Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 17-20)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : تتقون ذلك اليوم إن كفرتم قال : " والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله " . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً } قال : بأي صلاة تتقون ؟ بأي صيام تتقون ؟ . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله : { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان . وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : إذا كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم ، فيقول : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : أي رب لا علم لي إلا ما علمتني ، فيقول الله : أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقاً مقرنين زرقاً كالحين ، فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد . وأخرج الطبراني وابن مردويه " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : ذلك يوم القيامة ، وذلك يوم يقول الله لآدم : قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار ، قال : من كم يا رب ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، وينجو واحد ، فاشتد ذلك على المسلمين ، فقال : حين أبصر ذلك في وجوههم : إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم " . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { السماء منفطر به } قال : مثقلة بيوم القيامة . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { السماء منفطر به } قال : مثقلة به . وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله : { السماء منفطر } قال : ممتلئة به بلسان الحبشة . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس { السماء منفطر به } قال : مثقلة موقرة . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس { منفطر به } قال : يعني تشقق السماء . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { منفطر به } قال : منصدع من خوف يوم القيامة قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر : @ طباهن حتى أعرض الليل دونها أفاطير وسمى رواء جذورها @@ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { السماء منفطر به } قال : مثقلة بالله . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { السماء منفطر به } قال : مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله ، وفي قوله : { إن ربك يعلم أنك تقوم } الآية ، قال : أدنى من ثلثي الليل ، وأدنى من نصفه ، وأدنى من ثلثه . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير { علم أن لن تحصوه } قال : لن تطيقوه . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { فاقرأوا ما تيسر منه } قال : أرخص عليهم في القيام { علم أن لن تحصوه } قال : أن لن تحصوا قيام الليل { فتاب عليكم } قال : ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال : { علم أن سيكون منكم مرضى } إلى آخر الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن قتادة قال : فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولاً ، ثم أنزل التخفيف في آخرها ، فقال : { علم أن سيكون منكم مرضى } إلى قوله : { فاقرأوا ما تيسر منه } فنسخ ما كان قبلها ، فقال : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً } قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حولاً كاملاً حتى تورمت أقدامهم ، فأنزل الله بعد الحول { إن ربك يعلم } إلى قوله : { ما تيسر منه } قال : الحسن : فالحمد لله الذي جعله تطوعاً بعد فريضة ، ولا بد من قيام الليل . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { يا أيها المزمل قم الليل } الآية ، قال : لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ، ثم نسخها آخر السورة { فاقرأوا ما تيسر منه } . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس " عن النبي صلى الله عليه وسلم ، { فاقرأوا ما تيسر منه } قال : مائة آية " . وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال : صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ، ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال : إن الله يقول : { فاقرأوا ما تيسر منه } . وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي سعيد قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال : ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إليّ من أن يأتيني وأنا بين شعبتي رحلي ألتمس من فضل الله ، ثم تلا هذه الآية { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } . وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من جالب يجلب طعاماً إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } .