Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-10)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا : سموا هذا الرجل اسماً تصدر الناس عنه ، فقالوا : كاهن ، قالوا : ليس بكاهن ، قالوا : مجنون . قالوا : ليس بمجنون . قالوا : يفرق بين الحبيب وحبيبه ، فتفرق المشركون على ذلك ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فتزمل في ثيابه وتدثر فيها ، فأتاه جبريل فقال : { يا أيها المزمل } { يا أيها المدثر } . وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في سننه عن سعد بن هشام قال : قلت لعائشة : أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : ألست تقرأ هذه السورة { يا أيها المزمل } قلت : بلى قالت : فإن الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً ، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة ، فصار قيام الليل تطوعاً من بعد فريضة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عائشة قالت : نزل القرآن { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً } حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل . وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال : سألت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت : ألست تقرأ { يا أيها المزمل } قلت : بلى . قالت : هو قيامه . وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له : { قم الليل إلا قليلاً } . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها ، وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : نزلت { يا أيها المزمل } قاموا حولاً حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت { فاقرءُوا ما تيسر منه } فاستراح الناس . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً } مكث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله ، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه ، فأنزل الله بعد عشر سنين { إن ربك يعلم أنك تقوم } إلى قوله : { فأقيموا الصلاة } فخفف الله عنهم بعد عشر سنين . وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل : { قم الليل إلا قليلاً نصفه } الآية التي فيها { علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر منه } وناشئة الليل أوله . كانت صلاتهم أول الليل يقول : هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل ، وذلك أن الإِنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله : { وأقوم قيلاً } يقول : هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله : { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } يقول : فراغاً طويلاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله : { يا أيها المزمل } قال : نزلت وهو في قطيفة . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : { يا أيها المزمل } قال : زملت هذا الأمر فقم به . وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن عكرمة في قوله : { يا أيها المزمل } قال : زملت هذا الأمر فقم به وفي قوله : { يا أيها المدثر } قال : دثرت هذا الأمر فقم به . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { يا أيها المزمل } قال : النبي صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن قتادة في قوله : { يا أيها المزمل } قال : هو الذي تزمل بثيابه . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله : { يا أيها المزمل } قال : النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً . وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " . وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعاً إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلاً وبينه تبييناً ، لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر والبيهقي في سننه عن إبراهيم قال : قرأ علقمة على عبدالله فقال : رتله فإنه يزين القرآن . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : ترسل فيه ترسيلاً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر عن قتادة في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بلغنا أن عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المد . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : اقرأه قراءة بينة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بعضه على أثر بعض . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : فسره تفسيراً . وأخرج العسكري في المواعظ عن علي : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إنكم لا تستطيعونها ، فقيل لها : أخبرينا بها ، فقرأت قراءة ترسلت فيها . وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن قراءة ؟ قال : الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله " . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال : ألم تسمعوا إلى قول الله : { ورتل القرآن ترتيلاً } هذا الترتيل . وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال : يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها . وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن مجاهد قال : القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول : يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ، ومنعته من كثير من شهواته ، ولكل عامل من عمله عماله ، فيقال له : أبسط يدك فيملأ من رضوان ، فلا يسخط عليه بعده ، ثم يقال له : اقرأ وأرقه ، فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة . وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك بن قيس قال : يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له : اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن . وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن بريدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب ، فيقول له : هل تعرفني ؟ فيقول : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة . قال : فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويكسي والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن . ثم يقال له : اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها ، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً " . أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن نصر عن قتادة في قوله : { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } قال : يثقل من الله فرائضه وحدوده . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن نصر عن الحسن في قوله : { قولاً ثقيلاً } قال : العمل به . وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الحسن في قوله : { قولاً ثقيلاً } قال : ثقيل في الميزان يوم القيامة . وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر والحاكم وصححه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحى إليه ، وهو على ناقته ، وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحوّل حتى يسري عنه ، وتلت { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } . وأخرج أحمد " عن عبدالله بن عمرو قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ فقال : " أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إليّ إلا ظننت أن نفسي تقبض " . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه لم يستطع أحد منا أن يرفع إليه طرفه حتى ينقضي الوحي . أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله : { إن ناشئة الليل } قال : قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا : نشأ . وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عباس وابن الزبير عن ناشئة الليل قالا : قيام الليل . وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : ناشئة الليل أوّله . وأخرج ابن المنذر وابن الضريس عن ابن عباس قال : الليل كله ناشئة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : { إن ناشئة الليل } قال : هي بالحبشية قيام الليل . وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك { إن ناشئة الليل } قال : قيام الليل بلسان الحبشة . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبي ميسرة قال : هو بلسان الحبشة نشأ أي : قام . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبي مليكة قال : سئل ابن عباس عن قوله : { ناشئة الليل } قال : أي الليل قمت فقد أنشأت . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { إن ناشئة الليل } قال : كل شيء بعد العشاء الآخرة ناشئة . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في سننه عن الحسن قال : كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبي مجلز { إن ناشئة الليل } قال : ما كان بعد العشاء الآخرة إلى الصبح فهو ناشئة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن نصر عن مجاهد { إن ناشئة الليل } قال : أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن نصر والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك في قوله : { إن ناشئة الليل } قال : ما بين المغرب والعشاء . وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله . وأخرج ابن نصر والبيهقي عن عليّ بن حسين قال : { ناشئة الليل } قيام ما بين المغرب والعشاء . وأخرج ابن المنذر عن حسين بن عليّ أنه رؤي يصلي فيما بين المغرب والعشاء فقيل له : في ذلك فقال : إنها من الناشئة . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { ناشئة الليل } مهموزة الياء هي { أشد وطأ } بنصب الواو وجزم الطاء يعني المواطاة . وأخرج أبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية " إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلاً " فقال له رجل : انا نقرؤها { وأقوم قيلاً } فقال : إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن مجاهد { هي أشد وطأ } قال : أشد مواطاة لك في القول { وأقوم قيلاً } قال : افرغ لقلبك . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد { أشد وطأ } قال : أن توطىء سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضاً { وأقوم قيلاً } قال : أثبت للقراءة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر عن قتادة { أشد وطأ } قال : أثبت في الخير { وأقوم قيلاً } قال أجرأ على القراءة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { وأقوم قيلاً } قال : أدنى من أن يفقه القرآن ، وفي قوله : { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } قال : فراغاً ، وفي قوله : { تبتل إليه تبتيلاً } قال : أخلص لله إخلاصاً . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكني عن ابن عباس في قوله : { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } قال : السبح الفراغ للحاجة والنوم . وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن مجاهد في قوله : { سبحاً طويلاً } قال : فراغاً . وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك والربيع مثله . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { سبحاً طويلاً } قال : فراغاً طويلاً { وتبتل إليه تبتيلاً } قال : أخلص له الدعوة والعبادة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد { وتبتل إليه تبتيلاً } قال : أخلص له المسألة والدعاء إخلاصاً . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { وتبتل إليه تبتيلاً } قال : أخلص له إخلاصاً . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { رب المشرق والمغرب } بخفض رب . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { رب المشرق والمغرب } قال : وجه الليل ووجه النهار . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { واهجرهم هجراً جميلاً } قال : اصفح { وقل سلام } قال : هذا قبل السيف والله أعلم .