Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 91-91)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال : هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم ، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير فقد قدر الله حق قدره ، ومن لم يؤمن بذلك فلم يؤمن بالله حق قدره { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } يعني من بني إسرائيل ، قالت اليهود يا محمد أنزل الله عليك كتاباً ؟ قال : نعم . قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتاباً فأنزل الله قل يا محمد { من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس } إلى قوله { ولا آباؤكم قل الله } أنزله . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال : وما علموا كيف هو حيث كذبوه . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال : ما عظموه حق عظمته . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال : قالها مشركو قريش . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال : قال فنحاص اليهودي : ما أنزل الله على محمد من شيء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال : نزلت في مالك بن الصيف . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي " أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين ؟ وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء . فقال له أصحابه : ويحك … ! ولا على موسى ؟ قال : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره … } الآية " . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : جاء ناس من يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب فقالوا : يا أبا القاسم ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحاً ؟ فأنزل الله تعالى { يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء } [ النساء : 153 ] الآية . فجثا رجل من اليهود فقال : ما أنزل الله عليك . ولا على موسى ، ولا على عيسى ، ولا على أحد شيئاً ، فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره . … } الآية . وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال : أمر الله محمداً أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم ، فحملهم حسدهم أن يكفروا بكتاب الله ورسله فقالوا { ما أنزل الله على بشر من شيء } فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره … } الآية . ثم قال : يا محمد هلم لك إلى الخبير ، ثم أنزل { الرحمن فاسأل به خبيراً } [ الفرقان : 59 ] { ولا ينبئك مثل خبير } [ فاطر : 14 ] . وأخرج البيهقي عن الشعب عن كعب قال : إن الله يبغض أهل البيت اللحمين والحبر السمين . وأخرج البيهقي عن جعدة الجشمي قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا ، فرأى رجلاً سميناً فجعل بطنه بشيء في يده ، ويقول " لو كان بعض هذا في غير هذا لكان خير الملك " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً } قال : هم اليهود { وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } قال : هذه للمسلمين . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً } في يهود فيما أظهروا من التوراة وأخفوا من محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد أنه قرأ { تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً } وعلمتم معشر العرب { ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } قال : هم اليهود ، آتاهم الله علماً فلم يقتدوا به ولم يأخذوا به ولم يعملوا به ، فذمهم الله في عملهم ذلك .