Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 39-39)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه أنه سأل عن قوله { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } النفقة في سبيل الله قال : لا . ولكن نفقة الرجل على نفسه ، وأهله فالله يخلفه . وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } قال : في غير إسراف ولا تقتير . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنفقتم على اهليكم في غير إسراف ولا تقتير ، فهو في سبيل الله " . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } قال : من غير إسراف ولا تقتير . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : إذا كان لأحدكم شيء فليقتصد ، ولا يتأوّل هذه الآية { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } فإن الرزق مقسوم يقول : لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } قال : ما كان من خلف فهو منه ، وربما أنفق الإِنسان ماله كله في الخير ، ولم يخلف حتى يموت . ومثلها { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] يقول : ما آتاها من رزق فمنه ، وربما لم يرزقها حتى تموت . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامناً ، إلا نفقة في بنيان ، أو معصية " . وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة ، وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة ، وما وقي به عرضه كتب له به صدقة ، وكل نفقة أنفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن ، إلا نفقة في معصية ، أو بنيان . قيل لابن المنكدر : وما أراد بما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة ؟ قال : ما أعطى الشاعر ، وذا اللسان المتقي " . وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن بعد زمانكم هذا زماناً عضوضاً ، يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق ، قال الله { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } " . وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل : أنفق يا ابن آدم ، أنفق عليك " . وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لكل يوم نحساً ، فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ، ثم قال : اقرأوا مواضع الخلف ، فإني سمعت الله يقول { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } إذا لم تنفقوا كيف يخلف " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المعونة تنزل من السماء على قدر المؤونة " . وأخرج الحكيم الترمذي عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه قال : جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بطرف عمامتي من ورائي . ثم قال : " يا زبير إني رسول الله إليك خاصة ، وإلى الناس عامة ، أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : ربكم حين استوى عل عرشه ، فنظر خلقه : عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي ، فلا تتعبوا فيما تكفلت لكم ، فاطلبوا مني أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قال الله تبارك وتعالى : أنفق أنفق عليك ، وأوسع أوسع عليك ، ولا تُضَيِّقَ أُضَيِّقُ عليك ، ولا تُصِرُّ فأصِرُّ عليك ، ولا تخزن فأخزن عليك ، إن باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات ، متواصل إلى العرش ، لا يغلق ليلاً ولا نهاراً ، ينزل الله منه الرزق على كل امرىء بقدر نيته ، وعطيته ، وصدقته ، ونفقته ، فمن أكثر أكثر له ، ومن أقل أقل له ، ومن أمسك أمسك عليه ، يا زبير فكل ، واطعم ، ولا توك فيوكي عليك ، ولا تحص فيحصى عليك ، ولا تقتر فيقتر عليك ، ولا تعسر فيعسر عليك ، يا زبير إن الله يحب الانفاق ، ويبغض الاقتار ، وإن السخاء من اليقين ، والبخل من الشك ، فلا يدخل النار من أيقن ، ولا يدخل الجنة من شك . يا زبير إن الله يحب السخاوة ولو بفلق تمرة ، والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حيه . يا زبير إن الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل ، واليقين النافذ عند مجيء الشهوات ، والعقل الكامل عند نزول الشبهات ، والورع الصادق عند الحرام والخبيثات . يا زبير عظم الإِخوان ، وجلل الأبرار ، ووقر الأخيار ، وصل الجار ، ولا تماش الفجار . من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إليّ ووصيتي إليك " .