Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-12)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل } قال : أخذ الله مواثيقهم أن يخلصوا له ولا يعبدوا غيره { وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً } يعني بذلك وبعثنا منهم اثني عشر كفيلاً ، فكفلوا عليهم بالوفاء لله بما وثقوا عليه من العهود فيما أمرهم عنه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { اثني عشر نقيباً } قال : من كل سبط من بني إسرائيل رجال ، أرسلهم موسى إلى الجبارين ، فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان ، ولا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس بينهم في خشبة ، ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس وأربعة ، فرجع النقباء كل منهم ينهى سبطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وكالب بن باقية . أمرا الأسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم ، فعصوهما وأطاعوا الآخرين ، فهما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما ، فتاهت بنو إسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم ذلك ، فضرب موسى الحجر لكل سبط عيناً حجر لهم يحملونه معهم ، فقال لهم موسى : اشربوا يا حمير . فنهاه الله عن سبهم ، وقال : هم خلقي فلا تجعلهم حميراً . والسبط كل بطن بني فلان . وأخرج ابن جرير عن السدي قال : أمر الله بني إسرائيل بالسير إلى أريحاء - وهي أرض بيت المقدس - فساروا حتى إذا كانوا قريباً منه ، أرسل موسى اثني عشر نقيباً من جميع أسباط بني إسرائيل ، فساروا يريدون أن يأتوه بخبر الجبابرة ، فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عاج ، فأخذ اثني عشر فجعلهم في حجزته وعلى رأسه حزمة حطب ، فانطلق بهم إلى امرأته فقال : انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا ، فطرحهم بين يديها فقال : ألا أطحنهم برجلي ؟ فقالت امرأته : بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا . ففعل ذلك ، فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض : يا قوم ، إنكم ان أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله ، لكن اكتموه ، ثم رجعوا فانطلق عشرة منهم فنكثوا العهد ، فجعل كل منهم يخبر أخاه وأباه بما رأى من عاج ، وكتم رجلان منهم ، فأتوا موسى وهارون فأخبروهما ، فذلك حين يقول الله { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً } قال : شهيداً من كل سبط رجل شاهد على قومه . وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : النقباء ، الأمناء . وأخرج الطستي عن ابن عباس . أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { اثني عشر نقيباً } . قال : اثني عشر وزيراً وصاروا أنبياء بعد ذلك . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر يقول : @ وإني بحق قائل لسراتها مقالة نصح لا يضيع نقيبها @@ وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عز وجل { اثني عشر نقيباً } قال : هم من بني إسرائيل بعثهم موسى لينظروا إلى المدينة ، فجاؤوا بحبة من فاكهتهم ، فعند ذلك فتنوا ، فقالوا : لا نستطيع القتال فاذهب أنت وربك فقاتلا . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو صدقني وآمن بي واتبعني عشرة من اليهود لأسلم كل يهودي " كان قال كعب اثني عشر ، وتصديق ذلك في المائدة { وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً } . وأخرج أحمد والحاكم " عن ابن مسعود . أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال : سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اثنا عشر كعدة بني إسرائيل " . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس . أن موسى عليه السلام قال للنقباء الاثني عشر : سيروا اليوم فحدثوني حديثهم وما أمرهم ، ولا تخافوا إن الله { معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعزرتموهم } قال : أعنتموهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { وعزرتموهم } قال : نصرتموهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : التعزيز والتوقير . النصرة والطاعة .