Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 32-34)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج البخاري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال أبو جهل بن هشام { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } فنزلت { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : ذكر لنا أنها أنزلت في أبي جهل بن هشام . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } قال : نزلت في النضر بن الحارث . وأخرج ابن جرير عن عطاء قال : نزلت في النضر { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } [ ص : 16 ] . { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } [ الأنعام : 94 ] و { سأل سائل بعذاب واقع } [ المعارج : 1 ] قال عطاء رضي الله عنه : لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله . وأخرج ابن مروديه عن بريدة رضي الله عنه قال : رأيت عمرو بن العاص واقفاً على فرس يوم أحد وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فاخسف بي وبفرسي . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون : لبيك لا شريك لك لبيك . فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : قد ، قد . ويقولون : لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ، ويقولون : غفرانك غفرانك . فأنزل الله تعالى { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم … } الآية . فقال ابن عباس رضي الله عنه : كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار { وما لهم ألا يعذبهم الله } قال : هو عذاب الآخرة وذلك عذاب الدنيا . وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا : قالت قريش بعضها لبعض : محمد صلى الله عليه وسلم أكرمه الله من بيننا { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء … } الآية . فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا : غفرانك اللهم . فأنزل الله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } إلى قوله { لا يعلمون } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزى رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، فأنزل الله { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فأنزل الله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فلما خرجوا أنزل الله { وما لهم ألا يعذبهم الله . … } الآية فأذن في فتح مكة ، فهو العذاب الذي وعدهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه في قوله { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } يعني المشركين حتى يخرجك منهم { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } قال : يعني المؤمنين ، ثم أعاد المشركين فقال { وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } يقول : لو استغفروا وأقروا بالذنوب لكانوا مؤمنين . وفي قوله { وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } يقول : وكيف لا أعذبهم وهم لا يستغفرون . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } قال : بين أظهرهم { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } يقول : وما كان الله معذبهم وهو لا يزال الرجل منهم يدخل في الإِسلام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } قال : وهم يدخلون في الإِسلام . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار رضي الله عنه قال : سئل سعيد بن جبير رضي الله عنه عن الاستغفار ؟ فقال : قال الله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } يقول : يعملون على الغفران ، وعلمت أن ناساً سيدخلون جهنم ممن يستغفرون بألسنتهم ممن يدعي الإِسلام وسائر الملل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة والحسن رضي الله عنهما في قوله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } قالا : نسختها الآية التي تليها { وما لهم ألا يعذبهم الله } فقوتلوا بمكة فأصابهم فيها الجوع والحصر . وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه . مثله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } يعني أهل مكة { وما كان الله معذبهم } وفيهم المؤمنون يستغفرون . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن قتادة رضي الله عنه قال : إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، أما داؤكم فذنوبكم ، وأما دواؤكم فالاستغفار . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال : إن العبد ليذنب الذنب الصغير فيحتقره ولا يندم عليه ولا يستغفر منه ، فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود ، ويذنب الذنب فيندم عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله عز وجل حتى يعفو له . وأخرج الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنزل الله علي أمانين لأمتي { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة " . وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقي الآخر . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم ، فأمان قبضه الله تعالى إليه ، وأمان بقي فيكم قوله { وما كان الله ليعذبهم … } الآية . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والحاكم وابن عساكر عن أبي موسى رضي الله عنه قال : إنه قد كان فيكم أمانان ، مضى أحدهما وبقي الآخر { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله ، وأما الاستغفار فهو كائن إلى يوم القيامة . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان في هذه الأمة أمانان : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار ، فذهب أمان - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبقي أمان ، يعني الاستغفار . وأخرج أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله " . وأخرج أحمد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان قال : وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . قال الرب : وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " . وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أكثر من الاستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " . وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار فافعلوا ، فإنه ليس شيء أنجح عند الله ولا أحب إليه منه " . وأخرج أحمد في الزهد عن مغيث بن أسماء رضي الله عنه قال : كان رجل ممن كان قبلكم يعمل بالمعاصي ، فبينما هو ذات يوم يسير إذ تفكر فيما سلف منه فقال : اللهم غفرانك . فادركه الموت على تلك الحال فغفر له . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : طوبى لمن وجد في صحيفته بنداً من الاستغفار . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : من قال : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه خمس مرات ، غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر . وأخرج أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله ، فقام فلم يكد يركع ، ثم ركع فلم يكد يسجد ، ثم سجد فلم يكد يرفع ، ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ، ثم نفخ في آخر سجوده ، ثم قال : رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك . ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وقد انمخضت الشمس " . وأخرج الديلمي عن عثمان ابن أبي العاص قال : قال رسول الله " في الأرض أمانان : أنا امان ، والاستغفار أمان ، وأنا مذهوب بي ويبقى أمان الاستغفار ، فعليكم بالاستغفار عند كل حدث وذنب " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } قال : ما كان الله ليعذب قوماً وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } يقول : وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإِيمان : وهو الاستغفار . وقال للكافر { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب } [ آل عمران : 179 ] فيميز الله أهل السعادة من أهل الشقاوة { وما لهم ألا يعذبهم الله } فعذبهم يوم بدر بالسيف . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } ثم استثنى أهل الشرك فقال { وما لهم ألا يعذبهم الله } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبو الشيخ عن الضحاك { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } قال : المشركين الذين بمكة { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } قال : المؤمنين بمكة { وما لهم ألا يعذبهم الله } قال : كفار مكة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { وما لهم ألا يعذبهم الله } قال : عذابهم فتح مكة . وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه { وما لهم ألا يعذبهم الله } وهم يجحدون آيات الله ويكذبون رسله ، وإن كان فيهم ما يدعون . وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله { وهم يصدون عن المسجد الحرام } أي من آمن بالله وعبده أنت ومن اتبعك . { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون } الذين يخرجون منه ويقيمون الصلاة عنده ، أي أنت ومن آمن بك . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن أولياؤه إلا المتقون } قال : من كانوا حيث كانوا . وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه . " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه : " اجمع لي قومك ، فجمعهم فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمر رضي الله عنه عليه فقال : قد جمعت لك قومي . فسمع ذلك الأنصار فقالوا : قد نزل في قريش الوحي . فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قالوا : نعم ، فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : حليفنا منا ، وابن أختنا منا ، ومولانا منا ، أنتم تسمعون أن أوليائي منكم إلا المتقون ، فإن كنتم أولئك فذلك ، وإلا فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال فيعرض عنكم " " . وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أوليائي يوم القيامة المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب ، فلا يأتيني الناس بالأعمال ، وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فأقول هكذا وهكذا إلا وأعرض في كل عطفيه " . وأخرج ابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلك ؟ فقال : كل تقي ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أولياؤه إلا المتقون } " . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن آل فلان ليسوا لي بأولياء ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين " . وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أولى الناس بي المتقون ، من كانوا وحيث كانوا " .