Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 103-107)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } يريد به العمومَ أو أهلَ مكة { وَلَوْ حَرَصْتَ } أي على إيمانهم وبالغت في إظهار الآياتِ القاطعةِ الدالةِ على صدقك { بِمُؤْمِنِينَ } لتصميمهم على الكفر وإصرارِهم على العناد ، روي أن اليهود وقريشاً لما سألوا عن قصة يوسفَ وعدوا أن يُسْلموا فلما أخبرهم بها على موافقة التوراةِ فلم يسلموا حزِن النبـيُّ صلى الله عليه وسلم فقيل له ذلك { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ } أي على الإنباء أو على القرآن { مِنْ أَجْرٍ } من جُعْل كما يفعله حَمَلةُ الأخبار { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ } عظةٌ من الله تعالى { لّلْعَـٰلَمِينَ } كافة لا أن ذلك مختصٌّ بهم . { وَكَأَيّن مِن ءايَةٍ } أي كأي عددٍ شئت من الآيات والعلاماتِ الدالةِ على وجود الصانِع ووحدتِه وكمال علمِه وقدرتِه وحكمته غيرِ هذه الآيةِ التي جئتَ بها { فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وٱلأَرْضِ } أي كائنةٍ فيهما من الأجرام الفلكية وما فيها من النجوم وتغيّر أحوالها ومن الجبال والبحار وسائرِ ما في الأرض من العجائب الفائتةِ للحصر { يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } أي يشاهدونها ولا يعبأون بها ، وقرىء برفع ( الأرضِ ) على الابتداء ويمرّون خبره وقرىء بنصبها على معنى ويطؤون الأرضَ يمرون عليها وفي مصحف عبد اللَّه { وٱلأَرْضِ يَمْشُونَ عَلَيْهَا } والمراد ما يرَون فيها من آثار الأمم الهالكةِ وغيرُ ذلك من الآيات والعبر { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } غيرُ ناظرين إليها ولا متفكّرين فيها { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ } في إقرارهم بوجوده وخالقيته { إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } بعبادتهم لغيره أو باتخاذهم الأحبارَ والرهبانَ أرباباً أو بقولهم باتخاذه تعالى ولداً سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبـيراً ، أو بالنور والظلمة ، وهي جملةٌ حالية أي لا يؤمن أكثرُهم إلا في حال شركِهم ، قيل : نزلت الآيةُ في أهل مكة ، وقيل : في المنافقين ، وقيل : في أهل الكتاب . { أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } أي عقوبةٌ تغشاهم وتشمَلُهم { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } فجأةً من غير سابقةِ علامة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانها غير مستعدّين لها .