Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 109-111)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : أنزلت في قريش { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم } يا معشر المسلمين { أنها إذا جاءت لا يؤمنون } إلا إن يشاء الله فيجبرهم على الإِسلام . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال " كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فقالوا : يا محمد تخبرنا أن موسى كان معه عصاً يضرب بها الحجر ، وأن عيسى كان يُحيي الموتى ، وأن ثمود كان لهم ناقة ، فأتنا من الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي شيء تحبون أن آتيكم به ؟ قالوا : تجعل لنا الصفا ذهباً . قال : فإن فعلت تصدقوني ؟ قالوا : نعم . والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ، فجاءه جبريل فقال له : إن شئت أصبح ذهباً . فإن لم يصدقوا عند ذلك لنعذبنهم ، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم ؟ فقال : بل يتوب تائبهم . فأنزل الله { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } إلى قوله { يجهلون } " . وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية } في المستهزئين هم الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية ، فنزل فيهم { وأقسموا بالله } حتى { ولكن أكثرهم يجهلون } . وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : القسم يمين ، ثم قرأ { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : القسم يمين . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } قال : سألت قريش محمداً صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية فاستحلفهم ليؤمنن بها { قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم } قال : ما يدريكم ، ثم أوجب عليهم أنهم لا يؤمنون { ونقلب أفئدتهم } قال : نحول بينهم وبين الأيمان لو جاءتهم كل آية كما حلنا بينهم وبينه أول مرة { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } قال : يترددون . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن مجاهد في قوله { وما يشعركم } قال : وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت ، ثم استقبل يخبر فقال : أنها إذا جاءت لا يؤمنون . وأخرج أبو الشيخ عن النضر بن شميل قال : سأل رجل الخليل بن أحمد عن قوله { وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون } فقال : إنها لعلها ألا ترى أنك تقول : اذهب إنك تأتينا بكذا وكذا ، يقول : لعلك . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } قال : لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شيء ، وردت عن كل أمر . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { ونقلب أفئدتهم … } الآية . قال : جاءهم محمد بالبينات فلم يؤمنوا به ، فقلبنا أبصارهم وأفئدتهم ولو جاءتهم كل آية مثل ذلك لم يؤمنوا إلا أن يشاء الله . وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن أم الدرداء . أن أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا : من يعمل لمثل ساعتي هذه ، من يعمل لمثل مضجعي هذا ، ثم يقول { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون } ثم يغمى عليه ، ثم يفيق فيقولها حتى قبض . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً } قال : معاينة { ما كانوا ليؤمنوا } أي أهل الشقاء { إلا أن يشاء الله } أي أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإِيمان . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة { وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً } أي فعاينوا ذلك معاينة . وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد { وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً } قال : أفواجاً قبيلاً .