Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 59-59)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول نبي أرسل نوح " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال : إنما سمي نوح عليه السلام نوحاً لطول ما ناح على نفسه . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : إنما سمي نوحاً لأنه كان ينوح على نفسه . وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن مقاتل وجويبر . أن آدم حين كبر ورقَّ عظمه قال : يا رب إلى متى أكد وأسعى ؟ قال : يا آدم حتى يولد لك ولد مختون . فولد له نوح بعد عشرة أبطن ، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاماً ، فكان نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس ، وهو اخنوخ بن يرد بن مهلايبل ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، وكان اسم نوح السكن ، وإنما سمي نوح السكن لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه فهو أبوهم ، وإنما سمي نوحاً لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسن عاماً يدعوهم إلى الله ، فإذا كفروا بكى وناح عليهم . وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : كان بين نوح وآدم عشرة آباء ، وكان بين إبراهيم ونوح عشرة آباء . وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على شريعة من الحق . وأخرج ابن عساكر عن نوف الشامي قال : خمسة من الأنبياء من العرب : محمد ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، عليهم الصلاة والسلام . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس . أن نوحاً بعث في الألف الثاني ، وأن آدم لم يمت حتى ولد له نوح في آخر الألف الأول ، وكان قد فشت فيهم المعاصي ، وكثرت الجبابرة ، وعتوا عتوّاً كبيراً ، وكان نوح يدعوهم ليلاً ونهاراً ، سراً وعلانية ، صبوراً حليماً ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح ، فكانوا يدخولن عليه فيخنقونه ويضرب في المجالس ويطرد ، وكان لا يدع على ما يصنع به أن يدعوهم ، ويقول : يا رب اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، فكان لا يزيدهم ذلك إلا فراراً منه ، حتى إنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ويجعل أصابعه في أذنيه لكيلا يسمع شيئاً من كلامه ، فذلك قوله الله { جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم } [ نوح : 7 ] ثم قاموا من المجلس فاسرعوا المشي ، وقالوا : امضوا فإنه كذاب . واشتد عليه البلاء ، وكان ينتظر القرن بعد القرن ، والجيل بعد الجيل ، فلا يأتي قرن إلا وهو أخبث من الأول وأعتى من الأول ، ويقول الرجل منهم : قد كان هذا مع آبائنا وأجدادنا ، فلم يزل هكذا مجنوناً ، وكان الرجل منهم إذا أوصى عند الوفاة يقول لأولاده : احذروا هذا المجنون فإنه قد حدثني آبائي : إن هلاك الناس على يدي هذا . فكانوا كذلك يتوارثون الوصية بينهم ، حتى إن كان الرجل ليحمل ولده على عاتقه ، ثم يقف به وعليه فيقول : يا بني ان عشت ومت أنا فاحذروا هذا الشيخ ، فلما طال ذلك به وبهم { قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } [ هود : 32 ] . وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة . أن نوحاً بعث من الجزيرة ، وهوداً من أرض الشحر أرض مهرة ، وصالحاً من الحجر ، ولوطاً من سدوم ، وشعيباً من مدين ، ومات إبراهيم وآدم وإسحق ويوسف بأرض فلسطين ، وقتل يحيى بن زكريا بدمشق . وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : كانوا يضربون نوحاً حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير قال : إن كان نوح ليضربه قومه حتى يغمى عليه ، ثم يفيق فيقول : اهد قومي فإنهم لا يعلمون ، وقال شقيق : قال عبد الله : لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم " وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يحكي نبياً من الأنبياء وهو يقول : اللهمَّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون " . وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبيد بن عمير الليثي . نحوه . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : كان قوم نوح يخنقونه حتى تترقى عيناه ، فإذا تركوه قال : اللهمَّ اغفر لقومي فإنهم جهلة . وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن ماجة عن ابن مسعود قال " كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء قد ضربه قومه وهو يمسح الدم عن جبينه ويقول : اللهمَّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي مهاجر الرقي قال : لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً في بيت من شعر ، فيقال له : يا نبي الله ابن بيتا . فيقول : أموت اليوم أموت غداً . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهيب بن الورد قال : بنى نوح بيتاً من قصب فقيل له : لو بنيت غير هذا ؟ فقال : هذا كثير لمن يموت . وأخرج ابن أبي الدنيا والعقيلي وابن عساكر والديلمي عن عائشة مرفوعاً " نوح كبير الأنبياء ، لم يخرج من خلاء قط إلا قال : الحمد لله الذي أذاقني طعمه وأبقى في منفعته ، وأخرج مني أذاه . وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن مسعود قال : بعث الله نوحاً فما أهلك أمته إلا الزنادقة ، ثم نبي فنبي والله لا يهلك هذه الأمة إلا الزنادقة " . وأخرج أبو الشيخ عن سعد بن حسن قال : كان قوم نوح عليه السلام يزرعون في الشهر مرتين ، وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : ما عذب قوم نوح ، حتى ما كان في الأرض سهل ولا جبل إلا له عامر يعمره وحائز يحوزه . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم . أن أهل السهل كان قد ضاق بهم وأهل الجبل ، حتى ما يقدر أهل السهل أن يرتقوا إلى الجبل ولا أهل الجبل أن ينزلوا إلى أهل السهل في زمان نوح . قال : حسوا . وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن وهب بن منبه قال : كان نوح أجمل أهل زمانه ، وكان يلبس البرقع ، فاصابتهم مجاعة في السفينة ، فكان نوح إذا تجلى بوجهه لهم شبعوا . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن ابن عباس قال " لما حجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال : لقد مر بهذا الوادي هود وصالح ونوح على بكرات حمر خطمها الليف ، أُزُرُهُمْ العباء وأرديتهم النمار ، يلبون يحجون البيت العتيق " . وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى ، وصام داود نصف الدهر ، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر " . وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي والصفات عن عبد الله بن عمرو " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن نوحاً لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاصر عليك الوصية ، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين ، آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن ، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء ، وبها يرزق كل شيء وأنهاك عن الشرك الأكبر " . وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أعلمكم ما علم نوح ابنه ؟ قالو : بلى ، قال : آمرك أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، فإن السموات لو كانت في كفة لرجحت بها ، ولو كانت حلقة قصمتها ، وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق ، وبها يرزق الخلق " .