Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 54-55)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج أبو الشيخ عن سميط قال : دلنا ربنا تبارك وتعالى على نفسه في هذه الآية { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض … } الآية . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه عن الحسن بن علي قال : أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم ، ومن كل شيطان مريد ، ومن كل سبع ضار ، ومن كل لص عاد : آية الكرسي ، وثلاث آيات من الأعراف { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض } وعشراً من أول الصافات ، وثلاث آيات من الرحمن { يا معشر الجن } [ الرحمن : 33 ] وخاتمة سورة الحشر . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة قال : نزلت هذه الآية { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } [ آل عمران : 7 ] لقي ركب عظيم لا يرون أنهم من العرب ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ قالوا : من الجنة ، خرجنا من المدينة أخرجتنا هذه الآية . وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن أبي مرزوق قال : من قرأ عند نومه { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض … } الآية . بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح ، وعوفي من السرق . وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال : مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعوذونه ، فقرأ رجل منهم { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض … } الآية كلها . وقد أصمت الرجل ، فتحرك ثم استوى جالساً ، ثم سجد يومه وليلته حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها قال له أهله : الحمد لله الذي عافاك . قال : بعث إلى نفسي ملك يتوفاها ، فلما قرأ صاحبكم الآية التي قرأ ، سجد الملك وسجدت بسجوده فهذا حين رفع رأسه ، ثم مال فقضى . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { خلق السماوات والأرض في ستة أيام } لكل يوم منها اسم : أبي جاد ، هواز ، حطى ، كلمون ، صعفص ، قرشات . وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن أرقم قال : إن الله عزَّ وجلَّ خلق السموات والأرض في ستة أيام ، قال : كل يوم مقداره ألف سنة . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال : بدء الخلق العرش والماء والهواء ، وخلقت الأرض من الماء ، وكان بدء الخلق يوم الأحد ويوم الإِثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجميع الخلق في يوم الجمعة ، وتهودت اليهود يوم السبت ، ويوم من الستة أيام كألف سنة مما تعدون . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إن الله بدأ خلق السموات والأرض وما بينهما يوم الأحد ، ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث ساعات ، فخلق في ساعة منها الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة ، وخلق في ساعة النتن الذي يقع على ابن آدم إذا مات لكي يقبر . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن حيان الأعرج قال : كتب يزيد بن أبي سلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق ؟ قال : العرش والماء والقلم ، والله أعلم أي ذلك بدأ قبل . وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ، وجعل كل يوم ألف سنة . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : " يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش فخلق التربة يوم السبت ، والجبال يوم الأحد ، والشجر يوم الاثنين ، وآدم يوم الثلاثاء ، والنور يوم الأربعاء ، والدواب يوم الخميس ، وآدم يوم الجمعة ، في اخر ساعة من النهار " . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { ثم استوى على العرش } قال : يوم السابع . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : إن الله حين خلق الخلق استوى على العرش فسبَّحه العرش . وأخرج ابن مردويه واللالكائي في السنة عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها في قوله { ثم استوى على العرش } قالت : الكيف غير معقول ، والاستواء غير مجهول ، والاقرار به ايمان ، والجحود به كفر . وأخرج اللالكائي عن ابن عيينة قال : سئل ربيعة عن قوله { استوى على العرش } كيف استوى ؟ قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق . وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم قال : سئل ربيعة … فذكره . وأخرج اللالكائي عن جعفر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال له : يا أبا عبد الله استوى على العرش كيف استوى ؟ قال : فما رأيت مالكاً وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرُّحَضاء يعني العرق وأطرق القوم قام : فسرى عن مالك فقال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والايمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن تكون ضالاً وأمر به فأخرج . وأخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال : كنا عند مالك بن أنس ، فدخل رجل فقال : يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } كيف استواؤه ؟ فاطرق مالك وأخذته الرحضاء ، ثم رفع رأسه فقال { الرحمن على العرش استوى } كما وصف نفسه ، ولا يقال له كيف ، وكيف عنه مرفوع ، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه . قال : فأخرج الرجل . وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت سفيان بن عيينه يقول : كلما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه . وأخرج البيهقي عن إسحق بن موسى قال : سمعت ابن عيينه يقول : ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته ، ليس إلا لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم . وأخرج عبد بن حميد عن أبي عيسى قال : لما استوى على العرش خر ملك ساجداً ، فهو ساجد إلى أن تقوم الساعة ، فإذا كان يوم القيامة رفع رأسه فقال : سبحانك ما عبدتك حق عبادتك إلا اني لم أشرك بك شيئاً ، ولم اتخذ من دونك ولياً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { يغشي الليل النهار } قال : يغشي الليل النهار فيذهب بضوئه ، ويطلبه سريعاً حتى يدركه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { حثيثاً } قال : سريعاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { يغشى الليل النهار } قال : يلبس الليل النهار . أما قوله { والشمس والقمر والنجوم } . أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الشمس والقمر والنجوم خلقن من نور العرش " . أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينه في قوله { ألا له الخلق والأمر } قال : الخلق : ما دون العرش ، والأمر : ما فوق ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان بن عيينه قال : الخلق : هو الخلق ، والأمر ، هو الكلام . وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط ما عمل : ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئاً فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية } قال : السر . { إنه لا يحب المعتدين } في الدعاء ولا في غيره . وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال : التضرع : علانية ، والخفية : سر . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { ادعوا ربكم تضرعاً } يعني مستكيناً { وخفية } يعني في خفض وسكون في حاجاتكم من أمر الدنيا والآخرة { إنه لا يحب المعتدين } يقول : لا تدعوا على المؤمن والمؤمنه بالشر : اللهمَّ اخزه والعنه ونحو ذلك ، فإن ذلك عدوان . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله { إنه لا يحب المعتدين } قال : لا تسألوا منازل الأنبياء . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم : كان يرى أن الجهر بالدعاء الاعتداء . وأخرج عبد بن حميد وأبو والشيخ عن قتادة { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض } إلى قوله { تبارك الله رب العالمين } قال : لما أنبأكم الله بقدرته وعظمته وجلاله ، بيَّن لكم كيف تدعونه على تفئه ذلك فقال { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين } قال : تعلموا إن في بعض الدعاء اعتداء فاجتنبوا العدوان والاعتداء إن استطعتم ولا قوة إلا بالله . قال : وذكر لنا أن مجالد بن مسعود أخا بني سليم سمع قوماً يعجون في دعائهم ، فمشى إليهم فقال : أيها القوم لقد أصبتم فضلاً على من كان قبلكم أو لقد هلكتم ، فجعلوا يتسللون رجلاً رجلاً حتى تركوا بقعتهم التي كانوا فيها قال : وذكر لنا أن ابن عمر أتى على قوم يرفعون أيديهم فقال : ما يتناول هؤلاء القوم ؟ فوالله لو كانوا على أطول جبل في الأرض ما ازدادوا من الله قرباً . قال قتادة : وإن الله إنما يتقرب إليه بطاعته ، فما كان من دعائكم الله فليكن في سكينة ، ووقار ، وحسن سمت ، وزي وهدي ، وحسن دعة . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن مغفل . أنه سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها . فقال : أي بني سل الله الجنة وتعوّذ به من النار ، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور " . وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقَّاص . أنه سمع ابناً له يدعو ويقول : اللهمَّ إني أسألك الجنة ونعيمها واستبرقها ونحو هذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها ، فقال : لقد سألت الله خيراً وتعوّذت به من شر كثير ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء " وقرأ هذه الآية { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين } وأن بحسبك أن تقول : اللهم إني أسلك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل . وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في الآية قال : إياك أن تسأل ربك أمراً قد نهيت عنه أو ما ينبغي لك . وأخرج ابن المبارك وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن قال : لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم ، وذلك أن الله يقول { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية } وذلك أن الله ذكر عبداً صالحاً فرضي له قوله ، فقال { إذ نادى ربه نداء خفياً } [ مريم : 2 ] . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال : إن من الدعاء اعتداء ، يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء ، ويؤمر بالتضرع والاستكانة .