Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-111)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : " قال عبدالله بن رواحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اشترط لربك ولنفسك ما شئت . قال : اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم . قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : الجنة . قال : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل . فنزلت { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم … } الآية " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه " عن جابر بن عبدالله قال " نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم } الآية . فكبر الناس في المسجد . فأقبل رجل من الأنصار ثانياً طرفي ردائه على عاتقه فقال : يا رسول الله أنزلت هذه الآية ؟ قال : نعم . فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقبل ولا نستقيل " " . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله " . وأخرج ابن سعد عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت " أن أسعد بن زرارة أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فقال : يا أيها الناس هل تدرون علام تبايعون محمداً ؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإِنس كافة . فقالوا : نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم . فقال أسعد بن زرارة : يا رسول الله اشترط عليَّ ، فقال : تبايعوني على أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وإني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم . قالوا : نعم . قال قائل الأنصار : نعم هذا لك يا رسول الله فما لنا ؟ قال : الجنة والنصر " . وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال : " انطلق النبي صلى الله عليه وسلم بالعباس بن عبد المطلب - وكان ذا رأي - إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال العباس : ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة ، فإن عليكم للمشركين عيناً وإن يعلموا بكم يفضحوكم . فقال قائلهم وهو أبو أمامة أسعد : يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك وأصحابك ما شئت ، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك . فقال " أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم . قال : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : الجنة . فكان الشعبي إذا حدث هذا الحديث قال : ما سمع الشيب والشبان بخطبة أقصر ولا أبلغ منها " . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن أنه كان إذا قرأ هذه الآية { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } قال : أنفس هو خلقها وأموال هو رزقها . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنة } قال : ثامنهم - والله - وأعلى لهم . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال : ما على ظهر الأرض مؤمن إلا قد دخل في هذه البيعة . وفي لفظ : اسعوا إلى بيعة بايع الله بها كل مؤمن { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } . وأخرج ابن المنذر من طريق عياش بن عتبة الحضرمي عن إسحق بن عبدالله المدني " قال : لما نزلت هذه الآية { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله نزلت هذه الآية ؟ فقال : نعم . فقال الأنصار : بيع رابح لا نقيل ولا نستقيل قال عياش : وحدثني اسحق أن المسلمين كلهم قد دخلوا في هذه الآية ، ومن كان منهم إذا احتيج إليه نفع وأغار ، ومن كان منهم لا يغير إذا احتيج إليه فقد خرج من هذه البيعة " " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون } يعني يقاتلون المشركين { في سبيل الله } يعني في طاعة الله { فيقتلون } العدو { ويقتلون } يعني المؤمنين { وعداً عليه حقاً } يعني ينجز ما وعدهم من الجنة { في التوراة والإِنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله } فليس أحد أوفى بعهده من الله { فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } الرب تبارك بإقراركم بالعهد الذي ذكره في هذه الآية { وذلك } الذي ذكر من الثواب في الجنة للقاتل والمقتول { هو الفوز العظيم } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } قال : ثامنهم - والله - فأعلى لهم الثمن { وعداً عليه حقاً في التوراة والإِنجيل والقرآن } قال : وعدهم في التوراة والإِنجيل أنه من قتل في سبيل الله أدخله الجنة . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شمر بن عطية قال : ما من مسلم إلا ولله تعالى في عنقه بيعة وفّى بها أو مات عليها { إن الله اشترى من المؤمنين } الآية . وأخرج أبو الشيخ عن الربيع قال : في قراءة عبدالله رضي الله عنه " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة " . وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله { إن الله اشترى … } الآية . قال : نسخها { ليس على الضعفاء } [ التوبة : 91 ] الآية . وأخرج أبو الشيخ عن سليمان بن موسى رضي الله عنه : وجبت نصرة المسلمين على كل مسلم لدخوله في البيعة التي اشترى الله بها من المؤمنين أنفسهم .