Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 62-68)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل : يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة ، والنار تأكل الشجر ، وانا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر ، والزبد ، فتزقموا ، فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } ، أي غذيت بالنار ، ومنها خلقت ، { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } قال : يشبهها بذلك . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إنّا جعلناها فتنة للظالمين } قال : قول أبي جهل : إنما الزقوم التمر ، والزبد أتزقمه . وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } قال : شعور الشياطين ، قائمة إلى السماء . وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال : بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشة إلا نهشت منه مثلها . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس ، فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى } [ القيامة : 34 - 35 ] فسمع أبو جهل فقال : من توعد يا محمد ؟ قال : إياك فقال : بم توعدني ؟ فقال : أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل : أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } [ الدخان : 43 ] إلى قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه ، جمع أصحابه ، فأخرج إليهم زبداً وتمراً فقال : تزقموا من هذا ، فوالله ما يتوعدكم محمداً إلا بهذا ، فأنزل الله { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } إلى قوله { ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم } فقال : في الشوب إنها تختلط باللبن ، فتشوبه بها { فإن لهم } على ما يأكلون { لشوباً من حميم } " . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ثم إن لهم عليها لشوباً } قال : لمزجا . وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم } قال : يختلط الحميم والغساق قال له : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر : @ تلك المكارم لا قعبان من لبن شيباً بماء فعادا بعد أبوالا @@ وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لشوباً من حميم } قال : يخلط طعامهم ، ويشاب بالحميم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء ، أهل الجنة وأهل النار ، وقرأ " ثم إن مقيلهم لإِلى الجحيم " . وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه " ثم إن مقيلهم لإِلى الجحيم " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم } قال : مزجاً { ثم إن مرجعهم لإِلى الجحيم } قال : فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم . وتلا هذه الآية { يطوفون بينها وبين حميمٍ آن } [ الرحمن : 44 ] .