Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-8)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الزبير قال : أنزلت سورة { والتين } بمكة . وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن البراء بن عازب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فصلى العشاء ، فقرأ في إحدى الركعتين بـ { والتين والزيتون } ، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد في مسنده والطبراني عن عبدالله بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بـ { والتين والزيتون } . وأخرج الخطيب عن البراء بن عازب قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ { والتين والزيتون } . وأخرج ابن قانع وابن السكن والشيرازي في الألقاب عن زرعة بن خليفة قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من اليمامة ، فعرض علينا الإِسلام ، فأسلمنا ، فلما صلينا الغداة قرأ بـ { والتين والزيتون } و { إنا أنزلناه في ليلة القدر } . أخرج الخطيب وابن عساكر بسند فيه مجهول عن الزهري عن أنس قال : لما نزلت سورة { والتين } على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بها فرحاً شديداً حتى تبين لنا شدة فرحه ، فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال : التين بلاد الشام ، والزيتون بلاد فلسطين { وطور سينين } الذي كلم الله موسى عليه ، { وهذا البلد الأمين } مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } محمد صلى الله عليه وسلم { ثم رددناه أسفل سافلين } عبدة اللات والعزى { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } أبو بكر وعمر وعثمان وعلي { فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين } إذ بعثك فيهم نبياً وجمعك على التقوى يا محمد . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { والتين } قال : مسجد نوح الذي بني بأعلى الجودي { والزيتون } قال : بيت المقدس { وطور سينين } قال : مسجد الطور { وهذا البلد الأمين } قال : مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين } يقول : يرد إلى أرذل العمر ، كبر حتى ذهب عقله ، هم نفر كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تسفهت عقولهم ، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم { فما يكذبك بعد بالدين } يقول : بحكم الله . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { والتين والزيتون } قال : هما المسجدان مسجد الحرام ومسجد الأقصى ، حيث أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم { وطور سينين } الجبل الذي صعده موسى { وهذا البلد الأمين } مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : في انتصاب لم يخلق منكبّاً على وجهه { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : أرذل العمر . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة في قوله : { والتين } قال : التين الجبل الذي عليه دمشق { والزيتون } الذي عليه بيت المقدس { وطور سينين } قال : جبل بالشام مبارك حسن ذو شجر { وهذا البلد الأمين } قال : مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : وقع القسم ههنا { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : جهنم { فما يكذبك بعد بالدين } يقول : استيقن فقد جاءك من الله البيان . وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبدالله قال : { التين } مسجد دمشق { والزيتون } بيت المقدس { وطور سينين } جبل موسى { وهذا البلد الأمين } البلد الحرام . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : { التين } مسجد أصحاب الكهف { والزيتون } مسجد إيليا { وطور سينين } مسجد الطور { وهذا البلد الأمين } مكة . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك { والتين والزيتون } مسجدان بالشام { وطور سينين } قال : الطور الجبل وسينين الحسن . وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن كعب الأحبار في قوله : { والتين } الآية ، قال : { التين } دمشق { والزيتون } بيت المقدس { وطور سينين } الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام { والبلد الأمين } مكة . وأخرج سعيد بن منصور عن أبي حبيب الحارث بن محمد قال : أربعة جبال مقدسة بين يدي الله تعالى : طور زيتا وطور سينا وطور تينا وطور تيما . وهو قول الله : { والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين } فأما طور زيتا فبيت المقدس ، وأما طور سينا فالطور ، وأما طور تينا فدمشق ، وأما طور تيما فمكة . وأخرج ابن المنذر عن زيد بن ميسرة مثله . وفيه وطور سينا حيث كلم الله موسى . وأخرج ابن عساكر عن الحكم { والتين } دمشق { والزيتون } فلسطين { وهذا البلد الأمين } مكة . وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس { والتين والزيتون } قال : الفاكهة التي يأكلها الناس { وطور سينين } قال : الطور الجبل وسينين المبارك . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { والتين والزيتون } قال : الفاكهة التي يأكل الناس { وطور سينين } قال : الطور الجبل وسينين المبارك { وهذا البلد الأمين } قال : مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : في أحسن صورة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : في النار { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال : إلا من آمن { فلهم أجر غير ممنون } قال : غير محسوب . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { وطور سينين } قال : هو الحسن . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : { سينين } هو الحسن بلسان الحبشة . وأخرج عبد بن حميد عن الربيع في قوله : { والتين والزيتون وطور سينين } قال : الجبل الذي عليه التين والزيتون . وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبدالله " أن خزيمة بن ثابت ، وليس بالأنصاري سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البلد الأمين فقال : مكة " . وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن عمرو بن ميمون قال : صليت خلف عمر بن الخطاب المغرب فقرأ في الركعة الأولى : " والتين والزيتون وطور سينا " قال : وهكذا هي في قراءة عبدالله وقرأ في الركعة الثانية { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } [ الفيل : 1 ] { ولئلاف قريش } [ قريش : 1 ] جمع بينهما ، ورفع صوته ، فقدرت أنه رفع صوته تعظيماً للبيت . وأخرج سعيد بن منصور وابن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : في أعدل خلق { ثم رددناه أسفل سافلين } يقول : إلى أرذل العمر { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } غير منقوص يقول : فإذا بلغ المؤمن أرذل العمر ، وكان يعمل في شبابه عملاً صالحاً كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه ، ولم يضره ما عمل في كبره ، ولم يكتب عليه الخطايا التي يعمل بعد ما يبلغ أرذل العمر . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : خلق كل شيء منكباً على وجهه إلا الإِنسان { ثم رددناه أسفل سافلين } إلى أرذل العمر { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الآية قال : فأيما رجل كان يعمل عملاً صالحاً وهو قويّ شاب فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة { والتين } قال : هو هذا التين { والزيتون } قال : هو هذا الزيتون { وطور سينين } قال : الطور الجبل وسينين هو الحسن بالحبشة { وهذا البلد الأمين } قال : مكة { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : شباب وشدة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : رد إلى أرذل العمر { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } قال : يوفيه الله أجره وعمله فلا يؤاخذه إذا رد إلى أرذل العمر ، وفي لفظ ، قال : من رد منهم إلى أرذل العمر جرى له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه ، فذلك الأجر غير ممنون ، قال : ولا يمن به عليهم . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { والتين والزيتون } قال : تينكم هذا الذي تأكلون وزيتونكم هذا الذي تعصرون { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : في أحسن صورة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : في نار جهنم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } يقول : في أحسن صورة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : في النار في شر صورة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن إبراهيم { قد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم } قال : في أحسن صورة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : إلى أرذل العمر ، فإذا بلغوا ذلك كتب لهم من العمل مثل ما كانوا يعملون في الصحة . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : هذا الكافر من الشباب إلى الكبر ومن الكبر إلى النار . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت علي بن أبي طالب وهو يقول : @ فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل عن الشعث والعدوان في أسفل السفل @@ وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : إلى أرذل العمر . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله : { ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال : إلا الذين قرؤوا القرآن . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال : كان يقال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ، ثم قرأ { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال : لا يكون حتى لا يعلم من بعد علم شيئاً . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : الهرم لم يجعل فيه قوّة ما كان { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } [ النحل : 70 ] قال : ولا ينزل تلك المنزلة أحد قرأ القرآن ، وذلك قوله : { إلا الذين آمنوا } الآية . قال : هم أصحاب القرآن . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { ثم رددناه أسفل سافلين } يقول : إلى الكبر وضعفه فإذا ضعف وكبر عن العمل كتب له مثل أجر ما كان يعمل في شبيبته . وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان العبد على طريقة من الخير فمرض أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل ، ثم قرأ { فلهم أجر غير ممنون } " . وأخرج البخاري عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { فلهم أجر غير ممنون } قال : " غير ممنون ما يكتب لهم صاحب اليمين فإن عمل خيراً كتب له صاحب اليمين ، وإن ضعف عن ذلك كتب له صاحب اليمين ، وأمسك صاحب الشمال ، فلم يكتب سيئة ، ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً " . وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مرض العبد يقال لصاحب الشمال : ارفع عنه القلم ، ويقال لصاحب اليمين : اكتب له أحسن ما كان يعمل ، فإني أعلم به وأنا قيدته " . وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته ، فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا ، ويقول الرب عز وجل : إني أنا قيدته وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك وهو صحيح " . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن منصور قال : قلت لمجاهد { فما يكذبك بعد بالدين } و { أرأيت الذي يكذب بالدين } [ الماعون : 1 ] عنى به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : معاذ الله إنما عني به الإِنسان . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { أليس الله بأحكم الحاكمين } قال : ذكر لنا أن نبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " بلى وأنا على ذلك من الشاهدين " . وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبي الخليل قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى على هذه الآية { أليس الله بأحكم الحاكمين } يقول : " سبحانك فبلى " " . وأخرج الترمذي وابن مردويه عن أبي هريرة يرويه : " من قرأ { والتين والزيتون } فقرأ { أليس الله بأحكم الحاكمين } فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين " . وأخرج ابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قرأت { والتين والزيتون } فقرأت { أليس الله بأحكم الحاكمين } فقل بلى " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ " { أليس الله بأحكم الحاكمين } قال : سبحانك اللهم فبلى .