Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 169-170)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية { فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى } قال : أقوام يقبلون على الدنيا فيأكلونها ويتبعون رخص القرآن ويقولون : سيغفر لنا ، ولا يعرض لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه ، ويقولون : سيغفر لنا . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فخلف من بعدهم خلف } قال : النصارى { يأخذون عرض هذا الأدنى } قال : ما أشرف لهم شيء من الدنيا حلالاً أو حراماً يشتهونه أخذوه ويتمنون المغفرة ، وإن يجدوا آخر مثله يأخذونه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فخلف من بعدهم خلف … } الآية . يقول : يأخذون ما أصابوا ويتركون ما شاؤوا من حلال أو حرام ، ويقولون سيغفر لنا . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { فخلف من بعدهم خلف } قال : خلف سوء { ورثوا الكتاب } بعد أنبيائهم ورسلهم أورثهم الله الكتاب وعهد إليهم { يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا } قال : آمانيٌّ تمنوها على الله وغرة يغترون بها { وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه } ولا يشغلهم شيء عن شيء ولا ينهاهم شيء عن ذلك ، كلما أشرف لهم شيء من الدنيا أخذوه ولا يبالون حلالاً كان أو حراماً . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب ، عن سعيد بن جبير في قوله { يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا } قال : كانوا يعملون بالذنوب ، ويقولون : سيغفر لنا . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء في قوله { يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا } قال : يأخذون ما عرض لهم من الدنيا ، ويقولون : نستغفر الله ونتوب إليه . وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضياً إلا ارتشى في الحكم ، فإذا قيل له يقول : سيغفر لي . وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجلد قال : يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن ، وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم ، لا يجدون لهم حلاوة ولا لذاذة ، إن قصروا عما أُمروا به قالوا : إن الله غفور رحيم ، وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا : سيغفر لنا إنا لا نشرك بالله شيئاً أمرهم كله طمع ليس فيه خوف ، لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب أفضلهم في نفسه المدهن . وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله ، والمؤمن أحسن عملاً وأشدَّ الناس خوفاً لو أنفق جبلاً من مال ما أمن دون أن يعاين ، لا يزداد صلاحاً وبرّاً وعبادة إلا ازداد فرقاً يقول : ألا أنجو … ؟ والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس عليَّ ، فيسيء العمل ويتمنى على الله . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق } فيما يوجهون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون إليها ولا يتوبون منها . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { ودرسوا ما فيه } قال : علموا ما في الكتاب لم يأتوه بجهالة . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { والذين يمسكون بالكتاب } قال : هي لأهل الأيمان منهم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { والذين يمسكون بالكتاب } قال : من اليهود والنصارى . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { والذين يمسكون بالكتاب } قال : الذي جاء به موسى عليه السلام .