Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 1-13)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بمكة . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : أنزل بمكة سورة الرحمن . وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : نزلت سورة الرحمن بمكة . وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بالمدينة . وأخرج أحمد وابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون { فبأي آلاء ربكما تكذبان } . وأخرج الترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها ، فسكتوا ، فقال : ما لي أراكم سكوتاً لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم ، كنت كلما أتيت على قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد " . وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأفراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه ، فسكتوا فقال : ما لي أسمع الجن أحسن جواباً لربها منكم ؟ ما أتيت على قول الله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } الا قالوا : " لا شيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد " " . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عليّ : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن " . وأخرج البيهقي وضعفه عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قارىء الحديد و { إذا وقعت الواقعة } والرحمن يدعى في ملكوت السموات والأرض ساكن الفردوس " . وأخرج أحمد عن ابن زيد رضي الله عنه قال : كان أول مفصل ابن مسعود الرحمن . وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً قال له : إني قد قرأت المفصل في ركعة ، فقال : أهذا كهذا الشعر ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر سورتين في ركعة ، الرحمن والنجم في ركعة ، واقتربت والحاقة في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، وإذا وقعت وإن في ركعة ، وعم والمرسلات في ركعة ، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة ، وسأل سائل والنازعات في ركعة ، وويل للمطففين وعبس في ركعة . وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات ، فلما أسنّ وثقل أوتر بسبع فصلى ركعتين وهو جالس فقرأ فيهما الرحمن والواقعة . وأخرج ابن حبان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية ، فجلس إليّ رهط ، فقلت لرجل : اقرأ عليّ ، فإذا هو يقرأ حروفاً لا أقرؤها ، فقلت : من أقرأك ؟ قال : اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقنا حتى وقفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغيير ووجد في نفسه حين ذكر الاختلاف ، فقال : إنما هلك من قبلكم بالاختلاف " . فأمر علياً فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم ، فإنما هلك من قبلكم بالاختلاف ، قال : فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفاً لا يقرؤه صاحبه . قوله تعالى : { الرحمن علم القرآن } الآيات . أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { خلق الإِنسان علمه البيان } قال : آدم { علمه البيان } قال : بين له سبيل الهدى وسبيل الضلالة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { الرحمن علم القرآن } قال : نعمة الله عظيمة { خلق الإِنسان } قال : آدم { علمه البيان } قال : علمه الله بيان الدنيا والآخرة ، بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ، ولله الحجة على عباده وفي قوله { الشمس والقمر بحسبان } إلى أجل بحساب . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { الشمس والقمر بحسبان } قال : بحساب ومنازل يرسلان . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه { الشمس والقمر بحسبان } قال : عليهما حساب وأجل كأجل الناس ، فإذا جاء أجلهما هلكا . وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه { الشمس والقمر بحسبان } قال : يجريان بحساب . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه { الشمس والقمر بحسبان } قال : بقدر يجريان . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { الشمس والقمر } قال : يدوران في مثل قطب الرحى . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي رزين والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { والنجم والشجر يسجدان } قال : النجم ما انبسط على الأرض والشجر ما كان على ساق . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مثله . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله { والنجم والشجر يسجدان } قال : النجم ما ذهب فرشاً على الأرض ليس له ساق ، والشجر ما كان له ساق { يسجدان } قال : ظلهما سجودهما . وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { والنجم والشجر يسجدان } ما النجم ؟ قال : ما أنجمت الأرض مما لا يقوم على ساق فإذا قام على ساق ، فهي شجرة . قال صفوان بن أسد التميمي : @ لقد أنجم القاع الكبير عضاته وتم به حيّا تميم ووائل @@ وقال زهير بن أبي سلمى : @ مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الجنوب كضاحي ما به حبك @@ وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { والنجم والشجر يسجدان } قال : النجم نجم السماء ، والشجر الشجرة يسجد بكرة وعشية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ووضع الميزان } قال : العدل . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ألا تطغوا في الميزان } قال : اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل عليك وَأَوْفِ كما تحب أن يُوفَى لك ، فإن العدل يصلح الناس . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رأى رجلاً يزن قد أرجح ، فقال : أقم اللسان كما قال الله { وأقيموا الوزن بالقسط } . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { وأقيموا الوزن بالقسط } قال : اللسان . وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { والأرض وضعها للأنام } قال : للناس . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { والأرض وضعها للأنام } قال : للخلق . وأخرج الطستي والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { وضعها للأنام } قال : الأنام الخلق ، وهم ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت لبيداً وهو يقول : @ فإن تسألينا ممّ نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسخر @@ وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وضعها للأنام } قال : كل شيء فيه روح . وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه { والأرض وضعها للأنام } قال : كل شيء يدب على الأرض . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله { والأرض وضعها للأنام } قال : للخلق الجن والإِنس . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والنخل ذات الأكمام } قال : أوعية الطلع . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { والحب ذو العصف } قال : ورق الحنطة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : الحب الحنطة والشعير ، والعصف القشر الذي يكون على الحب . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والحب ذو العصف } قال : التبن { والريحان } قال : خضرة الزرع . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : العصف ورق الزرع إذا يبس ، والريحان ما أنبتت الأرض من الريحان الذي يشم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال : العصف الزرع أول ما يخرج بقلاً ، والريحان حين يستوي على سوقه ولم يسنبل . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كل ريحان في القرآن فهو الرزق . وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح في قوله { والحب ذو العصف } قال : العصف أول ما ينبت . وأخرج ابن جرير عن مجاهد { والريحان } قال : الرزق . وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { والريحان } قال : الرزق والطعام . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { والريحان } قال : الرياحين التي يوجد ريحها . وأخرج ابن جرير عن الحسن { والريحان } قال : ريحانكم هذا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } قال : بأيّ نعمة الله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } يعني الجن والإِنس ، والله أعلم .