Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 30-33)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : لما وهب الله لداود سليمان قال له : يا بني ما أحسن ؟ قال : سكينة الله والإِيمان قال : فما أقبح ؟ قال : كفر بعد إيمان قال : فما أحلى ؟ قال : روح الله بين عباده قال : فما أبرد ؟ قال : عفو الله عن الناس ، وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود عليه السلام : فأنت نبي . وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام . إني سائل ابنك عن سبع كلمات . فإن أخبرك فورِّثه العلمَ والنبوَّة فقال له داود عليه السلام : إن الله أوحى إليَّ أن أسألك عن سبع كلمات ، فإن أخبرتني وَرَّثْتُكَ العلمَ والنبوَّة قال : سلني عما شئت قال : أخبرني ما أحلى من العسل ، وما أبرد من الثلج ، وما الين شيئاً من الخز ، وما لا يرى أثره في الماء ، وما لا يرى أثره في الصفاء ، وما لا يرى أثره في السماء ، ومن يسمن في الخصب والجدب . قال : أما ما أحلى من العسل فروح الله للمتحابين في الله . واما ما أبرد من الثلج فكلام الله إذا قرع أفئدة أولياء الله . وأما ما الين شيئاً من الخز فحكمة الله تعالى إذا أنشدها أولياء الله بينهم . وأما ما لا يرى أثره في الماء فالفلك تمر فلا يرى أثرها . وأما ما لا يرى أثره في الصفاء فالنملة تمر على الحجر فلا يرى أثرها . وأما ما لا يرى أثره في السماء فالطير يطير ولا يرى أثره في السماء وأما من يسمن في الجدب والخصب فهو المؤمن إذا أعطاه الله شكر ، وإذا ابتلاه صبر ، فقلبه أجرد أزهر . قال : انظر إلى ابنك فاسأله عن أربع عشرة كلمة ، فإن أخبرك فورثه العلم والنبوّة ، فسأله فقال : ما لي من ذي علم فقال داود لسليمان عليه السلام : أخبرني يا بني أين موضع العقل منك ؟ قال : الدماغ قال : أين موضع الحياء منك ؟ قال : العينان قال : أين موضع الباطل منك ؟ قال : الأذنان قال : أين باب الخطايا منك ؟ قال : اللسان قال : أين الطريق منك ؟ قال : المنخران قال : أين موضع الأدب والبيان منك ؟ قال : الكلوتان قال : أين باب الفظاظة والغلظة منك ؟ قال : الكبد قال : أين بيت الريح منك ؟ قال : الرئة قال : أين باب الفرح منك ؟ قال : الطحال قال : أين باب الكسب منك ؟ قال : اليدان قال : أين باب النصب منك ؟ قال : الرجلان قال : أين باب الشهوة منك ؟ قال : الفرج قال : أين باب الذرية منك ؟ قال : الصلب قال : أين باب العلم والفهم والحكمة منك ؟ قال : القلب . إذا صلح القلب صلح ذلك كله ، وإذا فسد القلب فسد ذلك كله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب } قال : كان مطيعاً لله ، كثير الصلاة { إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد } قال : يعني الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها { قال إني أحببت حب الخير } أي المال { عن ذكر ربي } عن صلاة العصر { حتى توارت بالحجاب } . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه { الصافنات الجياد } قال : الخيل خيل خلقت على ما شاء . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { الصافنات } قال : صفون الفرس : رفع إحدى يديه حتى يكون على أطراف الحافر . وفي قوله الجياد قال : السراع . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما في قوله { الصافنات الجياد } قال : الخيل إذا صفن قيامها عقرها تطلع أعناقها وسوقها . وفي قوله { أحببت حب الخير عن ذكر ربي } قال : الخير المال والخيل من ذلك ، فقوله شغلته عن الصلاة قال : لا والله لا تشغلني عن عبادة الله تعالى جرها عليك ، فكشف عراقيبها ، وضرب أعناقها وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عوف رضي الله عنه قال : بلغني أن الخيل التي عقر سليمان عليه السلام كانت خيلاً ذات أجنحة ، أخرجت له من البحر ، لم تكن لأحد قبله ولا بعده . وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { حب الخير } قال : المال وفي قوله { ردوها عليّ } قال : الخيل { فطفق مسحاً } قال : عقراً بالسيف . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال : الصلاة التي فرط فيها سليمان عليه السلام صلاة العصر . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب رضي الله عنه في قوله { حتى توارت بالحجاب } قال : حجاب من ياقوت أخضر محيط بالخلائق ، فمنه اخضرت السماء التي يقال لها السماء الخضراء ، واخضر البحر من السماء ، فمن ثم يقال : البحر الأخضر . وأخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر ، فجئت فكشفت ناحية الستر عن بنات لعب لعائشة فقال : " ما هذا يا عائشة ؟ قالت : بناتي . ورأى بينهن فرساً لها جناحان من رقاع فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت : فرس له جناحان قال : وما هذا الذي عليه ؟ فقلت : جناحان قال : فرس له جناحان ! قالت : أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلاً لها أجنحة ، فضحك حتى رؤيت نواجذه " . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله { إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد } قال : عشرين ألف فرس ذات أجنحة ، فعقرها . وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله { حتى توارت بالحجاب } قال { توارت } من وراء قرية خضرة السماء منها . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان سليمان عليه السلام لا يكلم اعظاماً له ، فلقد فاتته صلاة العصر ، وما استطاع أحد أن يكلمه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { عن ذكر ربي } يقول : من ذكر ربي { فطفق مسحاً } يقول : يمسح اعراف الخبل وعراقيبها . وأخرج الطبراني في الأوسط والاسماعيلي في معجمه وابن مردويه بسند حسن عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { فطفق مسحاً بالسوق والأعناق } قال : قطع سوقها وأعناقها بالسيف " .