Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-27)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم } قال : كان أناس من العرب يطوفون بالبيت عراة فلا يلبس أحدهم ثوباً طاف فيه { ورياشاً } قال : المال . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله { قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم } قال : نزلت في الحمس من قريش ، ومن كان يأخذ مأخذها من قبائل العرب الأنصار : الأوس ، والخزرج ، وخزاعة ، وثقيف ، وبني عامر بن صعصعة ، وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون اللحم ، ولا يأتون البيوت إلا من أدبارها ، ولا يضطربون وبراً ولا شعراً ، إنما يضطربون الادم ويلبسون صبيانهم الرهاط ، وكانوا يطوفون عراة إلا قريشاً ، فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها ، وقالوا : هذه ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا ، ثم قالوا لقريش : من يعيرنا مئزراً ؟ فإن لم يجدوا طافوا عراة ، فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا . وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله { لباساً يواري سوءاتكم } قال : الثياب { ورياشاً } قال : المال { ولباس التقوى } قال : خشية الله . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله { لباساً يواري سوءاتكم } قال : لباس العامة { وريشاً } قال : لباس الزينة { ولباس التقوى } قال : الإِسلام . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله { وريشاً } قال : المال واللباس والعيش والنعيم . وفي قوله { ولباس التقوى } قال : الإِيمان والعمل الصالح { ذلك خير } قال : الإِيمان والعمل خير من الريش واللباس . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ورياشاً } يقول : مالا . وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوباً جديداً قال " الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الرياش : الجمال . وأخرج الطستي عن ابن عباس . أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { وريشاً } قال : الرياش : المال قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ فرشني بخير طال ما قد ربيتني وخير الموالي من يريش ولا يبري @@ وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { لباساً يواري سوءاتكم وريشاً } قال : هو اللباس { ولباس التقوى } قال : هو الإِيمان ، وقد أنزل الله اللباس ، ثم قال : خير اللباس التقوى . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد . أنه قرأها { وريشاً ولباس التقوى } بالرفع . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { وريشاً } بغير ألف { ولباس التقوى } بالرفع . وأخرج ابن مردويه عن عثمان " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ { ورياشاً } ولم يقل : وريشاً . وأخرج ابن جرير عن زر بن حبيش . إنه قرأها " ورياشاً " . وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن معبد الجهني في قوله { ولباس التقوى } قال : هو الحياء ، ألم تر أن الله قال { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى } فاللباس الذي يواري سوءاتكم : هو لبوسكم ، والرياش المعاش ، ولباس التقوى : الحياء . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { ولباس التقوى } قال : يتقي الله فيواري عورته ، ذلك لباس التقوى . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { ولباس التقوى } قال : ما يلبس المتقون يوم القيامة { ذلك خير } من لباس أهل الدنيا . وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله { ولباس التقوى ذلك خير } قال : ما يلبس المتقون يوم القيامة خير مما يلبس أهل الدنيا . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { ولباس التقوى } قال : السمت الحسن في الوجه . وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد عمل خيراً أو شراً إلا كسى رداه عمله حتى يعرفوه ، وتصديق ذلك في كتاب الله { ولباس التقوى ذلك خير … } الآية " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال : رأيت عثمان على المنبر قال : يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " والذي نفس محمد بيده ما عمل أحد عملاً قط سراً إلا ألبسه الله رداه علانية إن خيراً فخير وإن شراً فشر " ثم تلا هذه الآية { ورياشاً } ولم يقل وريشاً { ولباس التقوى ذلك خير } قال : السمت الحسن . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { لباساً يواري سوءاتكم } قال : هي الثياب { ورياشاً } قال : المال { ولباس التقوى } قال : الإِيمان { ذلك خير } يقول : ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوءاتكم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { ينزع عنهما لباسهما } قال : التقوى . وفي قوله { إنه يراكم هو وقبيله } قال : الجن والشياطين . وأخرج عبد بن حميد عن ابن منبه { ينزع عنهما لباسهما } قال : النور . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { وقبيله } قال : نسله . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } قال : والله ان عدواً يراك من حيث لا تراه لشديد المؤنة إلا من عصم الله . وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : سأل أن يرى ولا يرى ، وأن يخرج من تحت الثرى ، وإنه متى شاب عاد فتى فأجيب . وأخرج ابن أبي شيبة عن مطرف . أنه كان يقول : لو أن رجلاً رأى صيداً والصيد لا يراه فختله ألم يوشك أن يأخذه ؟ قالوا : بلى . قال : فإن الشيطان يرانا ونحن لا نراه ، وهو يصيب منا . وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : أيّما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يَصُدَّنَّ عنه ، وليمضِ قدماً فإنهم منكم أشد فرقاً منكم منهم ، فإنه إن صد عنه ركبه وإن مضى هرب منه . قال مجاهد : فانا ابتليت به حتى رأيته ، فذكرت قول ابن عباس ، فمضيت قدماً فهرب . وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن نعيم بن عمر قال : الجن لا يرون الشياطين بمنزلة الإِنس .