Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 29-29)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الخطيب في رواية مالك بسند ضعيف عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { والذين معه - إلى - مثلهم في التوراة } إلى قوله { كزرعٍ أخرج شطأه } قال مالك : نزل في الإِنجيل نعت النبي وأصحابه . وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة عن عائشة قالت : لما مات سعد بن معاذ حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي ، وكانوا كما قال الله { رحماء بينهم } قيل فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فقالت : كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " . وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود عن عبدالله بن عمرو يرويه قال : " من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تنزع الرحمة إلا من شقي " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما يرحم الله من عباده الرحماء " . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { سيماهم في وجوههم } قال : أما إنه ليس بالذين ترون ، ولكنه سيما الإِسلام وسحنته وسمته وخشوعه . وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله : { سيماهم في وجوههم } قال السمت الحسن . وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير وابن مردويه بسند حسن عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : " النور يوم القيامة " " . وأخرج البخاري في تاريخه وابن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : بياض يغشى وجوههم يوم القيامة . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن عطية العوفي رضي الله عنه قال : موضع السجود أشد وجوههم بياضاً يوم القيامة . وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الأنبياء عليهم السلام يتباهون أيهم أكثر أصحاباً من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة ، وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم " . وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن حميد بن عبد الرحمن قال : كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال : لقد أفسد هذا وجهه أما والله ما هي السيما التي سمّى الله ، ولقد صليت على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثّر السجود بين عينيّ . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن مجاهد { سيماهم في وجوههم } قال : ليس الأثر في الوجه ولكن الخشوع . وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن مجاهد { سيماهم في وجوههم } قال : الخشوع والتواضع . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن سعيد بن جبير في الآية ، قال : ندى الطهور وثرى الأرض . وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الضحاك في الآية ، قال : هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرّاً . وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن عكرمة رضي الله عنه { سيماهم في وجوههم } قال : السهر . وأخرج ابن مردويه " عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { سيماهم في وجوههم } قال : إن جبريل قال : إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت أنه من أهل الصلاة بأثر الوضوء ، وإذا أصبحت عرفت أنه قد صلى من الليل ، وهو يا محمد العفاف في الدين والحياء وحسن السمت " . وأخرج ابن إسحق وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدق لما جاء به موسى ، ألا إن الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة وإنكم تجدون ذلك في كتابكم { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } إلى آخر السورة " " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ذلك مثلهم في التوراة } يعني مكتوب في التوراة والإِنجيل قبل أن يخلق السموات والأرض . وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر عن عمار مولى بني هاشم قال : سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن القدر قال : إكتف منه بآخر سورة الفتح { محمد رسول الله والذين معه } إلى آخر السورة ، يعني أن الله نعتهم قبل أن يخلقهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { رحماء بينهم } قال : جعل الله في قلوبهم الرحمة بعضهم لبعض { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : علامتهم الصلاة { ذلك مثلهم في التوراة } قال : هذا المثل في التوراة { ومثلهم في الإِنجيل } قال : هذا مثل آخر { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : هذا نعت أصحاب محمد في الإِنجيل . قيل له : أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة { ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإِنجيل كزرع أخرج شطأه } قال : سنبله حين يبلغ نباته عن حباته { فآزره } يقول : نباته مع التفافه حين يسنبل ، فهذا مثل ضربه الله لأهل الكتاب إذا خرج قوم ينبتون كما ينبت الزرع فيهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم يغلظ فيهم الذين كانوا معهم ، وهو مثل ضربه لمحمد يقول : يبعث الله النبي وحده ثم يجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم يكون القليل كثيراً وسيغلظون ، ويغيظ الله بهم الكفار يعجب الزراع من كثرته وحسن نباته . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : يقول حب بر متفرقاً فأنبتت كل حبة واحدة ثم أنبتت من حولها مثلها حتى استغلظ واستوى على سوقه يقول : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قليلاً ثم كثروا واستغلظوا . وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { كزرعٍ } قال : أصل الزرع عبد المطلب أخرج شطأه محمداً صلى الله عليه وسلم فآزره بأبي بكر فاستغلظ بعمر فاستوى بعثمان على سوقه بعلي ليغيظ بهم الكفار . وأخرج ابن مردويه والقلظي وأحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس رضي الله عنهما { محمد رسول الله والذين معه } أبو بكر { أشداء على الكفار } عمر { رحماء بينهم } عثمان { تراهم ركعاً سجداً } علي { يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } طلحة والزبير { سيماهم في وجوههم من أثر الشجود } عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح { ومثلهم في الإِنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره } بأبي بكر { فاستغلظ } بعمر { فاستوى على سوقه } بعثمان { يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } بعلي { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات } جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : نباته . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : نباته فروخه . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : حين تخرج منه الطاقة { فآزره } قواه { فاستغلظ فاستوى على سوقه } قال : على مثل المسلمين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { كزرعٍ أخرج شطأه } قال : ما يخرج بجنب كتابه الجعلة فيتم وينمو . { فآزره } قال : فشده وأعانه { على سوقه } قال : على أصوله . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن خيثمة قال : قرأ رجل على عبد الله سورة الفتح فلما بلغ { كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } قال : ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه الكفار ، ثم قال : أنتم الزرع وقد دنا حصاده . وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة في قوله { ليغيظ بهم الكفار } قالت : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروا بالإِستغفار لهم فسبوهم .