Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 7-11)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } قال : معمرين فيه بالرزق ، وفي قوله : { وقد أخذ ميثاقكم } قال : في ظهر آدم ، وفي قوله : { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } قال : من الضلالة إلى الهدى . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح } يقول : من أسلم { وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا } يعني أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر { وكلاً وعد الله الحسنى } قال : الجنة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح } الآية ، قال : كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر ، وكانت نفقتان احداهما أفضل من الأخرى ، قال : كانت النفقة والقتال قبل الفتح فتح مكة أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك { وكلاً وعد الله الحسنى } قال : الجنة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل } قال أبو الدحداح : والله لأنفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلي ولا يسبقني بها أحد بعدي ، فقال : اللهم كل شيء يملكه أبو الدحداح فإن نصفه لله حتى بلغ فرد نعله ثم قال : وهذا . وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتيكم قوم من ههنا ، وأشار بيده إلى اليمن ، تحقرون أعمالكم عند أعمالهم ، قالوا : فنحن خير أم هم ؟ قال : بل أنتم ، فلو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه فصلت هذه الآية بيننا وبين الناس { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا } " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية إذا كان بعسفان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم ، قلنا : من هم يا رسول الله أقريش ؟ قال : لا ، ولكنهم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة وألين قلوباً ، فقلنا : أهم خير منا يا رسول الله ؟ قال : لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إلا أن هذا فصل ما بيننا وبين الناس { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل } الآية " . وأخرج أحمد عن أنس قال : " كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام ، فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهباً ما بلغتم أعمالهم " " . وأخرج أحمد عن يوسف بن عبدالله بن سلام قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنحن خير أم من بعدنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أنفق أحدهم أحداً ذهباً ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه " . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه " . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره .