Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 17-18)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { إنما التوبة على الله … } الآية . قال : هذه للمؤمنين . وفي قوله { وليست التوبة للذين يعملون السيئات … } قال : هذه لأهل النفاق { ولا الذين يموتون وهم كفار … } قال : هذه لأهل الشرك . وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : نزلت الأولى في المؤمنين ، ونزلت الوسطى في المنافقين ، والأخرى في الكفار . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن أبي العالية " أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون : كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة " . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال : اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرأوا أن كل شيء عصي به فهو جهالة ، عمداً كان أو غيره . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله { جهالة } قال : كل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته . وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { إنما التوبة على الله … } الآية . قال : من عمل السوء فهو جاهل من جهالته عمل السوء { ثم يتوبون من قريب } قال : في الحياة والصحة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { ثم يتوبون من قريب } قال " القريب " ما بينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت . وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال : لا يزال الرجل في توبة حتى يعاين الملائكة . وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال " القريب " ما لم تنزل به آية من آيات الله أو ينزل به الموت . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن الضحاك في الآية قال : كل شيء قبل الموت فهو قريب له التوبة ، ما بينه وبين أن يعاين ملك الموت ، فإذا تاب حين ينظر إلى ملك الموت فليس له ذاك . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال : الدنيا كلها قريب ، والمعاصي كلها جهالة . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { ثم يتوبون من قريب } قال : ما لم يغرغر . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر في الآية قال : لو غرغر بها - يعني المشرك بالإسلام - لرجوت له خيراً كثيراً . وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن إبليس لما رأى آدم أجوف قال : وعزتك لا أخرج من جوفه ما دام فيه الروح . فقال الله تبارك وتعالى : وعزتي لا أحول بينه وبين التوبة ما دام الروح فيه " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في البعث عن قتادة قال : كنا عند أنس بن مالك وثم أبو قلابة فحدث أبو قلابة قال : إن الله تعالى لما لعن إبليس سأله النظرة . فأنظره إلى يوم الدين فقال : وعزتك لا أخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح . قال : وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال : " لا أخبركم إلا ما سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي " أن عبداً قتل تسعة وتسعين نفساً ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل فأتاه فقال : إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة ؟ قال بعد قتل تسعة وتسعين نفساً … ؟ قال : فانتضى سيفه فقتله فأكمل به مائة . ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل فأتاه فقال : إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ؟ فقال : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ ! أخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة ، قرية كذا وكذا … فاعبد ربك فيها . فخرج يريد القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق ، فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقال إبليس أنا أولى به ، إنه لم يعصني ساعة قط . فقالت الملائكة : إنه خرج تائباً . فبعث الله ملكاً فاختصموا إليه فقال : انظروا أي القريتين كانت أقرب إليه فألحقوه بها . فقرب الله منه القرية الصالحة وباعد منه القرية الخبيثة ، فألحقه بأهل القرية الصالحة " وأخرج أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " . وأخرج البيهقي في الشعب عن رجل من الصحابة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من إنسان يتوب إلى الله عز وجل قبل أن تغرغر نفسه في شدقه إلا قبل الله توبته " . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عمر قال : التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق . ثم قرأ { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن } ثم قال : وهل الحضور إلا السوق . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله { حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن } قال : لا يقبل ذلك منه . وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله { وليست التوبة للذين يعملون السيئات . … } الآية . قال هم أهل الشرك . وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { وليست التوبة للذين يعملون السيئات … } الآية . قال هم أهل الشرك . وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن } فليس لهذا عند الله توبة { ولا الذين يموتون وهم كفار } أولئك أبعد من التوبة . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { وليست التوبة } الآية . قال : فأنزل الله بعد ذلك { إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [ النساء : 48 ] فحرم الله المغفرة على من مات وهو كافر ، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة . وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال : ما من ذنب مما يعمل بين السماء والأرض يتوب منه العبد قبل أن يموت إلا تاب الله عليه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال : كان يقال : التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال : من تاب قبل موته بفواق تيب عليه . قيل : ألم يقل الله { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن … } فقال : إنما أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والحاكم وابن مردويه عن أبي ذرّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة عبده . أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب . قيل : وما وقوع الحجاب ؟ قال : تخرج النفس وهي مشركة " .