Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 159-159)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : خروج عيسى ابن مريم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : قبل موت عيسى . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : يعني أنه سيدرك أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى ، سيؤمنون به . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وإن من أهل الكتاب } قال : اليهود خاصة { إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : قبل موت اليهودي . وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : هي في قراءة أبي قبل موتهم . قال : ليس يهودي أبداً حتى يؤمن بعيسى . قيل لابن عباس : أرأيت إن خر من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهواء . فقيل : أرأيت إن ضرب عنق أحدكم ؟ قال : يتلجلج بها لسانه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال : لا يموت يهودي حتى يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله ، ولو عجل عليه بالسلاح . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : لو أن يهودياً ألقي من فوق قصر ما خلص إلى الأرض حتى يؤمن أن عيسى عبد الله ورسوله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى . قيل : وإن ضرب بالسيف ؟ قال : يتكلم به . قيل : وإن هوى ؟ قال : يتكلم به وهو يهوي . وأخرج ابن المنذر عن أبي هاشم وعروة قالا : في مصحف أبي بن كعب " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موتهم " . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } عن محمد بن علي بن أبي طالب هو ابن الحنفية ، قال : ليس من أهل الكتاب أحد إلا أتته الملائكة يضربون وجهه ودبره ، ثم يقال : يا عدو الله إن عيسى روح الله وكلمته ، كذبت على الله وزعمت أنه الله ، إن عيسى لم يمت وإنه رفع إلى السماء ، وهو نازل قبل أن تقوم الساعة ، فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به . وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجاج : يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شيء ؟ قال الله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } وإني أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئاً ؟ فقلت : رفعت إليك على غير وجهها ، وإن النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره ، وقالوا : أي خبيث ، إن المسيح الذي زعمت أنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، عبد الله ، وروحه ، وكلمته ، فيؤمن حين لا ينفعه إيمانه ، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره ، وقالوا : أي خبيث ، إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله ، وروحه ، فيؤمن به حين لا ينفعه الإيمان ، فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم . فقال : من أين أخذتها ؟ فقلت : من محمد بن علي . قال : لقد أخذتها من معدنها . قال شهر : وأيم الله ما حدثنيه إلا أم سلمة ، ولكني أحببت أن أغيظه . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : إذا نزلت آمنت به الأديان كلها { ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } أنه قد بلَّغ رسالة ربه ، وأقرَّ على نفسه بالعبودية . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : إذا نزل عيسى عليه السلام فقتل الدجال ، لم يبق يهودي في الأرض إلا آمن به ، فذلك حين لا ينفعهم الإيمان . وأخرج ابن جرير عن أبي مالك { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : ذلك عند نزول عيسى ابن مريم ، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا آمن به . وأخرج ابن جرير عن الحسن { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : قبل موت عيسى ، والله إنه الآن حي عند الله ، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن . أن رجلاً سأله عن قوله { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : قبل موت عيسى ، وإن الله رفع إليه عيسى ، وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاماً ، يؤمن به البر والفاجر . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة خيراً من الدنيا وما فيها " ثم يقول أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً ، يقتل الدجال ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ، واقرأوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } موت عيسى بن مريم ، ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات " . وأخرج أحمد وابن جرير عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويجمع له الصلاة ، ويعطي المال حتى لا يقبل ، ويضع الخراج ، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما " قال : وتلا أبو هريرة { وإن من أهل الكتاب إلاَّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } قال أبو هريرة : يؤمن به قبل موت عيسى . وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو بالعمرة ، أو ليثنينهما جميعاً " . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم ، وإمامكم منكم ؟ " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن جرير وابن حبان عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الأنبياء أخوات لعلات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه خليفتي على أمتي ، وأنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، عليه ثوبان ممصران ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ، فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه " . وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم ، فإن عجل بي موت فمن لقية منكم فليقرئه مني السلام " . وأخرج الطبراني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن عيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول ، إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي ، إلا أنه يقتل الدجال ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية ، وتضع الحرب أوزارها ، ألا من أدركه منكم فليقرأ عليه السلام " . وأخرج الطبراني عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل عيسى ابن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة " . وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ابن مريم إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويرجع السلم ، وتتخذ السيوف مناجل ، وتذهب حمة كل ذات حمة ، وتنزل السماء رزقها ، وتخرج الأرض بركتها ، حتى يلعب الصبي بالثعبان ولا يضره ، ويراعي الغنم الذئب ولا يضرها ، ويراعي الأسد البقر ولا يضرها " . وأخرج أحمد والطبراني عن سمرة بن جندب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الدجال خارج وهو أعور عين الشمال ، عليها طفرة غليظة ، وأنه يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، ويقول : أنا ربكم . فمن قال : أنت ربي فقد فتن ، ومن قال ربي الله حي لا يموت فقد عصم من فتنته ولا فتنة عليه ولا عذاب ، فيلبث في الأرض ما شاء الله ، ثم يجيء عيسى ابن مريم من المغرب " ولفظ الطبراني : من المشرق ، " مصدقاً بمحمد وعلى ملته ، فيقتل الدجال ، ثم إنما هو قيام الساعة " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد " عن عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال : " ما يبكيكِ ؟ قلت : يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ، ولها يومئذ سبعة أبواب ، على كل نقب منها ملكان ، فيخرج إليها شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين باب لدّ ، فينزل عيسى ابن مريم فيقتله ، ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً " " . وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض ، اليوم منها كالسنة ، واليوم منها كالشهر ، واليوم منها كالجمعة ، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه ، وله حمار يركبه عرض ما يبن أذنيه أربعون ذراعاً ، فيقول للناس : أنا ربكم . وهو أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه ك ف ر مهجاة ، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ، يرد كل ماء منهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عليه ، وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبال من خبز ، والناس في جهد إلا من اتبعه ، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه ، نهر يقول الجنة ، ونهر يقول النار ، فمن دخل الذي يسميه الجنة فهي النار ، ومن دخل الذي يسميه النار فهي الجنة ، وتبعث معه شياطين تكلم الناس ، ومعه فتنة عظيمة ، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ، ويقتل نفساً ثم يحييه ، لا يسلط على غيرها من الناس فيما يرى الناس ، فيقول للناس : أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب ؟ فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام ، فيأتيهم فيحصرهم فيشتد حصارهم ، ويجهدهم جهداً شديداً ، ثم ينزل عيسى فينادي من السحر فيقول : يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث ؟ فيقولون : هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى ، فتقام الصلاة فيقال له : تقدم يا روح الله ، فيقول : ليتقدم إمامكم فليصل بكم ، فإذا صلوا الصبح خرجوا إليه ، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه فيقتله ، حتى إن الشجرة تنادي : يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلاَّ قتله " . وأخرج معمر في جامعه عن الزهري ، أخبرني عمرو بن سفيان الثقفي ، أخبرني رجل من الأنصار ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال : يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخلها ، فتنتفض بأهلها نفضة أو نفضتين وهي الزلزلة ، فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة ، ثم يأتي الدجال قبل الشام حتى يأتي بعض جبال الشام فيحاصرهم ، وبقية المسلمون يومئذ معتصمون بذروة جبل ، فيحاصرهم نازلاً بأصله ، حتى إذا طال عليهم الحصار " ، قال رجل : حتى متى أنتم هكذا وعدوّكم نازل بأصل جبلكم ، هل أنتم إلا بين إحدى الحسنيين ، بين أن تستشهدوا أو يظهركم ؟ فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله أنها الصدق من أنفسهم ، ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر أحدهم كفه ، فينزل ابن مريم فيحسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لأمة فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا عبد الله وروحه وكلمته عيسى ، إختاروا إحدى ثلاث : بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذاباً جسيماً ، أو يخسف بهم الأرض ، أو يرسل عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم ، فيقولون : هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا ، فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب ، فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ، ويذرب الدجال حتى يدركه عيسى فيقتله . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والحاكم وصححه عن عثمان بن أبي العاصي " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يكون للمسلمين ثلاثة أمصار : مصر بملتقى البحرين ، ومصر بالجزيرة ، ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في عراض جيش فيهزم من قبل المشرق ، فأوّل مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين ، فيصير أهلها ثلاث فرق : فرقة تقيم وتقول نشامه ننظر ما هو ، وفرقة تلحق الأعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ، ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم التيجان ، وأكثر من معه اليهود والنساء ، ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق : فرقة تقول نشامه وننظر ما هو ، وفرقة تلحق بالأعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ، ثم يأتي الشام فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق ، فيبعثون بسرح لهم فيصاب سرحهم ، فيشتد ذلك عليهم ، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد ، حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله ، فبينما هم كذلك إذ ناداهم مناد : من السحر أتاكم الغوث أيها الناس ثلاثاً ، فيقول بعضهم لبعض : إن هذا لصوت رجل شبعان ، فينزل عيسى عند صلاة الفجر ، فيقول له أمير الناس تقدم يا رسول الله فصلِّ بنا ، فيقول : إنكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض ، تقدم أنت فصلِّ بنا ، فيتقدم فيصلي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال ، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص ، فتقع حربته بين تندوته فيقتله ثم ينهزم أصحابه ، فليس شيء يومئذ يجن أحداً منهم ، حتى إن الحجر يقول : يا مؤمن هذا كافر فاقتله ، والشجر يقول : يا مؤمن هذا كافر فاقتله " . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الطفيل قال : كنت بالكوفة فقيل : قد خرج الدجال فأتينا حذيفة بن أسيد فقلت : هذا الدجال قد خرج ؟ فقال اجلس فجلست ، فنودي أنها كذبة صباغ فقال حذيفة : إن الدجال لو خرج زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ، ولكنه يخرج في نقص من الناس ، وخفة من الدين ، وسوء ذات بين ، فيرد كل منهل ، وتُطْوَى له الأرض طيّ فروة الكبش ، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ، ثم جبل إيليا فيحاصر عصابة من المسلمين ، فيقول لهم الذي عليهم : ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم ، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا ، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم ، فيقتل الدجال ويهزم أصحابه . وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال فليبث في أمتي ما شاء الله يلبث أربعين ، ولا أدري ليلة أو شهراً أو سنة . قال : ثم يبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعد الثقفي ، فيطلبه حتى يهلكه ، ثم يبقى الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يبعث الله ريحاً باردة تجيء من قبل الشام ، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضت روحه ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه ، سمعت هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كبد جبل ، ثم يبقى شرار الناس من لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، في خفة الطير وأحلام السباع ، فيجيئهم الشيطان فيقول : ألا تستحيون ؟ فيقولون : ما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها ، وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور " . وأخرج أبو داود وابن ماجه " عن أبي أمامة الباهلي قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه ، فكان من قوله أن قال : إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله لم يبعث نبياً إلا حذر من الدجال ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم ، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، وأنه يخرج من خلة بين الشام والعراق ، فيعيث يميناً ويعيث شمالاً ، يا عباد الله فاثبتوا ، وإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي . إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي ، ثم يثني فيقول : أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا ، وإنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، وإنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ، وإن من فتنته أن معه جنة وناراً ، فناره جنة وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليستعن بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم ، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول له : نعم . فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك . وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ، ثم يقول : انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ، ثم يزعم أن له رباً غيري فيبعثه الله فيقول له الخبيث : من ربك ؟ فيقول : ربي الله وأنت عدوّ الله الدجال ، والله ما كنت أشد بصيرة بك مني اليوم . وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت ، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت ، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وادره ضروعاً ، وأنه لا يبقى من الأرض شيء إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة ، فإنه لا يأتيها من نقب من نقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة ، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، فتنقي الخبث منها كما ينقي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص . فقالت أم شريك بنت أبي العسكر : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم قليل ، وجلهم ببيت المقدس ، وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح ، فرجع ذلك الإمام يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم ، فإذا انصرف قال عيسى : أقيموا الباب ، فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي ، كلهم ذو سيف محلى وساج ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً ، ويقول عيسى : إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها ، فيدركه عند باب لدّ الشرقي فيقتله ، فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء ما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله الشيء ، لا حجر ولا شجر ولا دابة ولا حائط إلا الغرقدة ، فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قالت : يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن أيامه أربعون سنة ، السنة كنصف السنة ، والسنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وآخر أيامه كالشررة ، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بها الآخر حتى يمسي ، فقيل له : يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار ؟ قال : تقدرون فيها للصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم صلوا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليكونن عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً ، وإماماً مقسطاً ، يدق الصليب ، ويذبح الخنزير ، ويضع الجزية ، ويترك الصدقة ، فلا يسعى على شاة ولا بعير ، وترفع الشحناء والتباغض ، وتنزع حمة كل ذات حمة ، حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره ، وينفر الوليد الأسد فلا يضره ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ، وتملأ الأرض من المسلم كما يملأ الإناء من الأناء ، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله ، وتضع الحرب أوزارها ، وتسلب قريش ملكها ، وتكون الأرض كثاثور الفضة ، تنبت نباتها كعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب يشبعهم ، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ، ويكون الثور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بالدريهمات . قيل : يا رسول الله وما يرخص الفرس ؟ قال : لا يركب لحرب أبداً . قيل له : فما يغلي الثور ؟ قال : لحرث الأرض كلها . وإن قبل خرج الدجال ثلاث شداد ، يصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله السماء أن تحبس ثلث مطرها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء ، فلا تبقي ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله . قيل : فما يعيش الناس في ذلك الزمان ؟ قال : التهليل ، والتكبير ، والتسبيح ، والتحميد ، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام " . وأخرج أحمد ومسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صلِّ بنا . فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمه الله هذه الأمة " . وأخرج الطبراني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول " عن عبد الرحمن بن سمرة قال : " بعثني خالد بن الوليد بشيراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة ، فلما دخلت عليه قلت : يا رسول الله فقال : على رسلك يا عبد الرحمن ، أخذ اللواء زيد ابن حارثة فقاتل حتى قتل رحم الله زيداً ، ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل فقتل رحم الله جعفراً ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل فقتل رحم الله عبد الله ، ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد ، فخالد سيف من سيوف الله ، فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حوله ، فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : وما لنا لا نبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا ! فقال : لا تبكوا فإنما مَثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها ، فاجتث زواكيها ، وهيأ مساكنها ، وحلق سعفها ، فأطعمت عاماً فوجا ، ثم عاما فوجا ، ثم عاماً فوجا ، فلعل آخرها طعماً يكون أجودها قنواناً ، وأطولها شمراخاً ، والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلفاً من حواريه " " . وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم والترمذي والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه قال : لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤتة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليدركن الدجال من هذه الأمة قوماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات ، ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها " ، قال الذهبي : مرسل وهو خبر منكر . وأخرج الحاكم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيدرك رجال من أمتي عيسى ابن مريم ، ويشهدون قتال الدجال " . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليهبطن ابن مريم حكماً عدلاً ، واماماً مقسطاً ، وليسلكن فجاً حاجّاً أو معتمراً ، وليأتين قبري حتى يسلِّم عليَّ ، ولأردن عليه . " يقول أبو هريرة : أي بني أخي إن رأيتموه فقولوا : أبو هريرة يقرئك السلام . وأخرج الحاكم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أدرك منكم عيسى بن مريم فَلْيُقْرئْهُ مني السلام " . وأخرج أحمد في الزهد عن أبي هريرة قال : يلبث عيسى ابن مريم في الأرض أربعين سنة ، لو يقول للبطحاء سيلي عسلاً لسالت . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه عن مجمع بن جارية " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لدّ " . وأخرج أحمد عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار : عصابة تغزو الهند ، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم " . وأخرج الترمذي وحسنه عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال : مكتوب في التوراة صفة محمد ، وعيسى ابن مريم يدفن معه . وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني عن عبد الله بن سلام قال : يدفن عيسى ابن مريم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، فيكون قبره رابعاً .