Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 67-67)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أن الناس مكذبي ، فوعدني لأبلغن أو ليعذبني ، فأنزل { يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك } " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : لما نزلت { بلغ ما أنزل إليك من ربك } قال : يا رب ، إنما أنا واحد كيف أصنع ليجتمع عليّ الناس ؟ ، فنزلت { وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب . وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } أن علياً مولى المؤمنين { وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } . وأخرج ابن أبي حاتم عن عنترة . أنه قال لعلي هل عندكم شيء لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ؟ فقال : ألم تعلم أن الله قال { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء . أما قوله تعالى : { والله يعصمك من الناس } . أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آية أنزلت من السماء أشد عليك ؟ فقال " كنت بمنى أيام موسم واجتمع مشركوا العرب وافناء الناس في الموسم ، فنزل عليّ جبريل فقال { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } قال : فقمت عند العقبة ، فناديت : يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربي ولكم الجنة ، أيها الناس قولوا لا إله إلا الله ، وأنا رسول الله إليكم ، وتنجحوا ولكم الجنة . قال : فما بقي رجل ولا امرأة ولا صبي إلا يرمون عليّ بالتراب والحجارة ، ويبصقون في وجهي ويقولون : كذاب صابئ ، فعرض عليّ عارض فقال : يا محمد ، إن كنت رسول الله فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ، وانصرني عليهم أن يجيبوني إلى طاعتك " ، فجاء العباس عمه فأنقذه منهم وطردهم عنه ، قال : الأعمش فبذلك تفتخر بنو العباس ، ويقولون : فيهم نزلت { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } [ القصص : 56 ] هوى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب ، وشاء الله عباس بن عبد المطلب . وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه عن عائشة قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت { والله يعصمك من الناس } فأخرج رأسه من القبة فقال : أيها الناس ، انصرفوا فقد عصمني الله " . وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه ، فلما نزلت { والله يعصمك من الناس } ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس . وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت { والله يعصمك من الناس } فذهب ليبعث معه فقال : يا عم ، إن الله قد عصمني حاجة لي إلى من تبعث " . وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس ، وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجلاً من بني هاشم يحرسونه ، فقال : يا عم ، إن الله قد عصمني لا حاجة لي إلى من تبعث " . وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي ذر قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل ، حتى نزلت آية العصمة { والله يعصمك من الناس } " . وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال " كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت { والله يعصمك من الناس } فترك الحرس " . وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال : " لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار ، نزل ذات الرقاع بأعلى نخل ، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث بن الحرث : لأقتلن محمداً فقال له أصحابه : كيف تقتله ؟ قال : أقول له أعطيني سيفك فإذا أعطانيه قتلته به . فأتاه فقال : يا محمد ، اعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه فرعدت يده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حال الله بينك وبين ما تريد ، فأنزل الله { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } الآية " . وأخرج ابن حبان وابن مردويه " عن أبي هريرة قال " كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها ، فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها ، فجاء رجل فأخذه فقال : يا محمد ، من يمنعك مني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يمنعني منك ، ضع عنك السيف فوضعه ، فنزلت { والله يعصمك من الناس } " . وأخرج أحمد عن جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي قال : " أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل : هذا أراد أن يقتلك . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : الم ترع ؟ … ولو أردت ذلك لم يسلطك الله عليّ " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنه سيكفيه الناس ويعصمه منهم ، وأمره بالبلاغ ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قيل له : لو احتجت فقال : " والله لا يدع الله عقبي للناس ما صاحبتهم " . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : " لما نزلت { يا أيها الرسول } إلى قوله { والله يعصمك من الناس } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحرسوني إن ربي قد عصمني " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن شقيق قال " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعقبه ناس من أصحابه ، فلما نزلت { والله يعصمك من الناس } فخرج فقال : يا أيها الناس الحقوا بملاحقكم فإن الله قد عصمني من الناس " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يحرس يحارسه أصحابه حتى أنزل الله { والله يعصمك من الناس } فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس " . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها ، فأتاه اعرابي فاخترط سيفه ، ثم قال : من يمنعك مني ؟ قال : الله ، فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف منه قال : وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه ، فأنزل الله { والله يعصمك من الناس } " . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشاً ، فأنزل الله { والله يعصمك من الناس } فاستلقى ، ثم قال : من شاء فليخذلني مرتين أو ثلاثاً " . وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن الربيع بن أنس قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه حتى نزلت هذه الآية { يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك … } الآية . فخرج إليهم فقال : لا تحرسوني فإن الله قد عصمني من الناس " .