Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-72)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { والمؤتفكات } قال : قوم لوط ، ائتفكت بهم أرضهم فجعل عاليها سافلها . وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } يدعون إلى الإِيمان بالله ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله { وينهون عن المنكر } ينهون عن الشرك والكفر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من فرائض الله كتبها الله على المؤمنين . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } قال : اخاؤهم في الله يتحابون بجلال الله والولاية لله . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والطبراني عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة " وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عثمان مرسلاً . وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان يوم القيامة ، فأما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير ، وأما المنكر فيقول لأصحابه : إليكم وما تستطيعون له إلا لزوماً " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأس العقل بعد الإِيمان بالله مداراة الناس ، ولن يهلك رجل بعد مشورة ، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ، أن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر ، فيأتي صاحبه إذا انشق قبره فيمسح عن وجهه التراب ويقول : ابشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته ، لا يهولنَّك ما ترى من أهوال يوم القيامة . فلا يزال يقول له : احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط ، فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ، ثم يثنى عنه المعروف فيتعلق به فيقول : يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت ؟ فيقول له : أما تعرفني ؟ ! فيقول : لا . فيقول : أنا المعروف الذي عملته في الدنيا ، بعثني الله خلقاً لأجازيك به يوم القيامة " . وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم ، فإن اللعنة تنزل عليهم ، يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً ، فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ، ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيى به أهلها ، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " . وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم " . وأخرج الحاكم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين ، ثم أمر منادياً ينادي : ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا . فيقومون . حتى يقفوا بين يدي الله ، فيقول الله : أنتم أهل المعروف في الدنيا ؟ فيقولون : نعم . فيقول : وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فادخلوه الجنة حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا " . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل معروف صدقة ، والمعروف يقي سبعين نوعاً من البلاء ويقي ميتة السوء ، والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة ، فالمعروف لازم لأهله والمنكر لازم لأهله ، يقودهم ويسوقهم إلى النار " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أحب عباد الله إلى الله عز وجل من حبَّب إليه المعروف وحبَّب إليه فعاله " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله جعل للمعروف وجوهاً من خلقه ، وحبب إليهم فعاله ووجه طلاب المعروف إليهم ، ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها ، وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله ، وحظر عليهم اعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها ، وما يعفو الله أكثر " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء ، وعليكم بصدقة السر فإنها تطفىء غضب الله عز وجل " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل معروف صدقة " . وأخرج ابن أبي شيبة والقضاعي والعسكري وابن أبي الدنيا من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل معروف صدقة ، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقه ، وما وقى به عرضه كتب له به صدقة ، وقد قيل لمحمد بن المنكدر ما يعني ما وقى به عرضه ؟ قال : الشيء يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى " . وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل معروف يصنعه أحدكم إلى غني فقير فهو صدقة " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل معروف صدقة " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن جابر الجعفي رفعه قال : المعروف خلق من خلق الله تعالى كريم . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن قال : سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير { ومساكن طيبة في جنات عدن } قالا : على الخبير سقطت . سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " قصر من لؤلؤة في الجنة ، في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، في كل مائدة سبعون لوناً من كل طعام ، في كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة ، فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله " . وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الجنة مائة درجة : فأولها من فضة أرضها فضة ، ومساكنها فضة ، وآنيتها فضة ، وترابها مسك . والثانية من ذهب أرضها ذهب ، ومساكنها ذهب ، وآنيتها ذهب ، وترابها مسك . والثالثة لؤلؤ أرضها لؤلؤ ، وآنيتها لؤلؤ ، وترابها مسك . وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال : إن الله ليعد للعبد من عبيده في الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد ، أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها قضم ولا قصم ، والجنة مائة درجة : فثلاث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت ، وسبع وتسعون لا يعلمها إلا الذي خلقها . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف قصر ، ما بين كل قصرين مسيرة سنة ، يرى أقصاها كما يرى أدناها ، في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو شيئاً إلا أتى به . وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمي قال : إن في الجنة قصوراً من ذهب ، وقصوراً من فضة ، وقصوراً من ياقوت ، وقصوراً من زبرجد ، جبالها المسك ، وترابها الورس والزعفران . وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل ، وفيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألفاً من الحور العين لا يدخلها إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد ، أو إمام عادل ، أو محكم في نفسه . قيل لكعب : وما المحكم في نفسه ؟ قال : الرجل يأخذه العدوّ فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإِسلام فيقتل ، فيختار أن يلزم الإِسلام . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { جنات عدن } قال : معدن الرجل الذي يكون فيه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { جنات عدن } قال : معدنهم فيها . وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال : إن الله خلق في الجنة جنة عدن دملج لؤلؤة ، وغرس فيها قضيباً ثم قال لها : امتدي حتى أرضى . ثم قال لها : أخرجي ما فيك من الأنهار والثمار ففعلت . فقالت { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون : 1 ] . وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله { ورضوان من الله أكبر } يعني إذا أخبروا أن الله عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف والتسليم . وأخرج ابن مردويه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله : هل تشتهون شيئاً فأزيدكم ؟ قالوا : يا ربنا وهل بقي شيء إلا قد أنلتناه ؟ ! فيقول : نعم . رضائي فلا أسخط عليكم أبداً " . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان " . وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال : يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول : أبشر بكرامة الله تعالى . قال : فله حلة الكرامة . فيقول : يا رب زدني . فيقول : رضواني ورضوان من الله أكبر . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة . فيقولون : لبيك يا ربنا وسعديك والخير في يديك . فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : ربنا ، وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحداً من خلقك ؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ ! قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " . وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال : بلغني أن أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه : اللهمَّ أسألك الذي هو خير في عاقبة الخير ، اللهمَّ اجعل آخر ما تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم .