Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 19-44)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الهلوع فقال : هو كما قال الله : { إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً } فهو الهلوع . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : { إن الإِنسان خلق هلوعاً } قال : ضجوراً جزوعاً نزلت في أبي جهل بن هشام ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول : @ لا مانعاً لليتيم بخلقه ولا مكباً بخلقه هلعاً @@ وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه سئل عن قوله : { إن الإِنسان خلق هلوعاً } قال : اقرأ ما بعدها ، فقرأ { إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً } قال : هكذا خلق . وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : { هلوعاً } قال : شحيحاً جزوعاً . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه { هلوعاً } قال : الضجر . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه { هلوعاً } قال : جزوعاً . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { هلوعاً } قال : الشره . وأخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن { هلوعاً } قال : الحريص . وأخرج ابن المنذر عن الضحاك { هلوعاً } قال : الذي لا يشبع من جمع المال . وأخرج الديلمي عن عليّ مرفوعاً يكتب أنين المريض ، فإن كان صابراً كان أنينه حسنات ، وإن كان جزوعاً كتب هلوعاً لا أجر له . أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون } قال : ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال : يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما أغرقوا ، أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم ، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة . قال قتادة : فعليكم بالصلاة فإنها خلق من خلق المؤمنين حسن . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله : { الذين هم على صلاتهم دائمون } قال : الصلاة المكتوبة . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه { الذين هم على صلاتهم دائمون } قال : على مواقيتها . وأخرج عبد بن حميد عن مسروق رضي الله عنه مثله . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمران بن حصين رضي الله عنه { الذين هم على صلاتهم دائمون } قال : الذي لا يلتفت في صلاته . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله : { الذين هم على صلاتهم دائمون } قال : هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا . وأخرج ابن المنذر عن أبي الخير أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم : من الذين هم على صلاتهم دائمون ؟ قال قلنا الذين لا يزالون يصلون ، فقال : لا ، ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال . وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة رضي الله عنه قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا " قالت : وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قل ، وكان إذا صلى صلاة دام عليها . قال أبو سلمة رضي الله عنه : قال الله : { والذين هم على صلاتهم دائمون } . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله : { والذين في أموالهم حق معلوم } قال : كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها . أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } قال : ينظرون { عن اليمين وعن الشمال عزين } قال : الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } قال : عامدين { عن اليمين وعن الشمال عزين } قال : فرقاً حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } قال : منطلقين { عن اليمين وعن الشمال عزين } قال : متفرقين يأخذون يميناً وشمالاً يقولون : ما يقول هذا الرجل ؟ وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : { عن اليمين وعن الشمال عزين } قال : الحلق الرفاق . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول : @ فجاؤوا مهرعين إليه حتى يكونوا حول منبره عزين @@ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { عن اليمين وعن الشمال } قال : عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله { عزين } قال : مجالس محتبين نفر قليل قليل . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله : { عزين } قال : الحلق المجالس . وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال : ما لي أراكم { عزين } حلقاً حلق الجاهلية ، قعد رجل خلف أخيه " . وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال : " دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق متفرقون فقال : " ما لي أراكم { عزين } " " . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حلقاً حلقاً فقال : " ما لي أراكم { عزين } " " . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة } برفع الياء . وأخرج عبد بن حميد عن أبي معمر أنه قرأ { أن يدخل } بنصب الياء ورفع الخاء . وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : { أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم } قال : كلا لست فاعلاً ، ثم ذكر خلقهم فقال : { إنا خلقناهم مما يعلمون } يعني النطفة التي خلق منها البشر . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { كلا إنا خلقناهم مما يعلمون } قال : إنما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن بشير قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } إلى قوله : { كلا إنا خلقناهم مما يعلمون } ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ، ووضع عليها إصبعه ، وقال : " يقول الله ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا ، حتى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت ، حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق ، وأنى أوان الصدقة ؟ " . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب } قال : للشمس كل يوم مطلع . تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس ، وغير مغربها بالأمس . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله : { برب المشارق والمغارب } قال : المنازل التي تجري فيها الشمس والقمر . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { كأنهم إلى نصب يوفضون } قال : إلى علم يسعون . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { إلى نصب } قال : غاية { يوفضون } قال : يستبقون . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية مثله . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { كأنهم إلى نصب يوفضون } قال : يبتدرون نصيبهم . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { يوم يخرجون من الأجداث } قال : القبور { كأنهم إلى نصب يوفضون } قال : إلى علم يسعون { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } قال : ذلك يوم القيامة . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ { إلى نصب يوفضون } على معنى الواحد . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { إلى نصب } خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة . وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب عن الحسن أنه كان يقرأها " خاشعاً أبصارهم " قال : وكان أبو رجاء يقرأها { خاشعة أبصارهم } والله أعلم .