Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 65-71)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { وإلى عاد أخاهم هوداً } قال : ليس بأخيهم في الدين ولكنه أخوهم في النسب ، فلذلك جعله أخاه لأنه منهم . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن الشرفي بن قطامى قال : هود اسمه عابر بن شالخ بن ارفشخد بن سام بن نوح . وأخرج ابن منذر عن ابن جريج قال : يزعمون أن هوداً من بني عبد الضخم من حضرموت . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس قال : كان هوداً أول من تكلم بالعربيه ، وولد لهود أربعة : قحطان ، ومقحط ، وقاحط ، وفالغ ، فهو أبو مظر ، وقحطان أبو اليمن ، والباقون ليس لهم نسل . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق إبن اسحق عن رجال سماهم ومن طريق الكلبي قالوا جميعاً : إن عاداً كانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، اتخذوا أصناماً على مثال ودَّ ، وسواع ، ويغوث ، ونسر ، فاتخذوا صنماً يقال له : صمود ، وصنماً له : الهتار ، فبعث الله إليهم هوداً ، وكان هود من قبيلة يقال لها الخلود ، وكان أوسطهم نسباً وأصبحهم وجهاً ، وكان في مثل أجسادهم أبيض بعد أبادي ، العنفقة ، طويل اللحية ، فدعاهم إلى الله ، وأمرهم أن يوحدوه وأن يكفوا عن ظلم الناس ، ولم يأمرهم بغير ذلك ، ولم يدعهم إلى شريعة ولا إلى صلاة ، فأبوا ذلك وكذبوه ، وقالوا : من أشد قوّة ؟ فذلك قوله تعالى { وإلى عاد أخاهم هوداً } كان من قومهم ولم يكن أخاهم في الدين { قال يا قوم اعبدوا الله } يعني وحدوا الله { ولا تشركوا به شيئاً ما لكم } يقول : لكم { من إله غيره أفلا تتقون } يعني فكيف لا تتقون { واذكروا إذ جعلكم خلفاء } يعني سكاناً { في الأرض من بعد قوم نوح } فكيف لا تعتبرون فتؤمنوا وقد علمتم ما نزل بقوم نوح من النقمة حين صعوه ؟ ! { واذكروا آلاء الله } يعني هذه النعم { لعلكم تفلحون } أي كي تفلحوا ، وكانت منازلهم بالأحقاف ، والأحقاف : الرمل . فيما بين عمان حضرموت باليمن ، وكانوا مع ذلك قد أفسدوا في الأرض كلها ، وقهروا أهلها بفضل قوّتهم التي آتاهم الله . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم قال : كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي . إن عاداً كانوا باليمن بالأحقاف ، والأحقاف : هي الرمال . وفي قوله { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } قال : ذهب بقوم نوح { واستخلفكم بعدهم وزادكم في الخلق بسطة } قال : الطول . وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : كان الرجل من عاد ستين ذراعاً بذراعهم ، وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة ، وكان عين الرجل ليفرخ فيها السباع ، وكذلك مناخرهم . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وزادكم في الخلق بسطة } قال : ذكر لنا أنهم كانوا أثني عشر ذراعاً طوالاً . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال : كان الرجل في خلقه ثمانون باعاً ، وكانت البرة فيهم ككلية البقر ، والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { وزادكم في الخلق بسطة } قال : شدة . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن ينقلوه ، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها . وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ثور بن زيد الديلمي قال : قرأت كتاباً : انا شداد بن عاد ، انا الذي رفعت العماد ، وانا الذي سددت بدراً عن بطن واد ، وانا الذي كنزت كنزاً في البحر على تسع أذرع لا يخرجه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن بكار عن ثور بن زيد قال : جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط فعجبت . قالوا : تعجب من هذا ؟ قلت : والله ما رأيت أطول من ذا قط … ! قالوا فوالله لقد وجدنا ساقاً أو ذراعاً فذرعناها بذراع هذا ، فوجدناها ست عشرة ذراعاً . وأخرج الزبير بن بكار عن زيد بن أسلم قال : كان في الزمن الأول تمضي أربعمائة سنة ولم يسمع فيها بجنازة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { آلاء الله } قال : نعم الله . وفي قوله { رجس } قال : سخط . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { قد وقع عليكم من ربكم رجس } قال : جاءهم منه عذاب ، والرجس : كله عذاب في القرآن . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله رجس وغضب ؟ قال : الرجس : اللعنه ، والغضب : العذاب . قال : وهل تعرف ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :