Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 71-71)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { قل أندعوا من دون الله } هذا مثل ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يدعون إلى الله ، كمثل رجل ضل عن الطريق تائهاً ضالاً إذ ناداه مناد فلان بن فلان هلم إلى الطريق ، وله أصحاب يدعونه يا فلان بن فلان هلم إلى الطريق ، فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في هلكة ، وإن أجاب من يدعو إلى الهدى اهتدى إلى الطريق ، وهذه الداعية التي تدعو في البرية الغيلان . يقول : مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت فيستقبل الهلكة والندامة . وقوله { كالذي استهوته الشياطين في الأرض } يقول : أضلته وهم الغيلان ، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها ويرى أنه في شيء ، فيصبح وقد ألقته في هلكه وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشاً ، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { قل أندعوا من دون الله … } الآية . قال : قال المشركون للمؤمنين : اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد . فقال الله { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } فهذه الآلهة { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله } فيكون مثلنا { كمثل الذي استهوته الشياطين في الأرض } يقول : مثلكم إن كفرتم بعد الإِيمان كمثل رجل كان مع قوم على الطريق فضل الطريق فحيرته الشياطين واستهوته في الأرض ، وأصحابه على الطريق فجعلوا يدعونه إليهم يقولون ائتنا فإنا على الطريق فأبى أن يأتيهم ، فذلك مثل من تبعكم بعد المعرفة لمحمد ، ومحمد الذي يدعو إلى الطريق والطريق هو الإِسلام . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } قال : الأوثان . وفي قوله { كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران } قالِ : رجل حيران يدعو أصحابه إلى الطريق ، فذلك مثل من يضل بعد إذ هدى . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { كالذي استهوته الشياطين … } الآية . قال : هو الرجل الذي لا يستجيب لهدي الله ، وهو رجل أطاع الشيطان وعمل في الأرض بالمعصية وجار عن الحق وضل عنه ، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى يزعمون أن الذي يأمرونه به هدى الله ، ويقول الله ذلك لأوليائهم من الإِنس بقول { إن الهدى هدى الله } والضلالة ما يدعوا إليه الجن . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : خصومة علمها الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يخاصمون بها أهل الضلالة . وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي إسحق قال : في قراءة عبد الله { كالذي استهواه الشيطان } . وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن أبي إسحق قال : في قراءة عبد الله { يدعونه إلى الهدى بينا } . وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : في قراءة ابن مسعود { يدعونه إلى الهدى بينا } قال : الهدى الطريق ، أنه بين ، والله أعلم .