Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 51-51)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير عن ابن عباس { ترجي من تشاء } يقول : تؤخر . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { ترجي من تشاء منهن } قال : أمهات المؤمنين { وتؤوي } يعني نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعني بالارجاء يقول : من شئت خليت سبيله منهن ، ويعني بالايواء يقول : من أحببت أمسكت منهن . وقوله { ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن } يعني بذلك النساء اللاتي أحلهن الله له من بنات العمة ، والخال ، والخالة ، وقوله { اللاتي هاجرن معك } يقول : إن مات من نسائك التي عندك أحد ، أو خليت سبيلها ، فقد أحللت لك مكان من مات من نسائك اللاتي كن عندك ، أو خليت سبيلها ، فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتي أحللت لك ، ولا يصلح لك أن تزاد على عدة نسائك اللاتي عندك شيئاً . وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشينا أن يطلقهن فقلن : يا رسول الله اقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت ، ولا تطلقنا فأنزل الله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } إلى آخر الآية . قال : وكان المؤويات خمسة : عائشة . وحفصة . وأم سلمة . وزينب . وأم حبيبة . والمرجآت أربعة : جويرية . وميمونة . وسودة . وصفية . وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوّجها فارجأها فيمن أرجا من نسائه . وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعاً عليه في قسم أزواجه ، يقسم بينهن كيف شاء ، وذلك قوله الله { ذلك أدنى أن تقر أعينهن } إذا علمن أن ذلك من الله . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعاً عليه في قسم أزواجه أن يقسم بينهن كيف شاء ، فلذلك قال الله { ذلك أدنى أن تقر أعينهن } إذا علمن أن ذلك من الله . وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي . أن امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت فيمن ارجىء . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة ، لم يكن لرجل أن يخطبها حتى يتزوّجها أو يتركها . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير عن الحسن وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت : كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : كيف تهب نفسها ؟ فلما أنزل الله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } قلت : ما أرى ربك الا يسارع في هواك . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل ! فأنزل الله في نساء النبي صلى الله عليه وسلم { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } فقال عائشة رضي الله عنها : أرى ربك يسارع في هواك . وأخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت { ترجي من تشاء منهن } قلت : إن الله يسارع لك فيما تريد . وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبي رضي الله عنه قال : كن نساء وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل ببعضهن وارجأ بعضهن ، فلم يقربن حتى توفي ، ولم ينكحن بعده . منهن أم شريك فذلك قوله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } . وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال : همَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه ، فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك ، افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت ، فأنزل الله { ترجي من تشاء منهن } نسوة . يقول : تعزل من تشاء فارجأ منهن واوى نسوة ، وكان ممن أرجىء ميمونة . وجويرية . وأم حبيبة . وصفية . وسودة . وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء ، وكان ممن آوى عائشة . وحفصة . وأم سلمة . وزينب . فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله { ترجي من تشاء } قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه ، لكي يكون ذلك أقر لأعينهن ، وأرضى في عيشتهن ، ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئاً ، ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه . وأخرج ابن سعد عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق بعض نسائه ، فجعلنه في حل فنزلت { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } . وأخرج الفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ترجي من تشاء منهن } قال : تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق { وتؤوي إليك من تشاء } قال : ترده إليك { ومن ابتغيت ممن عزلت } أن تؤويه إليك إن شئت . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { ترجي } قال : تؤخر . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق ، كان يعتزل . وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية { ترجي من تشاء منهن } فقلت لها : ما كنت تقولين ؟ قالت : كنت أقول له : إن ذاك إلي فإني لا أريد أن أوثر عليك أحداً .