Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 33-38)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : من استطاع منكم أن لا يبطل عملاً صالحاً بعمل سوء فليفعل ولا قوّة إلا بالله فإن الخير ينسخ الشر ، فإنما ملاك الأعمال خواتيمها . وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب ، كما لا ينفع من الشرك عمل حتى نزلت { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } فخافوا أن يبطل الذنب العمل ، ولفظ عبد بن حميد : فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالكم . وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبولاً حتى نزلت { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } فلما نزلت هذه الآية قلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقال : الكبائر الموجبات والفواحش ، فكنا إذا رأينا من أصاب شيئاً منها قلنا : هلك ، حتى نزلت هذه الآية { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [ النساء : 48 ] فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك ، وكنا إذا رأينا أحداً أصاب منها شيئاً خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئاً رجونا له . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون } يقول : ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها إلى الموادعة ، وأنتم أولى بالله منهم { ولن يتركم أعمالكم } يقول : لن يظلمكم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { فلا تهنوا } قال : لا تضعفوا { وأنتم الأعلون } قال : الغالبون { ولن يتركم } قال : لن ينقصكم . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { يتركم } قال : يظلمكم . وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم } قال : محمد بن المنتشر منتصبة السين . وأخرج أبو نصر السجزي في الإِنابة عن عبد الرحمن بن أبزى قال : كان النبي صل الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الأحرف { ادخلوا في السلم } [ البقرة : 208 ] { وإن جنحوا للسلم } [ الأنفال : 61 ] { وتدعوا إلى السلم } بنصب السين . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { إن يسألكموها } قال : علم الله في مسألة الأموال خروج الأضغان . قوله تعالى : { وإن تتولوا } الآية . أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لما نزلت { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم } قيل : من هؤلاء وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هم الفرس وهذا وقومه " " . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } فقالوا يا رسول الله : من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال : " هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإِيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس " " . وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم } الآية فسئل من هم ، قال : " فارس لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من فارس " " . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { يستبدل قوماً غيركم } قال : من شاء .