Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 10-41)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد سنة أبي بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر ، ولكنها سنة هرقل ، فقال مروان : هذا الذي أنزلت فيه { والذي قال لوالديه أفٍّ لكما } قال : فسمعت ذلك عائشة ، فقالت : إنها لم تنزل في عبد الرحمن ، ولكن نزلت في أبيك { ولا تطع كل حلاف مهين همّاز مشاء بنميم } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { ولا تطع كل حلاف } الآية قال : يعني الأسود بن عبد يغوث . وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي { ولا تطع كل حلاف } الآية قال : هو رجل من ثقيف يقال له : الأخنس بن شريق . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله : { ولا تطع كل حلاف مهين } يقول : مكثار في الحلف { مهين } يقول : ضعيف . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { ولا تطع كل حلاف مهين } قال : ضعيف القلب { عتل } قال : شديد الأسر { زنيم } قال : ملحق في النسب زعم ابن عباس . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { ولا تطع كل حلاف مهين } قال : المهين المكثار في الشر { هماز } قال : يأكل لحوم الناس { مناع للخير } قال : فلا يعطي خيراً { معتد } قال : معتد في قوله : معتمد في عمله { أثيم } بربه { عتل } هو الفاجر اللئيم الضريبة ، وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم " . وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمامة في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الفاحش اللئيم . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن وأبي العالية مثله . وأخرج عبد بن حميد وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : { زنيم } قال : هو الدعيّ أما سمعت قول الشاعر : @ زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم أكارعه @@ وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال : هو ولد الزنا ، وتمثل بقول الشاعر : @ زنيم ليس يعرف من أبوه بغيّ الأم ذو حسب لئيم @@ وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده ، وكانت علامته . وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال : العتل الصحيح الأكول الشروب ، والزنيم الفاجر . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء ، والزنماء التي في حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة الزنماء من التي لا زنمة لها . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الملزق في القوم ليس منهم . وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : ستة لا يدخلون الجنة أبداً : العاق والمدمن والجعشل والجوّاظ والقتات والعتل الزنيم . فقلت يا ابن عباس : أما اثنتان فقد علمت ، فأخبرني بالأربع قال : أما الجعشل فالفظّ الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع ، وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس ، وأما العتل الزنيم فمن يمشي بين الناس بالنميمة . وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن شهر بن حوشب قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم ، فقال له رجل من المسلمين : ما الجوّاظ والجعظري والعتل الزنيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما الجوّاظ فالذي جمع ومنع ، تدعوه { لظى نزاعة للشوى } [ المعارج : 16 ] وأما الجعظري فالفظّ الغليظ ، قال الله : { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } [ آل عمران : 159 ] ، وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح شروب واجد للطعام والشراب ظلوم للناس " . وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال : هو الرجل تكون له الزنمة من الشر يعرف بها ، وهو رجل من ثقيف يقال له : الأخنس بن شريق . وأخرج ابن أبي شيبة وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال : الزنيم الدعيّ الفاحش اللئيم الملزق ، ثم أنشد قول الشاعر : @ زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض اللئيم الأكارع @@ وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { ولا تطع كل حلاف مهين } قال : نزلت في الأخنس بن شريق . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي مثله . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { ولا تطع كل حلاف مهين } قال : هو الأسود بن عبد يغوث . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم } فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك { زنيم } فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة . وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن حارثة بن وهب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا أخبركم بأهل الجنة ، كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار ، كل عتل جوّاظ جعظري متكبر " . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذرعن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا ، فكان للناس ظلوماً ، فذلك العتل الزنيم " . وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم ، قال : " هو الفاحش اللئيم " " . وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { بعد ذلك زنيم } قال : " العتل كل رحيب الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع للمال منوع له " . وأخرج الحاكم وصححه وابن مروديه عن عبدالله بن عمر وأنه تلا { منّاع للخير } إلى { زنيم } فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أهل النار كل جعظري جوّاظ مستكبر مناع ، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : العتل هو الدعيّ ، والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوىء الأخلاق والحاكم ، وصححه عن ابن عباس في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الزنيم هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء . وأخرج البخاري والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل زنمة الشاة يعرف بها . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : نعت فلم يعرف حتى قيل { زنيم } وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الزنيم الملحق النسب . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { زنيم } قال : ظلوم . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { زنيم } قال : ولد الزنا . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول الشاعر : @ زنيم تداعته الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع @@ وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال : الزنيم هو الهجين الكافر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { مهين } قال : الكذاب { هماز } يعني الاغتياب { عتل } قال : الشديد الفاتك { زنيم } الدعيّ وفي قوله : { سنسمه على الخرطوم } فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله : { سنسمه على الخرطوم } قال : سيما على أنفه لا تفارقه . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { سنسمه على الخرطوم } قال : سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { أن كان ذا مال وبنين } بهمزتين يستفهم . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات همازاً لمازاً ملقباً للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين " . قوله : تعالى : { إنا بلوناهم } الآيات . أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم ، وبيّن لكم أمرهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج أن أبا جهل قال يوم بدر : خذوهم أخذاً فاربطوهم في الجبال ، ولا تقتلوا منهم أحداً فنزل { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } يقول : في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : كانوا من أهل الكتاب . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة ، وكان يطعم منها السائلين ، فمات أبوهم فقال بنوه : إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين ، فأقسموا ليصرمنّها مصبحين وأن لا يطعموا مسكيناً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل ، وكان يمسك قوت سنته ، ويتصدق بالفضل ، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين { وغدوا على حرد قادرين } يقول : على جد من أمرهم . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هي أرض باليمن يقال لها ضر ، وإن بينها وبين صنعاء ستة أميال . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح في قوله : { ولا يستثنون } قال : كان استثناؤهم سبحان الله . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { فطاف عليها طائف من ربكْ } قال : هو أمر من الله . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { فطاف عليها طائف من ربك } قال : عذاب : عنق من النار خرجت من وادي جهنم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون } قال : أتاها أمر الله ليلاً { فأصبحت كالصريم } قال : كالليل المظلم . وأخرج عبد بن حميد عن قطر بن ميمون مثله . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم ، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيىء له ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم } قد حرموا خير جنتهم بذنبهم " . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كالصريم } قال : مثل الليل الأسود . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { كالصريم } قال : الذهب . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول الشاعر : @ غدوت عليه غدوة فوجدته قعوداً لديه بالصريم عواذله @@ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : أن { اغدوا على حرثكم } قال : كان عنباً . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { وهم يتخافتون } قال : الإِسرار والكلام الخفي . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { وهم يتخافتون } قال : يسرون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين { وغدوا على حرد قادرين } قال : غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { على حرد قادرين } يقول : ذو قدرة . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال : { وغدوا على حرد قادرين } قال : غدوا على أمر قد قدروا عليه ، وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله : { وغدوا على حرد } قال : غيظ . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { وغدوا على حرد } يعني المساكين يجد . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { قالوا إنا لضالون } قال : أضللنا مكان جنتنا . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { إنا لضالون } قال : أخطأنا الطريق ، ما هذه جنتنا ، وفي قوله : { بل نحن محرومون } قال : بل حورفنا فحرمناها ، وفي قوله : { قال أوسطهم } قال : أعدل القوم وأحسن القوم فزعاً وأحسنهم رجعة . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { بل نحن مرومون } قال : لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا { بل نحن محرومون } محارفون . وأخرج ابن المنذر عن معمر قال : قلنا لقتادة أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار ؟ قال : لقد كلفتني تعباً . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله : { قال أوسطهم } قال : أعدلهم . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : { قال أوسطهم } يعني أعدلهم ، وكل شيء في كتاب الله أوسط فهو أعدل . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { قال أوسطهم } قال : أعدلهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن السري في قوله : { ألم أقل لكم لولا تسبحون } قال : كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { لولا تسبحون } قال : لولا تستثنون عند قولهم ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون عند ذلك وكان التسبيح استثناءهم كما نقول نحن إن شاء الله . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { كذلك العذاب } قال : عقوبة الدنيا { ولعذاب الآخرة } قال : عقوبة الآخرة وفي قوله : { سلهم أيهم بذلك زعيم } قال : أيهم كفيل بهذا الأمر . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { تدرسون } قال : تقرؤون ، وفي قوله : { أيمان علينا بالغة } قال : عهد علينا .