Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-11)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال { يسۤ } محمد صلى الله عليه وسلم . وفي لفظ قال : يا محمد . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله { يسۤ } قال : يا محمد . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله { يسۤ } قال : يا إنسان . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعكرمة والضحاك ، مثله . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يسۤ } قال : يا إنسان بالحبشية . وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب قال : سألت مالك بن أنس أينبغي لاحد أن يتسمى بيس ؟ فقال : ما أراه ينبغي لقوله { يسۤ والقرآن الحكيم } يقول : هذا اسمي ، تسميت به . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الله { يسۤ والقرآن الحكيم } قال : يقسم الله بما يشاء ، ثم نزع بهذه الآية { سلام على إِل ياسين } [ الصافات : 130 ] كأنه يرى أنه سلم على رسوله . وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير في قوله { يسۤ والقرآن الحكيم } قال : يقسم بألف عالم { إنك لمن المرسلين } . وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار في قوله { يسۤ } قال : هذا قسم ، أقسم به ربك قال { يا محمد إنك لمن المرسلين } قبل أن اخلق الخلق بألفي عام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يسۤ والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين } قال : اقسم كما تسمعون أنه { لمن المرسلين على صراط مستقيم } أي على الإِسلام { تنزيل العزيز الرحيم } قال : هو القرآن { لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم } قال : قريش لم يأت العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يأتهم ولا آباءهم رسول قبله . وأخرج ابن جرير عن عكرمة { لتنذر قوماً ما أنذر آباءهم } قال بعضهم { لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم } ما أنذر الناس من قبلهم ، وقال بعضهم { لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم } أي هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { لقد حق القول على أكثرهم } قال : سبق في علمه . وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد ، فيجهر بالقراءة ، حتى تأذّى به ناس من قريش ، حتى قاموا ليأخذوه ، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم ، وإذا هم لا يبصرون ، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ننشدك الله والرحم يا محمد ، ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم . فنزلت { يسۤ والقرآن الحكيم } إلى قوله { أم لم تنذرهم لا يؤمنون } قال : فلم يؤمن من ذلك النفر أحد " . وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً لأفعلن . ولأفعلن … فنزلت { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } إلى قوله { لا يبصرون } فكانوا يقولون : هذا محمد فيقول : أين هو أين هو … ؟ لا يبصره . وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وجعلنا من بين أيديهم سداً } قال : كفار قريش غطاء { فأغشيناهم } يقول : ألبسنا أبصارهم { فهم لا يبصرون } النبي صلى الله عليه وسلم فيؤذونه ، وذلك أن ناساً من بني مخزوم تواطئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه . منهم أبو جهل ، والوليد بن المغيرة . فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يسمعون قراءته ، فأرسلوا إليه الوليد ليقتله ، فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلي فيه ، فجعل يسمع قراءته ولا يراه ، فانصرف إليهم ، فأعلمهم ذلك ، فأتوه فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه ، سمعوا قراءته فيذهبون إليه فيسمعون أيضاً من خلفهم ، فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلاً . فذلك قوله { وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً … } . وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي قال : " اجتمع قريش ؛ وفيهم أبو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه : ان محمداً يزعم أنكم ان بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، وبعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم نار تحرقون فيها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ حفنة من تراب في يده قال : " نعم ، أقول ذلك ، وأنت أحدهم " ، وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه ، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم ، وهو يتلو هذه الآيات { يسۤ والقرآن الحكيم } إلى قوله { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات ، فلم يبق رجل إلا وضع على رأسه تراباً ، فوضع كل رجل منهم يده على رأسه ، وإذا عليه تراب فقالوا : لقد كان صدقنا الذي حدثنا " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { الأغلال } ما بين الصدر إلى الذقن { فهم مقمحون } كما تقمح الدابة باللجام . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مقمحون } قال : مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { مقمحون } قال ( المقمح ) الشامخ بأنفه ، المنكس برأسه . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر : @ ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإِبل القماح @@ وأخرج الخرائطي في مساوىء الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } قال : البخل . أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله { فهم لا يبصرون } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } قال : في بعض القراءات " إنا جعلنا في أيمانهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " قال : مغلولون عن كل خير . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد { فهم مقمحون } قال : رافعوا رؤوسهم ، وأيديهم موضوعة على أفواههم . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ " وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً " برفع السين فيهما { فأغشيناهم } بالغين . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم ، ينتظرون خروجه ليؤذوه ، فشق ذلك عليه ، فأتاه جبريل بسورة { يسۤ } وأمره بالخروج عليهم ، فأخذ كفاً من تراب ، وخرج وهو يقرأها ويذر التراب على رؤوسهم ، فما رأوه حتى جاز ، فجعل أحدهم يلمس رأسه ، فيجد التراب وجاء بعضهم فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : ننتظر محمداً فقال : لقد رأيته داخلاً المسجد قالوا : قوموا فقد سحركم . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : " اجتمعت قريش فبعثوا عتبة بن ربيعة فقالوا : أئتِ هذا الرجل ، فقل له إن قومك يقولون : إنك جئت بأمرٍ عظيم ، ولم يكن عليه آباؤنا ، ولا يتبعك عليه أحلامنا ، وإنك إنما صنعت هذا إنك ذو حاجة ، فإن كنت تريد المال فإن قومك سيجمعون لك ويعطونك ، فدع ما تريد وعليك بما كان عليه آباؤك ، فانطلق عليه عتبة فقال له : الذي أمروه ، فلما فرغ من قوله وسكت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { بسم الله الرحمن الرحيم ، حمۤ تنزيل من الرحمن الرحيم } [ فصلت : 1 - 2 ] فقرأ عليه من أولها حتى بلغ { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } [ فصلت : 13 ] فرجع عتبة فأخبرهم الخبر ، فقال : لقد كلمني بكلام ما هو بشعر ، ولا بسحر ، وإنه لكلام عجيب ، ما هو بكلام الناس ، فوقعوا به ، وقالوا نذهب إليه بأجمعنا ، فلما أرادوا ذلك ، طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعمدهم حتى قام على رؤوسهم ، وقال بسم الله الرحمن الرحيم { يسۤ والقرآن الحكيم } حتى بلغ { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } فضرب الله بأيديهم على أعناقهم ، فجعل من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً ، فأخذ تراباً ، فجعله على رؤوسهم ، ثم انصرف عنهم ، ولا يدرون ما صنع بهم ، فعجبوا وقالوا : ما رأينا أحداً قط أسحر منه أنظروا ما صنع بنا " " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : أئتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا عليه ، فجاؤوا يريدون ذلك ، فجعل الله { من بين أيديهم سداً } قال : ظلمة { ومن خلفهم سداً } قال : ظلمة { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } قال : فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال : كان ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم لبعض : لو قد رأيت محمداً لفعلت به كذا وكذا ، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم في حلقة في المسجد ، فوقف عليهم فقرأ { يسۤ والقرآن الحكيم } حتى بلغ { لا يبصرون } ثم أخذ تراباً ، فجعل يذره على رؤوسهم ، فما يرفع إليه رجل طرفه ، ولا يتكلم كلمة ، ثم جاوز النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم ، والله ما سمعنا ، والله ما أبصرنا ، والله ما عقلنا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً } قال : عن الحق { فهم } يترددون { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } هدى ، ولا ينتفعون به . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال : جعل هذا السد بينهم وبين الإِسلام والإِيمان ، فلم يخلصوا إليه . وقرأ { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } من منعه الله لا يستطيع . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي ، أنه كان يقرأ " من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً " بنصب السين . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ { فأغشيناهم } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { إنما تنذر من اتبع الذكر } قال : اتباع الذكر اتباع القرآن { وخشي الرحمن بالغيب } قال : خشي عذاب الله وناره { فبشره بمغفرة وأجر كريم } قال : الجنة .