Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-13)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : أول ما نزل بالمدينة { ويل للمطففين } . وأخرج النسائي وابن ماجة وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان بسند صحيح عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً فأنزل الله { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل بعد ذلك . وأخرج ابن سعد والبزار والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن عرفطة على المدينة لما خرج إلى خيبر فقرأ { ويل للمطففين } فقلت : هلك فلان له صاع يعطي به وصاع يأخذ به . وأخرج الحاكم عن ابن عمر أنه قرأ { ويل للمطففين } فبكى وقال : هو الرجل يستأجر الرجل أو الكيال وهو يعلم أنه يخيف في كيله فوزره عليه . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوّهم ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين " . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سلمان قال : إنما الصلاة مكيال فمن أوفى أوفي له ، ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله في المطففين . وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه قال : تركك المكافأة تطفيف . قال الله : { ويل للمطففين } . قوله تعالى : { يوم يقوم الناس لرب العالمين } . أخرج مالك وهناد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { يوم يقوم الناس لرب العالمين } حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " . وأخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال : " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يوم يقوم الناس لرب العالمين } قال : " كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم " " . وأخرج عن ابن مسعود إذا حشر الناس قاموا أربعين عاماً . وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن أبي بزة قال : حدثني من سمع أن عمر قرأ { ويل للمطففين } حتى بلغ { يوم يقوم الناس لرب العالمين } بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس من الغروب حتى تغرب . وأخرج الطبراني عن ابن عمرو أنه قال : " يا رسول الله : كم قيام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة ؟ قال : " ألف سنة لا يؤذن لهم " " . وأخرج ابن المنذر عن كعب في الآية قال : يقومون ثلاثمائة عام لا يؤذن لهم بالقعود ، فأما المؤمن فيهون عليه كالصلاة المكتوبة . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال : يقومون مقدار ثلاثمائة سنة ، ويخفف الله ذلك اليوم ويقصره على المؤمن كمقدار نصف يوم أو كصلاة مكتوبة . وأخرج ابن مردويه عن حذيفة يقوم الناس على أقدامهم يوم القيامة ثلاثمائة سنة ، ويهون ذلك اليوم على المؤمن كقدر الصلاة المكتوبة . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري : " كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا لا يأتيهم خبر من السماء ، ولا يؤمر فيهم بأمر ؟ قال بشير : المستعان بالله يا رسول الله . قال : إذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من شر يوم القيامة ومن شر الحساب " . وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه : " أن رجلاً كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم : مقعد يقال له بشير ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فرآه شاحباً فقال : ما غير لونك يا بشير ؟ قال : اشتريت بعيراً فشرد عليّ فكنت في طلبه ، ولم أشترط فيه شرطاً . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن البعير الشرود يرد منه إنما غير لونك غير هذا . قال : لا . قال : فكيف بيوم يكون مقداره خمسين ألف سنة { يوم يقوم الناس لرب العالمين } " . أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس رضي الله عنهما سأل كعب الأحبار عن قوله : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال : إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها ، فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى السجين ، وهو خد إبليس ، فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاباً فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب ، فذلك قوله تعالى : { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } وقوله : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } قال : إن روح المؤمن إذا عرج بها إلى السماء فتنفتح لها أبواب السماء ، وتلقاه الملائكة بالبشرى حتى ينتهي بها إلى العرش ، وتعرج الملائكة فيخرج لها من تحت العرش رق فيرقم ويختم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة ، ويشهد الملائكة المقربون ، فذلك قوله : { وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم } . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في الآية قال : قد رقم الله على الفجار ما هم عاملون في سجين ، فهو أسفل ، والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ، ورقم على الأبرار ما هم عاملون في عليين ، وهم فوق فهم منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سجين أسفل الأرضين . وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الفلق جب في جهنم مغطى ، وأما سجين فمفتوح " . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال : عملهم في الأرض السابعة لا يصعد . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال : تحت الأرض السفلى فيها أرواح الكفار ، وأعمالهم أعمال السوء . وأخرج أبو الشيخ في العظمة والمحاملي في أماليه عن مجاهد رضي الله عنه قال : سجين صخرة تحت الأرض السابعة في جهنم تقلب فيجعل كتاب الفجار تحتها . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال : تحت الأرض السفلى . وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن قتادة { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال : هو أسفل الأرض السابعة { كتاب مرقوم } قال : مكتوب . قال قتادة : ذكر لنا أن عبد الله بن عمر كان يقول : الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم السوء . وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سجين الأرض السابعة السفلى " . وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو كان يقول : الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم السوء . وأخرج ابن المبارك عن ابن جريج قال : بلغني أن { سجين } الأرض السلفى ، وفي قوله : { مرقوم } قال : مكتوب . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { كتاب مرقوم } قال : رقم لهم بشر . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة { لفي سجين } قال : لفي خسار . وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملك يرفع العمل للعبد يرى أن في يديه منه سروراً حتى ينتهي إلى الميقات الذي وصفه الله له ، فيضع العمل فيه فيناديه الجبار من فوقه إرم بما معك في { سجين } وسجين الأرض السابعة . فيقول الملك : ما رفعت إليه إلا حقاً فيقول : صدقت إرم بما معك في سجين . وأخرج عبد بن حميد وابن ماجة والطبراني والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : لما حضرت كعباً الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت : إن لقيت ابني فاقرئه مني السلام فقال لها : غفر الله لك يا أم بشر نحن أسفل من ذلك ، فقالت : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة حيث شاءت ، وإن نسمة الكافر في سجين ؟ قال : بلى فهو ذلك " . وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال : التقى سلمان وعبد الله بن سلام فقال أحدهما لصاحبه : إن مت قبلي فالقني فأخبرني بما صنع ربك بك ، وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك . فقال عبد الله : كيف يكون هذا ؟ قال : نعم ، إن أرواح المؤمنين تكون في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت ، ونفس الكافر في سجين والله أعلم .