Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 21-26)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { ولولا كلمة الفصل } ، قال : يوم القيامة أخروا إليه ، وفي قوله { روضات الجنة } قال : المكان الموفق . أما قوله تعالى : { لهم ما يشاؤون } . أخرج ابن جرير ، عن أبي ظبية - رضي الله عنه - قال : إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة ، فتقول ما أمطركم ؟ قال : فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم ، حتى أن القائل منهم ليقول : أمطرينا كواعب أتراباً . وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طريق طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن قوله { إلا المودة في القربى } فقال سعيد بن جبير : - رضي الله عنه - قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : - رضي الله عنهما - عجلت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش ، إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أسألكم عليه أجراً إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم " . وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن الشعبي - رضي الله عنه - قال : أكثر الناس علينا في هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } فكتبنا إلى ابن عباس - رضي الله عنه - نسأله ، فكتب ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان واسط النسب لي قريش ، ليس بطن من بطونهم ، إلا وقد ولدوه ، فقال الله { قل لا أسألكم عليه أجراً } على ما أدعوكم إليه { إلا المودة في القربى } تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني من طريق علي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إلا المودة في القربى } قال : " كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة من جميع قريش ، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه ، قال : يا قوم ، " إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم " " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الضحاك ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : نزلت هذه الآية بمكة . وكان المشركون يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى : { قل } لهم يا محمد ، { لا أسألكم عليه } يعني على ما أدعوكم إليه { أجراً } عوضاً من الدنيا { إلا المودة في القربى } إلا الحفظ لي في قرابتي فيكم ، قال : المودة إنما هي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قرابته ، فلما هاجر إلى المدينة أحب أن يلحقه بإخوته من الأنبياء - عليهم السلام - فقال : { لا أسألكم عليه أجراً } فهو لكم { إن أجري إلا على الله } يعني ثوابه وكرامته في الآخرة ، كما قال نوح عليه السلام { وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين } [ الشعراء : 109 ] وكما قال هود وصالح وشعيب : لم يستثنوا أجراً ، كما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم ، فرده عليهم . وهي منسوخة . وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طريق مجاهد - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية { قل لا أسألكم } على ما أتيتكم به من البينات والهدى { أجراً } إلا أن تودوا الله ، وأن تتقربوا إليه بطاعته . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي . وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه من طريق العوفي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : إن محمداً قال : لقريش : " لا أسألكم من أموالكم شيئاً ، ولكن أسألكم أن تودوني لقرابة ما بيني وبينكم فإنكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني " . وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك ، عن ابن عباس في قوله : { إلا المودة في القربى } قال : تحفظوني في قرابتي . وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية - قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في قريش بطن إلا وله فيهم أم ، حتى كانت له من هذيل أم ، فقال الله : { قل لا أسألكم عليه أجراً } إلا أن تحفظوني في قرابتي ، إن كذبتموني فلا تؤذوني . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق مقسم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا ، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم في مجالسهم ، فقال يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفلا تجيبوني ؟ قالوا : ما تقول يا رسول الله ؟ قال : ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أو لم يكذبوك فصدقناك ؟ أو لم يخذلوك فنصرناك ؟ فما زال يقول : حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله ، فنزلت { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } " . وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، قال : قالت الأنصار فيما بينهم : لولا جمعنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالاً يبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أردنا أن نجمع لك من أموالنا ، فأنزل الله : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } فخرجوا مختلفين ، فقالوا : لمن ترون ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال بعضهم : إنما قال هذا ، لنقاتل عن أهل بيته ، وننصرهم . فأنزل الله : { أم يقولون افترى على الله كذباً } إلى قوله { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } فعرض لهم بالتوبة إلى قوله : { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله } هم الذين قالوا هذا : أن يتوبوا إلى الله ويستغفرونه . وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " { لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } " أن تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي " " . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : " لما نزلت هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداها " . وأخرج سعيد بن منصور ، عن سعيد بن جبير { إلا المودة في القربى } قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيراً ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه - أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ؟ قال : لا . قال : أما قرأت { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : فإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { ومن يقترف حسنة } قال : المودة لآل محمد . وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم ، عن المطلب بن ربيعة - رضي الله عنه - قال : " دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث ، فإذا رأونا سكتوا ، فغصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه ، ثم قال : " والله لا يدخل قلب امرىء مسلم إيمان ، حتى يحبكم لله ولقرابتي " " . وأخرج مسلم والترمذي والنسائي ، عن زيد بن أرقم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أذكركم الله في أهل بيتي " . وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف ، عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " . وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي " . وأخرج البخاري ، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : ارقبوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته . وأخرج ابن عدي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أبغضنا أهل البيت فهو منافق " . وأخرج الطبراني ، عن الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد ، إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار " . وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل ، إلا أدخله الله النار " . وأخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " جاء العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يبلغوا الخير أو الإِيمان حتى يحبوكم " " . وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا ؛ من وقائع أوقعناها ، فقال : " أما والله إنهم لن يبلغوا خيراً حتى يحبوكم ، لقرابتي ، ترجو سليم شفاعتي ، ولا يرجوها بنو عبد المطلب " " . وأخرج ابن النجار في تاريخه ، عن الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل شيء أساس وأساس الإِسلام حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحب أهل بيته " . وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألهم على هذا القرآن أجراً ، ولكنه أمرهم أن يتقربوا إلى الله ؛ بطاعته وحب كتابه . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان ، عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية ، قال : كل من تقرب إلى الله بطاعته وجبت عليه محبته . وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن في قوله : { إلا المودة في القربى } قال : إلا التقرب إلى الله بالعمل الصالح . وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة في الآية ، قال : كن له عشر أمهات في المشركات ، وكان إذا مر بهم أذوه في تنقيصهن وشتمهن ، فهو قوله : { إلا المودة في القربى } يقول : لا تؤذوني في قرابتي . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : { إن الله غفور شكور } قال : غفور للذنوب شكور للحسنات يضاعفها . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير ، عن قتادة في قوله : { فإن يشإ الله يختم على قلبك } قال : إن يشإ الله أنساك ما قد آتاك ، والله تعالى أعلم . أخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن الزهري في قوله : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله فيه العطش " . وأخرج مسلم والترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها " . وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ، فطلبها حتى إذا اشتد عليه العطش والحر قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فرجع ، فنام نومة ، ثم رفع رأسه ، فإذا راحلته عنده عليه زاده وطعامه وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده " . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه سئل عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوّجها ، قال : لا بأس به ثم قرأ { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان ، عن عتبة بن الوليد ، حدثني بعض الرهاويين قال : سمع جبريل عليه السلام ، خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، وهو يقول : يا كريم العفو ، فقال : له جبريل عليه السلام ، وتدري ما كريم العفو ؟ قال : لا يا جبريل . قال : " ان يعفو عن السيئة ويكتبها حسنة " . وأخرج سعيد بن منصور والطبراني ، عن الأخنس قال : امترينا في قراءة هذا الحرف ، ويعلم ما يفعلون أو تفعلون ، فأتينا ابن مسعود فقال : تفعلون . وأخرج عبد بن حميد ، عن علقمة رضي الله عنه ، أنه قرأ في { حـمۤ عۤسۤقۤ } { ويعلم ما تفعلون } بالتاء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، عن سلمة بن سبرة رضي الله عنه قال : خطبنا معاذ رضي الله عنه ، فقال : أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة والله إني لأطمع أن يكون عامة من تنصبون بفارس والروم في الجنة ؛ فإن أحدهم يعمل الخير ، فيقول أحسنت بارك الله فيك ، أحسنت رحمك الله ، والله يقول : { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله } . وأخرج ابن جرير من طريق قتادة ، عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله : { ويزيدهم من فضله } قال يشفعون في إخوان اخوانهم .