Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 14-30)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : { إن ربك لبالمرصاد } قال : يسمع ويرى . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن { إن ربك لبالمرصاد } قال : بمرصاد أعمال بني آدم . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود في قوله : { والفجر } قال : قسم ، وفي قوله : { إن ربك لبالمرصاد } من وراء الصراط جسور : جسر عليه الأمانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الرب عزّ وجلّ . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإِبانة عن الضحاك قال : إذا كان يوم القيامة يأمر الرب بكرسيه فيوضع على النار فيستوي عليه ثم يقول : أنا الملك الديان وعزتي وجلالي لا يتجاوز اليوم ذو مظلمة بظلامته ولو ضربة بيد فذلك قوله : { إن ربك لبالمرصاد } . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد في قوله : { إن ربك لبالمرصاد } قال : إن لجهنم ثلاث قناطر : قنطرة فيها الأمانة وقنطرة فيها الرحم ، وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى ، وهي المرصاد لا ينجو منها إلا ناجٍ ، فمن نجا من ذلك لم ينج من هذه . وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس قال : بلغني أن على جهنم ثلاث قناطر : قنطرة عليها الأمانة إذا مروا بها تقول يا رب هذا أمين ، هذا خائن . وقنطرة عليها الرحم إذا مروا بها تقول يا رب هذا واصل يا رب ، هذا قاطع . وقنطرة عليها الرب { إن ربك لبالمرصاد } . وأخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال : إن لجهنم سبع قناطر ، والصراط عليهن ، فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى فيقول : قفوهم إنهم مسؤلون ، فيحاسبون على الصلاة ، ويسألون عنها ، فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا ، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها وكيف خانوها ، فيهلك من هلك وينجو من نجا ، فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها ، فيهلك من هلك وينجو من نجا . والرحم يومئذ متدلية إلى الهوى في جهنم تقول : اللهم من وصلني فصله ، ومن قطعني فاقطعه . وهي التي يقول الله : { إن ربك لبالمرصاد } . وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رفعه : " إن في جهنم جسراً له سبع قناطر على أوسطه القضاء ، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له : ماذا عليك من الديون ؟ وتلا هذه الآية { ولا يكتمون الله حديثاً } [ النساء : 42 ] فيقول : رب علي كذا وكذا فيقال له : اقض دينك . فيقول : ما لي شيء . فيقال : خذوا من حسناته ، فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنة . فيقال : خذوا من سيئات من يطلبه فركبوا عليه " . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن مقاتل بن سليمان قال : أقسم الله { إن ربك لبالمرصاد } يعني الصراط ، وذلك أن جسر جهنم عليه سبع قناطر على كل قنطرة ملائكة قيام وجوههم مثل الجمر ، وأعينهم مثل البرق ، يسألون الناس في أول قنطرة عن الإِيمان ، وفي الثانية يسألونهم عن الصلوات الخمس ، وفي الثالثة يسألونهم عن الزكاة ، وفي الرابعة يسألونهم عن شهر رمضان ، وفي الخامسة يسألونهم على الحج ، وفي السادسة يسألونهم عن العمرة ، وفي السابعة يسألونهم عن المظالم فمن أتى بما سئل عنه كما أمر جاز على الصراط ، والا حبس ، فذلك قوله : { إن ربك لبالمرصاد } . أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : { فأما الإِنسان } الآية ، قال : كلا اكذبتهما جميعاً ما بالغنى أكرمك ، ولا بالفقر أهانك ثم أخبرهم بما يهين { بل لا يكرمون اليتيم } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : ظن كرامة الله في المال وهو أنه في قلته وكذب إنما يكرم بطاعته ، ويهين بمعصيته ، من أهان . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { حباً جمّاً } قال : كثيراً . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن خلف : @ أن تغفر اللهم تغفر جمّاً وأي عبد لك إلا ألمّا @@ وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد { فقدر عليه رزقه } قال : ضيقه عليه . وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون } بالياء . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن { ويأكلون التراث } قال : الميراث { أكلاً لماً } قال : نصيبه ونصيب صاحبه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { أكلاً لمّاً } قال : سفاً وفي قوله : { حبّاً جمّاً } قال : شديداً . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { أكلاً لمّاً } قال : أكلاً شديداً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة بن عبد الله المزني في قوله : { ويأكلون التراث أكلاً لمّاً } قال : اللم الاعتداء في الميراث يأكل ميراثه وميراث غيره . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { ويأكلون التراث } قال : الميراث { أكلاً لمّاً } قال : شديداً { ويحبون المال حبّاً جمّاً } قال : شديداً . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { أكلاً لمّاً } قال : اللم اللف ، وفي قوله : { حباً جمّاً } قال : الجم الكثير . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : { أكلاً لمّاً } قال : من طيب أو خبيث وفي قوله : { حباً جمّاً } قال : فاحشاً . وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله : { ويأكلون التراث } الآية ، قال : يأكل نصيبي ونصيبك . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { ويأكلون التراث } الآية ، قال : كانوا لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : الأكل اللمّ الذي يلم كل شيء يجده لا يسأل عنه يأكل الذي له والذي لصاحبه ، لا يدري أحلالاً أم حراماً . وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه أنه قال في قوله : { ويحبون المال حبّاً جمّاً } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا ومال وارثه أحب إليه من ماله . قالوا يا رسول الله : ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه . قال : ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت " . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ { كلا بل لا تكرمون اليتيم } بالتاء ورفع التاء { ولا تحاضون } ممدودة منصوبة التاء بالألف غير مهموزة { وتأكلون التراث } بالتاء { أكلاً لمّاً } مثقلة . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { كلا بل لا يكرمون اليتيم ، ولا يحضون على طعام المسكين ، ويأكلون التراث أكلاً لمّاً ويحبون المال حبّاً جمّاً } الأربعة بالياء . وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " كلا بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين " إلى قوله : " ويحبون المال " بالياء كلها . أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إذا دكت الأرض دكاً دكاً } قال : تحريكها . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : تحمل الأرض والجبال فيدك بعضها على بعض . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه { وجاء ربك والملك صفاً صفاً } قال : صفوف الملائكة . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : { والملك صفاً صفاً } قال : جاء أهل السموات كل سماء صفاً . وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال : " لما نزلت هذه الآية تغير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله ، فسأله عليّ ، فقال : جاء جبريل فأقرأني هذه الآية { كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم } فقيل : وكيف يجاء بها ؟ قال : يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع " . وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون ما تفسير هذه الآية { كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم } قال : إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام ، بيد سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أن الله حبسها لأحرقت السموات والأرض " . وأخرج ابن وهب في كتاب الأهوال عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناجاه ، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم منكس الطرف ، فسأله عليّ فقال : " أتاني جبريل فقال لي : { كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم } وجيء بها تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام ، يقوده سبعون ألف ملك ، فبينما هم كذلك إذ شردت عليهم شردة انقلتت من أيديهم ، فلولا أنهم أدركوها لأحرقت من في الجمع فأخذوها " . وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : { وجيء يومئذ بجهنم } قال : " جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها " . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { يتذكر الإِنسان } قال : يريد التوبة ، وفي قوله : { يا ليتني قدمت لحياتي } يقول : عملت في الدنيا لحياتي في الآخرة . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه { يومئذ يتذكر الإِنسان } إلى قوله : { لحياتي } قال : علم والله أنه صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { يا ليتني قدمت لحياتي } قال : الآخرة . وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني عن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لو أن عبداً جرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله إلى يوم القيامة لود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب . أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد } قال : لا يعذب بعذاب الله أحد ، ولا يوثق وثاق الله أحد . وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد } . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه وابن جرير والبغوي والحاكم وصححه وأبو نعيم عن أبي قلابة عمن أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه ، وفي لفظ ، أقرأ إياه { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد } منصوبة الذال والثاء . أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : المؤمنة { ارجعي إلى ربك } يقول : إلى جسدك . قال : نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس فقال : يا رسول الله : ما أحسن هذا ؟ فقال : أما إنه سيقال لك هذا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال : " قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية } فقال أبو بكر : إن هذا لحسن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إن الملك سيقولها : لك عند الموت " " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ثابت بن عجلان عن سليم بن أبي عامر رضي الله عنه قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : " قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية } فقلت : ما أحسن هذا يا رسول الله ، فقال : " يا أبا بكر أما إن الملك سيقولها : لك عند الموت " " . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من يشتري بئر رومة نستعذب بها غفر الله له ، فاشتراها عثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك أن تجعلها سقاية للناس ؟ قال : نعم . فأنزل الله في عثمان { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية " . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بريدة رضي الله عنه في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : يعني نفس حمزة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : المصدقة . وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : التي أيقنت بأن الله ربها . وأخرج ابن جرير عن أبي الشيخ الهنائي رضي الله عنه قال : في قراءة أبيّ " يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة فادخلي في عبدي " . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها " فادخلي في عبدي على التوحيد " . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ارجعي إلى ربك } قال : ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : يسيل واد من أصل العرش ، فتنبت فيه كل دابة على وجه الأرض ، ثم تطير الأرواح فتؤمر أن تدخل الأجساد ، فهو قوله : { ارجعي إلى ربك راضية مرضية } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ارجعي إلى ربك راضية } قال : بما أعطيت من الثواب { مرضية } عنها بعملها { فادخلي في عبادي } المؤمنين . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية ، قال : إن الله إذا أراد قبض عبده المؤمن اطمأنت النفس إليه ، واطمأن إليها ، ورضيت عن الله ، ورضي الله عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله : { ارجعي إلى ربك } قال : هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قيل لها : { فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } . وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " قل اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك " . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : المخبتة إلى الله . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن { يا أيتها النفس المطمئنة } إلى ما قال الله المصدقة بما قال . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله { فادخلي في عبادي } قال : ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه { ارجعي إلى ربك } قال : إلى جسدك . وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال : إن المؤمن إذا مات رأى منزله من الجنة فيقول تبارك وتعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي } إلى جسدك الذي خرجت منه { راضية } ما رأيت من ثوابي مرضياً عنك حتى يسألك منكر ونكير . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { فادخلي في عبادي } قال : مع عبادي . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية قال : بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف ، فجاء طير لم تر عين خلقته ، فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجاً منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدري من تلاها { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } .