Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 1-9)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال ناس : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لفعلناه ، فأخبرهم الله ، فقال : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص } فكرهوا ذلك فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانوا يقولون : والله لو نعلم ما أحب الأعمال إلى الله فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } إلى قوله : { بنيان مرصوص } فدلهم على أحب الأعمال إليه . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قالوا : لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } إلى قوله : { بنيان مرصوص } . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله { يا أيها لذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } إلى قوله : { بنيان مرصوص } قال : نزلت في نفر من الأنصار منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لهم : لو نعلم أي عمل أحب إلى الله لعملناه حتى نموت ، فأنزل الله هذا فيهم ، فقال ابن رواحة : لا أبرح حبيساً في سبيل الله حتى أموت ، فقتل شهيداً . وأخرج مالك في تفسيره عن زيد بن أسلم قال : نزلت هذه الآية في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا به حتى نموت ، فأنزل الله هذه فيهم ، فقال ابن رواحة : لا أبرح حبيساً في سبيل الله حتى أموت شهيداً . وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال : قال المؤمنون : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم على أحب الأعمال إليه فقال : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً } فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم مدبرين ، فأنزل الله في ذلك { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال : قال المسلمون : لو أمرنا بشيء نفعله ، فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } قال : بلغني أنها نزلت في الجهاد ، كان الرجل يقول : قاتلت وفعلت ، ولم يكن فعل ، فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث السرية ، فإذا رجعوا كانوا يزيدون في الفعل ، ويقولون قاتلنا كذا وفعلنا كذا ، فأنزل الله الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال : إن القاص ينتظر المقت فقيل له أرأيت قول الله : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } أهو الرجل يقرظ نفسه فيقول : فعلت كذا وكذا من الخير ، أم هو الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وإن كان فيه تقصير ، فقال : كلاهما ممقوت . وأخرج عبد بن حميد عن أبي خالد الوالبي قال : جلسنا إلى خباب ، فسكت ، فقلنا : ألا تحدثنا فإنما جلسنا إليك لذلك ؟ فقال : أتأمروني أن أقول ما لا أفعل . قوله تعالى : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً } الآيات . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كأنهم بنيان مرصوص } قال : مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً } الآية ، قال : ألم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب أن يختلف بنيانه ، فكذلك الله لا يحب أن يختلف أمره وإن الله وصف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به . وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة يمسح مناكبنا وصدورنا ، ويقول : " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ، وصلوا المناكب بالمناكب والأقدام بالأقدام ، فإن الله يحب في الصلاة ما يحب في القتال { صفاً كأنهم بنيان مرصوص } " . وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يضحك الله إليهم : القوم إذا اصطفوا للصلاة ، والقوم إذا اصطفوا لقتال المشركين ، ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل " . قوله تعالى : { وإذ قال عيسى ابن مريم } الآية . أخرج ابن مردويه عن العرياض ابن سارية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني عبد الله في أم الكتاب وخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسوف أنبئكم بتأويل ذلك . أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام " . وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي قال : ما منعك أن تسجد لي ؟ قلت : لا نسجد إلا لله . قال : وما ذاك ؟ قلت : إن الله بعث فينا رسوله ، وهو الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم برسول يأتي من بعد اسمه أحمد ، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً . وأخرج مالك والبخاري ومسلم والدارمي والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لي خمسة أسماء : أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي " . وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن جبير بن مطعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة " . وأخرج ابن مردويه عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " " أعطيت ما لم يعط أحد من أنبياء الله " قلنا يا رسول الله ما هو ؟ قال : " نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل لي تراب الأرض طهوراً ، وجعلت أمتي خير الأمم " " . أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { فلما جاءهم بالبينات } قال : محمد وفي قوله : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } قال : بألسنتهم . وأخرج عبد بن حميد عن مسروق أنه كان يقرأ التي في المائدة وفي الصف وفي يونس " ساحر " . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { هذا سحر مبين } بغير ألف ، وقرأ { والله متم نوره } بتنوين متم وبنصب نوره .