Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 54-55)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { أم يحسدون الناس } قال : هم يهود . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال : قال أهل الكتاب : زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح ، فأي ملك أفضل من هذا . فأنزل الله هذه الآية { أم يحسدون الناس } إلى قوله { ملكاً عظيماً } يعني ملك سليمان . وأخرج ابن المنذر عن عطية قال : قالت اليهود للمسلمين : تزعمون أن محمداً أوتي الدين في تواضع وعنده تسع نسوة ، أي ملك أعظم من هذا ؟ فأنزل الله { أم يحسدون الناس … } الآية . وأخرج ابن جرير عن الضحاك . نحوه . وأخرج ابن المنذر والطبراني من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله { أم يحسدون الناس } قال : نحن الناس دون الناس . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { أم يحسدون الناس } قال : الناس في هذا الموضع النبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وأخرج ابن جرير عن مجاهد { أم يحسدون الناس } قال : محمد . وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : أعطى النبي صلى الله عليه وسلم بضع وسبعين شاباً ، فحسدته اليهود فقال الله { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال : يحسدون محمداً حين لم يكن منهم وكفروا به . وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية { أم يحسدون الناس } قال : أولئك اليهود ، حسدوا هذا الحي من العرب { على ما آتاهم الله من فضله } بعث الله منهم نبياً فحسدوهم على ذلك . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج { على ما آتاهم الله من فضله } قال : النبوة . وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " . وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { فقد آتينا آل إبراهيم } سليمان وداود { الكتاب والحكمة } يعني النبوة { وآتيناهم ملكاً عظيماً } في النساء ، فما باله حل لأولئك الأنبياء وهم أنبياء أن ينكح داود تسعاً وتسعين امرأة وينكح سليمان مائة امرأة لا يحل لمحمد أن ينكح كما نكحوا . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كان في ظهر سليمان مئة رجل ، وكان له ثلثمائة امرأة وثلثمائة سرية . وأخرج الحاكم في المستدرك عن محمد بن كعب قال : بلغني أنه كان لسليمان ثلثمائة امرأة وسبعمائة سرية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن همام بن الحارث { وآتيناهم ملكاً عظيماً } قال : ايدوا بالملائكة والجنود . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { وآتيناهم ملكاً عظيماً } قال : النبوة . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن . مثله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فمنهم من آمن به قال بما أنزل على محمد من يهود . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { فمنهم من آمن به } اتبعه { ومنهم من صد عنه } يقول : تركه فلم يتبعه . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال : زرع إبراهيم خليل الرحمن وزرع الناس في تلك السنة ، فهلك زرع الناس وزكا زرع إبراهيم ، واحتاج الناس إليه فكان الناس يأتون إبراهيم فيسألونه منه فقال لهم : من آمن أعطيته ومن أبى منعته . فمنهم من آمن به فأعطاه من الزرع ومنهم من أبى فلم يأخذ منه . فذلك قوله { فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً } . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة } ومحمد من آل إبراهيم . وأخرج ابن الزبير بن بكار في الموقفيات عن ابن عباس أن معاوية قال : يا بني هاشم إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة كما استحقيتم النبوة ، ولا يجتمعان لأحد ، وتزعمون أن لكم ملكاً . فقال له ابن عباس : أما قولك أنا نستحق الخلافة بالنبوّة ، فإن لم نستحقها بالنبوّة فبم نستحقها ؟ ! وأما قولك أن النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً } ؟ فالكتاب النبوّة ، والحكمة السنة ، والملك الخلافة ، نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد ، والسنة لنا ولهم جارية ، وأما قولك زعمنا أن لنا ملكاً فالزعم في كتاب الله شك ، وكل يشهد أن لنا ملكاً لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين ، ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ، ولا حولاً إلا ملكنا حولين . والله أعلم .