجها الله من السماء وقلت : هي تفخر علينا بهذه " . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } يعني بالإِسلام { وأنعمت عليه } بالعتق { أمسك عليك زوجك } إلى قوله { وكان أمر الله مفعولاً } وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوّجها قالوا : تزوج حليلة ابنه . فأنزل الله تعالى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير ، فلبث حتى صار رجلاً يقال له : زيد بن محمد . فأنزل الله { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله } يعني أعدل عند الله . وأخرج الحاكم عن الشعبي رضي الله عنه قال : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أنا أعظم نسائك عليك حقاً ، أنا خيرهن منكحاً ، وأكرمهن ستراً ، وأقربهن رحماً ، وزوّجنيك الرحمن من فوق عرشه ، وكان جبريل عليه السلام هو السفير بذلك ، وأنا بنت عمتك ، ليس لك من نسائك قريبة غيري . وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال : كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني لأدل عليك بثلاث ، ما من نسائك امرأة تدل بهن . إن جدي وجدك واحد . وإني أنكحنيك الله من السماء . وان السفير لجبريل عليه السلام . وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها عن زينب رضي الله عنها قالت : إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنهن زوّجن بالمهور ، وزوّجهن الأولياء ، وزوّجني الله ورسوله ، وأنزل في الكتاب يقرأه المسلمون ، لا يغير ولا يبدل { وإذ تقول للذين أنعم الله عليه … } … وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله زينب بنت جحش ، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شريف . ان الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، ونطق به القرآن . وأخرج ابن سعد عن عاصم الأحول أن رجلاً من بني أسد فاخر رجلاً فقال الأسدي : هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سموات ؟ يعني زينب بنت جحش . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إذ تقول للذي أنعم الله عليه } قال : " زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإِسلام { وأنعمت عليه } أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم { أمسك عليك زوجك واتق الله } يا زيد بن حارثة قال : جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إن زينب قد اشتد عليّ لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله وامسك عليك زوجك قال : والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها . فأنزل الله { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } قال : كان يخفي في نفسه وذاته طلاقها قال : قال الحسن رضي الله عنه : ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ، ولو كان كاتماً شيئاً من الوحي لكتمها { وتخشى الناس } قال : خشي النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس { فلما قضى زيد منها وطراً } قال : طلقها زيد { زوّجناكها } فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : أما أنتن زوّجكن آباؤكن ، وأما أنا فزوّجني ذو العرش { لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهن إذا قضوا منهن وطراً } قال : إذا طلقوهن ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه { ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل } يقول : كما هوى داود النبي عليه السلام المرأة التي نظر إليها فهواها فتزوّجها ، فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فتزوّج زينب ، كما كان سنة الله في داود أن يزوّجه تلك المرأة { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } في أمر زينب " . وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن علي بن زيد بن جدعان قال : قال لي علي بن الحسين : ما يقول الحسن رضي الله عنه في قوله { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } ؟ فقلت له … فقال : لا . ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن زينب رضي الله عنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوّجها ، فلما أتاه زيد يشكو إليه قال : اتق الله وامسك عليك زوجك فقال : قد أخبرتك أني مزوّجكها { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } . وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله { ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلو من قبل } قال : يتزوّج من النساء ما شاء هذا فريضة وكان من الأنبياء عليهم السلام هذا سنتهم ، قد كان لسليمان عليه السلام ألف امرأة ، وكان لداود عليه السلام مائة امرأة . وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { سنة الله في الذين خلوا من قبل } قال : داود والمرأة التي نكحها ، واسمها اليسعية فذلك سنة الله في محمد وزينب { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } كذلك في سنته في داود والمرأة ، والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب . وأخرج البيهقي في سننه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : لا نكاح إلا بوليّ ، وشهود ، ومهر ، إلا ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج الطبراني في سننه وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الأسدي قال : حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش قالت " خطبني عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت إليه أخي يشاوره في ذلك قال : فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ! قالت : من ؟ قال زيد بن حارثة . فغضبت وقالت : تزوّج بنت عمتك مولاك ؛ ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت : أشد من قولها ، وغضبت أشد من غضبها ، فأنزل الله تعالى { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم } فأرسلت إليه زوجني من شئت ، فزوّجني منه ، فأخذته بلساني ، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : اذن طلقها ، فطلقني فبت طلاقي ، فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت : هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال : الله المزوّج ، وجبريل الشاهد " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت … } قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها ، وكانت امها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد أن يزوّجها زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فكرهت ذلك ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزوّجها إياه ، ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أنها من أزواجه ، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس ، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه ، وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ، أن يقولوا : تزوّج امرأة ابنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلى امرأته خديجة ولداً ، فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، مكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم أراد أن يزوّجه زينب بنت جحش ، فكرهت ذلك فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم … } فقيل لها : إن شئت الله ورسوله ، وإن شئت ضلالاً مبيناً فقالت : بل الله ورسوله . فزوّجه رسول الله إياها ، فمكثت ما شاء الله أن تمكث ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوماً بيت زيد فرآها وهي بنت عمته ، فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة : رضي الله عنه فأنزل الله { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } يعني زيداً بالإِسلام { وأنعمت عليه } يا محمد بالعتق { أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } قال : عكرمة رضي الله عنه فكان النساء يقولون : من شدة ما يرون من حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه أنه ابنه ، فأراد الله أمراً قال الله { فلما قضى زيد منها وطراً زوَّجناكها } يا محمد { لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم } وأنزل الله { ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } فلما طلقها زيد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا : لو كان زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوّج امرأة ابنه . وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال : تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب رضي الله عنها : أنا الذي نزل تزويجي من السماء . وقالت عائشة رضي الله عنها : أنا نزل عذري من السماء في كتابه حين حملني ابن المعطل على الراحلة . فقالت لها زينب رضي الله عنها : ما قلت حين ركبتيها ؟ قالت : قلت حسبي الله ونعم الوكيل قال : قلت كلمة المؤمنين . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } قال : نزلت في زيد بن حارثة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله } قال : نزلت في زيد بن حارثة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } قال : نزلت في زيد رضي الله عنه ، أي أنه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور ، وإنه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب والمطهر . وأخرج الترمذي عن الشعبي في قوله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } قال : ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } قال : آخر نبي . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله { وخاتم النبيين } قال : ختم الله النبيين بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وكان آخر من بعث . وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى داراً فأتمها إلا لبنة واحدة ، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة " . وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة ، فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها ! إلا موضع اللبنة ، فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء " . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى داراً بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها ، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين " . وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها وأجملها وترك فيها موضع هذه اللبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون : لو تم موضع هذه اللبنة ، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة " . وأخرج ابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " . وأخرج أحمد عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي " . وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت : " قولوا خاتم النبيين ، ولا تقولوا لا نبي بعده " . وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال : قال رجل عند المغيرة بن أبي شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فقال المغيرة : حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء ، فإنا كنا نحدث أن عيسى عليه السلام خارج ، فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده . وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : كنت اقرىء الحسن والحسين ، فمر بي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنا اقرئهما فقال لي : اقرئهما وخاتم النبيين بفتح التاء . والله الموفق .