Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-10)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن الضريس وابن مردويه والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة المدثر بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله . وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف قال : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال : " يا أيها المدثر " قلت : يقولون { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقال أبو سلمة : سألت جابر بن عبدالله عن ذلك قلت له مثل ما قلت . قال جابر : لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " جاورت بحراء ، فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يميني فلم أرَ شيئاً ، ونظرت عن شمالي فلم أرَ شيئاً ، ونظرت خلفي فلم أرَ شيئاً ، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعباً ، فرجعت فقلت دثروني فدثروني ، فنزلت { يا أيها المدثر قم فأنذر } إلى قوله : { والرجز فاهجر } " . وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً فلما أكلوا قال : ما تقولون في هذا الرجل ؟ فقال بعضهم : ساحر ، وقال بعضهم : ليس بساحر ، وقال بعضهم : كاهن ، وقال بعضهم : ليس بكاهن ، وقال بعضهم : شاعر ، وقال بعضهم ليس بشاعر ، وقال بعضهم : سحر يؤثر ، فاجتمع رأيهم على أنه سحر يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج وقنع رأسه وتدثر ، فأنزل الله { يا أيها المدثر } إلى قوله : { ولربك فاصبر } . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما { يا أيها المدثر } قال : دثرت هذا الأمر فقم به . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه { يا أيها المدثر } قال : كان متدثراً في قطيف ، يعني شملة صغيرة الخمل { وثيابك فطهر } قال : من الإِثم { والرجز فاهجر } قال : الإِثم { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه { ولربك فاصبر } قال : إذا أعطيت عطية فأعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه { يا أيها المدثر } قال : المتدثر في ثيابه { قم فأنذر } قال : أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم { وثيابك فطهر } يقول : طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية ، كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا : إن فلاناً لدنس الثياب ، وإذا أوفى وأصلح قالوا : إن فلاناً لطاهر الثياب { والرجز فاهجر } قال : هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين ، فأمر الله نبيه محمداً أن يهجرهما ويجانبهما { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط شيئاً لمثابة الدنيا ولا لمجازاة الناس . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه { وربك فكبر } قال : عظم { وثيابك فطهر } قال : عنى نفسه { والرجز فاهجر } قال : الشيطان والأوثان . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه : قلنا يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة ، فأنزل الله { وربك فكبر } فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفتتح الصلاة بالتكبير . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { يا أيها المدثر } قال : النائم { وثيابك فطهر } قال : لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل { والرجز فاهجر } قال : الأصنام { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما { وثيابك فطهر } قال : من الإِثم قال : وهي في كلام العرب نقي الثياب . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وثيابك فطهر } قال : من الغدر ، ولا تكن غداراً . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء وابن مردويه عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن قوله : { وثيابك فطهر } قال : لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ، ثم قال : ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة : @ إني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع @@ وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كان الرجل في الجاهلية إذا كان غدراً قالوا : فلان دنس الثياب . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي رزين { وثيابك فطهر } قال : عملك أصلحه ، كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا : فلان طاهر الثياب . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وثيابك فطهر } قال : وعملك فأصلح . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { وثيابك فطهر } قال : لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه { والرجز فاهجر } قال : الأوثان { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب { ولربك فاصبر } قال : على ما أوذيت . وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه { وثيابك فطهر } قال : عنى نفسه . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { وثيابك فطهر } قال : ليس ثيابه الذي يلبس . وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وثيابك فطهر } قال : خلقك فحسن . وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله : { وثيابك فطهر } أنه ألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلا شاة . وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم { والرجز فاهجر } بالكسر . وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " { والرجز فاهجر } برفع الراء ، وقال : هي الأوثان " . وأخرج ابن المنذر عن حماد رضي الله عنه قال : قرأت في مصحف أبي " ولا تمنن أن تستكثر " . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه { ولا تمنن تستكثر } يقول : لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه ، وإنما نزل هذا في النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه ، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة والناس موسع عليهم . وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تعظم عملك في عينك أن تستكثر من الخير . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا تمنن تستكثر } قال : لا تقل قد دعوتهم فلم يقبل مني ، عد فادعهم { ولربك فاصبر } على ذلك . أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فإذا نقر في الناقور } قال : الصور { يوم عسير } قال : شديد . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { فإذا نقر في الناقور } قال : فإذا نفخ في الصور . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وأبي مالك وعامر مثله . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال : الناقور الصور شيء كهيئة البوق . وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت { فإذا نقر في الناقور } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر ؟ قالوا : كيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " . وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال : أمنا زرارة بن أوفى فقرأ المدثر ، فلما بلغ { فإذا نقر في الناقور } خر ميتاً فكنت فيمن حمله . وأخرج عبد حميد عن قتادة { فذلك يومئذ يوم عسير } قال : ثم بين على من مشقته وعسره فقال : { على الكافرين غير يسير } .