Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 60-62)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : إن أناساً من المنافقين أرادوا أن يظهروا نفاقهم ، فنزلت فيهم { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم } لنحرشنك بهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ( الارجاف ) الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون : قد أتاكم عدد وعدة . وذكر لنا : إن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق ، فأوعدهم الله بهذه الآية { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض … } إلى قوله { لنغرينك بهم } أي لنحملنك عليهم ، ولنحرشنك بهم ، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه { ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً } أي بالمدينة { ملعونين } قال : على كل حال { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً } قال : إذا هم أظهروا النفاق { سنة الله في الذين خلوا من قبل } يقول : هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق . وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله { لئن لم ينته المنافقون } قال : يعني المنافقين بأعيانهم { والذين في قلوبهم مرض } شك . يعني المنافقين أيضاً . وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله { لئن لم ينته المنافقون } قال : عرف المنافقين بأعيانهم { والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة } هم المنافقون جميعاً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال : نزلت في بعض أمور النساء . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : سألت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } قال : أصحاب الفواحش . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله { والذين في قلوبهم مرض } قال : أصحاب الفواحش . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله { والذين في قلوبهم مرض } قال : كانوا مؤمنين ، وكان في أنفسهم أن يزنوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { لئن لم ينته المنافقون } قال : كان النفاق على ثلاثة وجوه : نفاق مثل نفاق عبدالله بن أبي بن سلول . ونفاق مثل نفاق عبدالله بن نبتل ، ومالك بن داعس ، فكان هؤلاء وجوهاً من وجوه الأنصار ، فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا يصونون بذلك أنفسهم { والذين في قلوبهم مرض } قال : الزنا إن وجدوه عملوه ، وإن لم يجدوه لم يبتغوه . ونفاق يكابرون النساء مكابرة ، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء { لَنُغْرِيَنَّكَ بهم } يقول : لَنُعلِّمَنَّك بهم ، ثم قال { ملعونين } ثم فصله في الآية { أينما ثقفوا } يعملون هذا العمل مكابرة النساء { أخذوا وقتلوا تقتيلاً } قال : السدي رضي الله عنه : هذا حكم في القرآن ليس يعمل به . لو أن رجلاً أو أكثر من ذلك اقتصوا أثر امرأة ، فغلبوها على نفسها ، ففجروا بها كان الحكم فيهم غير الجلد والرجم . أن يؤاخذوا فتضرب أعناقهم { سنة الله في الذين خلوا من قبل } كذلك كان يفعل بمن مضى من الأمم { ولن تجد لسنة الله تبديلاً } قال : فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل ، فليس على قاتله دية لأنه مكابر . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لنغرينك بهم } قال : لنسلطنك عليهم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله { لئن لم ينته المنافقون … } قال : لا أعلم أغري بهم حتى مات . وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { لنغرينك بهم } قال : لنولعنك قال الحارث بن حلزة :