Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 15-17)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : لما أخبر الأعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم أنه في كتابهم ، وقال : لكنا نخفيه ، فنزلت { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب } وهو شاب أبيض طويل من أهل فدك . وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا } قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم { يبين لكم كثيراً } يقول : يبين لكم محمد رسولنا كثيراً مما كنتم تكتمونه الناس ؛ ولا تبينونه لهم مما في كتابكم ، وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس : رجم الزانيين المحصنين . وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم ، فقال : أيكم أعلم ؟ فأشاروا إلى ابن صوريا ، فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى ، والذي رفع الطور بالمواثيق التي أخذت عليهم ، هل تجدون الرجم في كتابكم ؟ فقال : إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم ، فأنزل الله { يا أهل الكتاب } إلى قوله { صراط مستقيم } . وأخرج ابن الضريس والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب . قال تعالى { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب } قال : فكان الرجم مما أخفوا . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { ويعفو عن كثير } من ذنوب القوم جاء محمد باقالة منها وتجاوز إن اتبعوه . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } قال : سبيل الله الذي شرعه لعباده ، ودعاهم إليه ، وابتعث به رسله ، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عمل إلا به ، لا اليهودية ، ولا النصرانية ، ولا المجوسية . والله تعالى أعلم .