Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 37-37)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كانت العرب يحلون عاماً شهراً وعاماً شهرين ، ولا يصيبون الحج إلا في كل ستة وعشرين سنة مرة ، وهو النسىء الذي ذكر الله تعالى في كتابه ، فلما كان عام الحج الأكبر ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فاستقبل الناس الأهلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال " وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة فقال : إن النسىء من الشيطان { زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً } فكانوا يحرمون المحرم عاماً ويحرمون صفراً عاماً ، ويستحلون المحرم وهو النسىء " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان جنادة بن عوف الكناني يوفي الموسم كل عام ، وكان يكنى أبا ثمادة فينادي : ألا أن أبا ثمادة لا يخاف ولا يعاب ، ألا إن صفر الأول حلال ، وكان طوائف من العرب إذا أرادوا أن يغيروا على بعض عدوهم أتوه فقالوا : أحل لنا هذا الشهر - يعنون صفر - وكانت العرب لا تقاتل في الأشهر الحرم فيحله لهم عاماً ويحرمه عليهم في العام الآخر ، ويحرم المحرم في قابل { ليواطئوا عدة ما حرم الله } يقول : ليجعلوا الحرم أربعة غير أنهم جعلوا صفراً عاماً حلالاً وعاماً حراماً . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت النساة حياً من بني مالك من كنانة من بني تميم ، فكان أخراهم رجلاً يقال له القلمس وهو الذي أنسأ المحرم ، وكان ملكاً ، كان يحل عاماً ويحرمه عاماً ، فإذا حرمه كانت ثلاثة أشهر متوالية ، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، وهي العدة التي حرم الله في عهد إبراهيم عليه السلام ، فإذا أحله دخل مكانه صفر في المحرم ليواطىء العدة يقول : قد أكملت الأربعة كما كانت لأني لم أحل شهراً إلا وقد حرمت مكانه شهراً ، فكانت على ذلك العرب من يدين للقلمس بملكه حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فأكمل الحرم ثلاثة أشهر متوالية ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل رضي الله عنه في قوله { إنما النسيء زيادة في الكفر } قال : نزلت في رجل من بني كنانة يقال له نسيّ ، كان يجعل المحرم صفراً ليستحل فيه المغانم . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي وائل رضي الله عنه قال : كان الناسي رجلاً من كنانة ذا رأي يأخذون من رأيه رأساً فيهم ، فكان عاماً يجعل المحرم صفراً فيغيرون فيه ويستحلونه فيصيبون فيغنمون ، وكان عاماً يحرمه . وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنما النسيء زيادة في الكفر } الآية . قال : عمد أناس من أهل الضلالة فزادوا صفر في أشهر الحرم ، وكان يقوم قائلهم في الموسم فيقول : إن آلهتكم قد حرمت صفر فيحرمونه ذلك العام ، وكان يقال لهما الصفران ، وكان أول من نسأ النسىء بنو مالك من كنانة ، وكانوا ثلاثة ، أبو ثمامة صفوان بن أمية ، أحد بني تميم بن الحرث ، ثم أحد بني كنانة . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إنما النسيء زيادة في الكفر } قال : فرض الله الحج في ذي الحجة ، وكان المشركون يسمون الأشهر ذا الحجة ، والمحرم ، وصفر ، وربيع ، وربيع ، وجمادى ، وجمادى ، ورجب ، وشعبان ، ورمضان ، وشوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ثم يحجون فيه ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ، ثم يعودون فيسمون صفر ، صفر ، ثم يسمون رجب جمادى الآخر ، ثم يسمون شعبان رمضان ، ورمضان شوال ، ويسمون ذا القعدة شوال ، ثم يسمون ذا الحجة ذا القعدة ، ثم يسمون المحرم ذا الحجة ، ثم يحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة ، ثم عادوا مثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل شهر عاماً حتى وافق حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخرة من العام في ذي القعدة ، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم حجته التي حج فيها فوافق ذا الحجة ، فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : كان رجل من بني كنانة يقال له جنادة بن عوف يكنى أبا امامة ينسىء الشهور ، وكانت العرب يشتد عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر لا يغير بعضهم على بعض ، فإذا أراد أن يغير على أحد قام يوماً بمنى فخطب فقال : إني قد أحللت المحرم وحرمت صفر مكانه فيقاتل الناس في المحرم ، فإذا كان صفر عمدوا ووضعوا الأسنَّة ثم يقوم في قابل فيقول : إني قد أحللت صفر وحرمت المحرم فيواطئوا أربعة أشهر فيحلوا المحرم . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً } قال : هو صفر ، كانت هوازن وغطفان يحلونه سنة ويحرمونه سنة .